http://www.tvquran.com

TvQuran

athan times

Prayer Times For 6 Million Cities Worldwide
Country:

الأحد، 26 سبتمبر 2010

القرآن يتحدى.. أهم 10 اكتشافات كونية حديثة يبينها القرآن الكريم

source :  http://www.quran-m.com/
 


         
قد لا يفاجأ كل إنسان يعي يقينا أن القرآن هو من عند الله وأنه معجزة في أسلوبه وفي لغته وفي الحقائق العلمية التي يحيط بها هذا الكتاب القويم والذكر الحكيم الذي بعث به رب كريم قبل أربعة عشر قرنا من الزمان، ليكشف لنا حقائق ومعلومات لم يتوصل العلم الحديث سوى إلى بعض منها.. ولكن بالمقابل هنالك ما يوجع القلب ويضيق به الصدر، هو أننا نحتفظ في كتاب لا نفقه تأويله وأن كل ما يتوصل إليه علماء الفلك غير العرب نجده يقينا في القرآن، أما علماء العرب فلم يكتشفوا شيئا من هذه المعجزات التي هي بين أيديهم منذ مئات السنين!

 العلماء دحضوا فكرة الكون
الأزلي الخالد!
ربما تعجبون معي إذا علمتم أن أهم عشر اكتشافات كونية في المئة سنة الماضية، قد كشفها القرآن قبل أربعة عشر قرناً....
يتميز عصرنا الحديث بأنه عصر الفضاء، حيث تمكن الإنسان من كشف أسرار الكون والوصول إلى حقائق مذهلة غيرت نظرتنا إلى العالم من حولنا. والعجيب أن نجد هذه الحقائق جلية واضحة في كتاب أنزل قبل أكثر من 1400 سنة في زمن كانت علوم الفضاء عبارة عن شعوذة ودجل وخرافات وأساطير! وقد أدوع الله هذه الحقائق الكونية في كتابه لتكون دليلاً لكل مشكك في هذا العصر يرى من خلالها نور الحق وعظمة رسالة الإسلام.. ومن أهم هذه الحقائق:
1- اكتشاف بداية الكون
من أهم اكتشافات القرن العشرين أن العلماء دحضوا فكرة الكون الأزلي الخالد! وأثبتوا بالبرهان القاطع أن للكون بداية على شكل انفجار هائل سمي الانفجار العظيم، وقد بدأ العلماء يكتشفون تفاصيل هذا الانفجار وقالوا بأن الكون كله كان كتلة واحدة فانفجرت وتشكلت المادة وخلال مليارات السنين تطور الكون إلى شكله الحالي.
ونرى بعض العلماء يفضلون استخدام مصطلحات أكثر دقة من "انفجار" مثل "تباعد" أو "كثافة" المهم أنهم يريدون أن يصلوا إلى نتيجة تقول إن الكون بدأ من كتلة واحدة (رتقاً) ثم تباعدت أجزاؤها (انفتقت) وشكلت النجوم والمجرات والأرض.
القرآن سبق علماء الغرب في الحديث عن نشوء الكون بأسلوب علمي دقيق!
إن القرآن سبق علماء الغرب بأربعة عشر قرناً إلى النتيجة ذاتها في قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا) [الأنبياء: 30]، والسؤال لكل من ينكر صدق القرآن: من كان يعلم زمن نزول القرآن بأن الكون كان كتلة واحدة (رَتْقًا) ثم انفتقت وتشكل الكون الذي نراه؟ أليس هو الله جل وعلا!
2- اكتشاف توسع الكون
ربما يكون أهم اكتشاف كوني في القرن العشرين أيضاً ما كشفه العلماء حول توسع الكون، حيث وجدوا أن المجرات تتحرك مبتعدة عن بعضها بسرعات كبيرة جداً مما يسبب اتساع الكون بشكل مذهل.
الكون يتوسع بسرعة هائلة لا نحس بها، ولكن العلماء استطاعوا قياسها بالأجهزة الحديثة، هذه الحقيقة لم يكن لأحد علم بها زمن نزول القرآن!
هذه النتيجة وصل إليها العلماء بعد تجارب مريرة ومراقبة طويلة ونفقات باهظة على مدى قرن من الزمان، والعجيب أن القرآن كشف لنا حقيقة اتساع الكون قبل 14 قرناً في قوله تعالى: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) [الذاريات: 47]، وبذلك يكون القرآن أول كتاب أشار إلى توسع الكون، أليست هذه معجزة تستحق التفكر؟!
3- اكتشاف نهاية الكون

  القرآن أشار إلى هذه النهاية للكون
نظريات كثيرة وُضعت لتصور نهاية الكون، تختلف فيما بينها ولكن العلماء يتفقون على أن للكون نهاية، ولا يمكن أن يستمر التوسع لما لانهاية بسبب قانون انحفاظ الطاقة الذي يقرر أن كمية المادة والطاقة في الكون ثابت، وبالتالي سوف يتوقف الكون عن التوسع ويبدأ بالانكماش على نفسه والعودة من حيث بدأ!
يتصور العلماء أن الكون عبارة عن ورقة مسطحة ومنحنية قليلاً، وسوف تنكمش وتُطوى على نفسها في نهاية حياة الكون!
العجيب أن القرآن أشار إلى هذه النهاية للكون بل وحدد شكل الكون وهو مثل الورقة المنحنية، وهذا الشكل هو الذي يقرره معظم العلماء اليوم. يقول تعالى: (يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ) [الأنبياء: 104]، فسبحان الله!
4- اكتشاف الثقوب السوداء
إنها ظاهرة عظيمة بحثها العلماء لأكثر من نصف قرن وتأكدوا أخيراً من وجودها وهي ما سمّي: الثقوب السوداء. حيث يؤكد العلماء أن النجوم تكبر حتى تنفجر وتنهار وتتحول إلى ثقب أسود بجاذبية فائقة تجذب لها كل شيء حتى الضوء لا تسمح له بالمغادرة فلا نراها أبداً!
ويصف العلماء هذه المخلوقات بثلاث صفات: فهي لا تُرى، وهي تجري وهي تكنُس وتجذب أي شيء يقترب منها، والعجيب أن القرآن كشف لنا هذه النتيجة الدقيقة في قوله تعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِ الْكُنَّسِ) [التكوير: 14-15]. والخُنَّس: أي التي تخنُس فلا تُرى، والجوار: أي التي تجري بسرعة، والكنَّس: أي التي تجذب وتكنس صفحة السماء. وهذا ما يقرره العلماء، فسبحان الله!
القرآن يتحدث عن الثقوب السوداء في زمن لم يكن أحد على وجه الأرض يعلم شيئاً عنها أو حتى يتخيلها!!
5- اكتشاف النجوم النابضة
من الاكتشافات التي أحدثت ضجة في القرن العشرين "النجوم النابضة" وهي عبارة عن نجوم في السماء تصدر صوتاً يشبه صوت المطرقة، ولذلك سماها العلماء "المطارق العملاقة" ويقول العلماء إنها تصدر موجات ثاقبة تخترق أي جسم في الكون، فهي طارقة وثاقبة وهذه النتيجة وصل إليها العلماء بعد مراقبة ودراسة طويلة.
النجم الثاقب أحد أهم الظواهر الكونية المحيرة للعلماء!
ولكن القرآن كشف الحقيقة ذاتها بكلمات بليغة ومعبرة حيث أقسم الله بهذه النجوم فقال: (وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ) [الطارق: 1-3]. إنها آيات تشهد على صدق منزلها سبحانه وتعالى.
6- اكتشاف النسيج الكوني

 كانت المفاجأة أن الكون ظهر
 على شكل نسيج!!
وفي القرن الحادي والعشرين قام العلماء بأضخم عملية حاسوبية على الإطلاق كان هدفها اكتشاف شكل الكون، واستخدموا الكمبيوتر العملاق بمشاركة ثلاث دول هي الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وبريطانيا. وبعد جهود عظيمة قام السوبر كمبيوتر برسم صورة مصغرة للكون.
لقد كانت المفاجأة أن الكون ظهر على شكل نسيج!! واستنتج العلماء أن المجرات تتوضع على خيوط نسيج محكم وقوي وتمتد خيوطه لملايين السنوات الضوئية، ويقولون إن الكون قد حُبك بالمجرات.
هذا هو كوننا الذي نعيش فيه... خيوط من المجرات تمتد لملايين السنوات الضوئية وتشكل نسيجاً حُبك بإحكام مذهل!
المفاجأة أن القرآن كشف لنا سر هذا النسيج بدقة مذهلة يؤكد فيها أن السماء هي عبارة عن نسيج محبوك، وذلك في قوله تعالى: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ) [الذاريات: 7]. والسؤال: كيف علم النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الحقيقة الكونية الدقيقة لو لم يكن رسولاً من عند الله؟!
7- اكتشاف الحياة في الفضاء
بعد اكتشاف آثار لحياة بدائية على سطح أحد النيازك القادمة من الفضاء الخارجي، بدأ العلماء بالسفر عبر الفضاء لاكتشاف المخلوقات الكونية، وبعدما تأكدوا من وجود الماء على سطح المريخ وكواكب أخرى، أصبح لديهم حقيقة كونية تقول: إن الحياة منتشرة في كل مكان!
هناك شبه إجماع لدى علماء الفلك بوجود حياة غيرنا في الكواكب البعيدة!
هذه الحقيقة التي لم يتأكد منها العلماء إلا في القرن الحادي والعشرين، طرحها القرآن في القرن السابع الميلادي في قوله تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ) [الشورى: 29]. وبالفعل يقول العلماء إن هناك إمكانية كبيرة لاجتماع سكان الأرض بمخلوقات من الفضاء! فمن الذي أخبر النبي الأمي عليه الصلاة والسلام بذلك؟
8- اكتشاف البناء الكوني

الدخان الكوني ظنه
 العلماء غباراً لسنوات طويلة
طالما نظر العلماء إلى الكون على أنه فضاء واسع وفراغ مستمر، ولكن الاكتشافات الجديدة بيَّنت أن الكون عبارة عن بناء محكم أطلقوا عليه البناء الكوني، ولم يعد لكلمة "فضاء" أي معنى في ظل الاكتشافات الجديدة. فالمجرات تشكل كتل بناء، وتربط بينها المادة المظلمة والطاقة المظلمة التي لا نعرف عنها شيئاً حتى الآن!
المجرات تشكل كتل بناء في الكون والمادة المظلمة تملأ الكون!
العجيب أن القرآن لم يستخدم أبداً كلمة "فضاء" بل وصف السماء بأنها "بناء" وذلك في قوله تعالى: (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً) [البقرة: 22]. وفي آية ثانية نجد الحقيقة ذاتها في قوله عز وجل: (وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا) [الشمس: 5]. وهذه الكلمات تؤكد أن القرآن دقيق جداً من الناحية العلمية بما يشهد على صدق هذا الكتاب العظيم.
9- اكتشاف الدخان الكوني
لسنوات طويلة اعتقد العلماء أن الكون يحوي غباراً كونياً تبين أخيراً أن هذا الغبار هو عبارة عن "دخان كوني" يشبه الدخان الذي نعرفه، وتوجد منه كميات ضخمة في الكون منذ بداية تشكله. وأظهرت التحاليل لجزيئات غبار التقطها علماء وكالة ناسا أنها لا تشبه الغبار، بل هي دخان يعود تشكله إلى بدايات خلق الكون قبل مليارات السنين.
هذا هو الدخان الكوني الذي ظنه العلماء غباراً لسنوات طويلة...
والمفاجأة أن القرآن وصف لنا بداية خلق السماء في قوله تعالى: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ) [فصلت: 11] والسؤال لكل من يشك بهذا القرآن، من أين جاء محمد صلى الله عليه وسلم بهذا العلم قبل أربعة عشر قرناً؟!
10- اكتشاف المادة المظلمة

سبحان الله.. إنه على كل شيء قدير
يوجد سباق اليوم بين علماء الفلك على اكتشاف المادة المظلمة، وهي مادة تملأ الكون وتشكل نسبة كبيرة منه. وقد وجد العلماء أن النجوم والمجرات تتوضع عبر هذه المادة المظلمة، والمادة المظلمة شديدة وتسيطر على توزع المادة المرئية في الكون.
المادة المظلمة شديدة جداً وتشغل (مع الطاقة المظلمة) أكثر من 96 % من الكون!
في كتاب الله تعالى وصف دقيق لهذه المادة المظلمة والتي سماها القرآن: السماء! يقول تعالى: (وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [فصلت: 12]، فالنجوم تزين السماء طبعاً نحن لا نرى السماء مباشرة بل نرى النجوم وهي تزين السماء. وهذه السماء شديدة جداً، يقول تعالى: (وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا) [النبأ: 12] وهي السموات السبع... فسبحان الله.
لو أن القرآن لا يحوي سوى هذه الحقائق الكونية العشرة لكفى بها دليلاً على صدق وإعجاز هذا الكتاب العظيم، فكيف إذا علمنا أن القرآن يحوي مئات الحقائق العلمية في البحار والجبال والأرض والطب والنفس... وكلها تشهد على صدق قول الحق تبارك وتعالى: (سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) [فصلت: 53].

الأربعاء، 22 سبتمبر 2010

السيرة الذاتية الرياضية للمعلم .... الكابتن / حسن شحاته




نشأته وبداياته الكروية
إنه "المعلم" هذا اللقب الذي يشتهر به بين محبيه وعشاقه من جماهير الكرة المصرية والعربية،
الذي اخترق الملاعب حاصداً منها البطولات ليهديها إلى عشاق الكرة بمصر.

حسن شحاتة لاعب في فريق كاظمة الكويتي
إنه حسن شحاتة، الرجل الفولاذي ولاعب الكرة المتميز،
والمدرب الفذ الذي تمكن من قيادة فريق المنتخب المصري لانتزاع لقب البطولة الإفريقية ثلاث مرات على التوالي
محققاً لمصر وللعالم العربي إنجاز فريد. ولد حسن حسن شحاتة في التاسع عشر من يونيو 1947م في محافظة البحيرة،
ونشأ فى أسرة رياضية، وبدأ يمارس الكرة منذ كان فى سن العاشرة وهو طالب فى المدرسة الابتدائية بكفر الدوار،
ثم فى مدرسة صلاح سالم الثانوية التجارية.
إنضم حسن شحاته في طفولته لنادي كفر الدوار، أحد أندية الدرجة الثانية في ذلك الوقت،
وبعد مشاركته في مباراة تجريبية لمنتخب بحري ضد المنتخب القومي عرض عليه المهندس محمد حسن حلمي مدير الفريق القومي الإنضمام لنادي الزمالك.
ونجح حسن شحاتة في أول مباراة له مع الزمالك في نوفمبر 1966 من إحراز 3 أهداف وفاز فريقه 4 / صفر.
لم يتمكن شحاتة من الاستمرار كثيرا في مستقبله الكروي في مصر بسبب اندلاع حرب يونيو 1967م وتوقف دوري الكرة في مصر،
فانتقل حسن شحاتة كلاعب محترف في نادي كاظمة الكويتي في أواخر الستينيات، وحصل على لقب أحسن لاعب في أسيا 1970م،
كما تم تجنيده بالقوات المسلحة الكويتية وشارك مع المنتخب الكويتي في بطولة العالم العسكرية ببانكوك في تايلاند،
كما شارك مع المنتخب القومي الكويتي في البطولة الآسيوية.

حسن شحاتة مع نادي الزمالك في السبعينات
وسرعان ما تم ضمه للمنتخب القومى المصرى عام 1969م حيث لعب أول مباراة دولية ضد ليبيا وحضر خصيصا من الكويت
وتألق وفازت مصر وصنع حسن شحاتة الهدف الوحيد لحنفى هليل لاعب المحلة ، وخاض حسن شحاتة 70 مباراة دولية،
وشارك في أربع دورات إفريقية أعوام 1974بمصر والتي عقدت بعد حرب أكتوبر وحقق فيها شحاتة لقب أحسن لاعب بالبطولة الإفريقية،
ثم البطولة الإفريقية بإثيوبيا 1976، غانا 1978، نيجيريا 1980، إلا أن مصر لم تحصل على اللقب في أي من هذه البطولات الأربع.
وخلال وجوده كلاعب بين صفوف نادي الزمالك حصل على الدوري المصري مع الزمالك مرة واحدة موسم 1977 – 1978م،
وكأس مصر ثلاث مرات 74/75 ـ 76/77 - 78/79، تمكن من تسديد 77 هدف في الدوري المصري،
وخمس أهداف في كأس مصر، وستة أهداف لنادي الزمالك في بطولات إفريقيا.

صورة من مباراة اعتزال حسن شحاتة في 1938
وخلال مشوار حسن شحاتة مع الكرة فاز بلقب أحسن لاعب فى أفريقيا عام 1974م وأحسن لاعب فى مصر عام 1976م،
أما في 1980 تم منحه وسام الرياضة من الطبقة الأولى وأختير كأحسن لاعب في آسيا بعد تألقه مع نادي كاظمة الكويتي،
وبذلك يعتبر حسن شحاتة اللاعب الوحيد الذي حصل على لقب أفضل لاعب في قارة غير قاراته الاصلية وهى أفريقيا ويحصل عليها في آسيا.
واستمر شحاتة يحصد الإنجازات الرياضية في مصر كلاعب بنادي الزمالك إلى أن جاء قراره بالاعتزال عام 1983م لينهي مشواره كلاعب ويبدأ مشواره كمدرب.




مسيرته التدريبية

أتجه شحاتة بعد الاعتزال إلى صفوف المدربين فعمل كمدرب لفريق الناشئين
بنادي الزمالك وقاده للفوز ببطولتي الجمهورية للناشئين لعامي 1984، 1985.

حسن شحاتة مدربا
وفي عام 1986م وقع عليه الاختيار ليكون مدرباً مساعداً للفريق الأول بنادي الزمالك ،
بعدها أتجه حسن شحاتة إلى الإمارات وذلك للعمل كمدرب لنادي الوصل،
كما درب بعض الأندية العربية منها المريخ السوداني والشرطة العماني وأهلي بني غازي الليبي،
ثم عاد مرة أخرى إلى مصر فعمل كمدرب لنادي الاتحاد السكندري.
وخلال مشواره كمدرب عمل شحاتة على الارتقاء بالعديد من الأندية ونقلها من دوري الدرجة الثانية لتنافس وبقوة في دوري الدرجة الأولى،
من الأندية التي تولى تدريبها محققاً معها الإنجازات الفرق التالية المنيا، الشرقية، السويس، الشمس، المقاولون.
ففي المقاولون تمكن شحاتة من المنافسة بقوة في كأس مصر، وبالفعل تمكن النادي من الفوز حاصلاً على كأس مصر
ومنتزعه بقوة من النادي الأهلي في موسم 2003- 2004، وبهذا الفوز أصبح المقاولون بقيادة شحاتة أول نادي يحصد كأس مصر من الدرجة الثانية،
ثم ينتقل لنصر أخر ويحصل على السوبر المصري علي حساب نادي الزمالك.
وفي عام 2004 قرر الاتحاد المصري الاعتماد علي المدرب حسن شحاتة ومنحه الفرصة للقيادة مع اختيار شوقي غريب وحماده صدقي معاونين لشحاتة.
ويعد شحاته المدرب التاسع عشر في مسيرة المنتخب المصري.

حسن شحاته مع الجهاز الفني



مدربو المنتخب المصري قبل حسن شحاتة عبر تاريخه
ماك كراي ” اسكتلندي ” سنة 1935/1936
توفيق عبد الله 1940 -1944
كين ” إنجليزي ” 1947 – 1948
جونز ” إنجليزي ” 1949 – 1952
لجنة قومية 1953 – 1954
بروشيتش 1955 – 1956
مراد فهمي 1957 – 1958
تيتكوس ” مجري ” 1959
محمد الجندي حنفي بسطان 1960
فاندلر ” يوغوسلافي" 1964
كوفاتشز ” يوغوسلافي " 1965
محمد عبده صالح الوحش 1969 – 1970
كرامر ” ألماني " 1971 – 1974
بابي ” ألماتي " 1975 – 1976
نينكوفيتش ” يوغوسلافي " 1977
طه إسماعيل 1978
بونجاك ” مجري ” 1978
فؤاد صدقي 1979
عبد المنعم الحاج 1980
حمادة الشرقاوي 1981
هيدرجوت ” ألماني ” 1981
محمد عبده صالح الوحش 1982 – 1984
مايكل سميث ” إنجليزي ” 1985 – 1987
محمود الجوهري 1988- 1990
فايتسا ” ألماني " 1990 – 1991
محمود الجوهري 1991 –1993
شحتة 1993
ريدولسكو ” روماني ” 1993 – 1994
طه إسماعيل 1994
نول دي رويتر ” هولندي ” 1994 – 1995
محسن صالح 1995
رود كرول ” هولندي ” 1995 -1996
فاروق جعفر 1996 –1997
محمود الجوهري 1997 – 1999
أنور سلامة 1999
جيرارد جيلي ” فرنسي" 1999 – 2000
محمود الجوهري 2000 – 2002
محسن صالح 2002 -2004
ماركو تارديلي 2004




شحاتة والمنتخب الأول
بعد تولي حسن شحاتة مهمة تدريب المنتخب المصري في 28 أكتوبر عام 2004،
نجح في الحصول علي دورة LG عام2005

حسن شحاتة والمنتخب الأول

ثم ظهر تألق المنتخب بقيادة شحاتة في بطولة الأمم الإفريقية 2006 في مصر، تلا ذلك حصوله على ذهبية دورة الألعاب العربية الحادية عشر المقامة بالقاهرة 2007م.
وفي عام 2008م تمكن حسن شحاتة من تحقيق الفوز للمرة الثانية على التوالي ببطولة الأمم الإفريقية السادسة والعشرين بغانا،
منتزعاً الفوز بجدارة مع فريقه من بين أنياب الأسود الكاميرونية، ومتوجاً مصر على رأس البطولة الإفريقية للمرة السادسة،
ليؤكد شحاتة مرة بعد أخرى أحقيته وجدارته بتدريب المنتخب المصري.

كأس الأمم الأفريقية 2010
كما قاد المنتخب المصري خلال بطولة كأس العالم للقارات 2009 وحقق نتائج متميزة حيث خسر أمام البرازيل 4/3 وهزم ايطاليا 1/0 .
وأخيرا نجح حسن شحاتة في قيادة المنتخب المصري للفوز التاريخي بكأس الأمم الأفريقية 2010 بأنجولا
للمرة السابعة ليدخل بذلك حسن شحاته التاريخ من اوسع أبوابه محققا لبطولات وألقاب فريدة من نوعها.


إنجازاته مع المنتخب المصري
• 3 كأس الأمم الأفريقية (2006، 2008، 2010)
• بطولة كرة القدم في دورة الألعاب العربية (2007)
• دورة (2005 LG).
• 1 كأس الأمم الأفريقية للشباب (2003)



إنجازاته كلاعب ومدرب
دخل الكابتن حسن شحاته التاريخ من أوسع أبوابه محققا لبطولات وإنجازات فريدة

إنجازاته كلاعب
1- شارك حسن شحاتة في 70 مباراة دولية، وهي تعتبر رصيد كبير جدا مقارنة بعدد اللقاءات الدولية في ذلك الوقت.
2- شارك في بطولة كأس الامم الافريقية عام 1974م وحصل علي جائزة أفضل لاعب بالبطولة ويعتبر أول لاعب مصري يحصل عليها.
3- شارك حسن شحاتة مع المنتخب الكويتي في بطولة اسيا عام 1970م .
4- أولى لقاءات حسن شحاتة مع المنتخب المصري كانت عام 1973أمام ليبيا وانتهي اللقاء بفوز مصر 1/صفر.
5- حصل على لقب أفضل لاعب كرة قدم في آسيا لسنة 1970م (المصري الوحيد الفائز بتلك الجائزة).
6- حصل علي لقب ثالث أفضل لاعب إفريقي لعام 1974م (جائزة الفرانس فوتبول)
6- حصل على لقب هداف الدوري المصري مرتين 1977/1976 وموسم عام 1980/1979
7- لعب 3 بطولات إفريقية لمنتخب مصر عام 1974م ، 1976م و 1980م.
8- حصل حسن شحاتة علي جائزة افضل لاعب في مصر عام 1976 م
9- حصل علي وسام الجمهورية في الرياضة من الطبقة الاولي عام 1980م
10- اللاعب المصري الوحيد الذي جمع بين افضل لاعب أفريقي 1974 و أفضل لاعب اسيوي 1970م
11- حصل على كأس مصر مع الزمالك 3 مرات في مواسم 75/74 - 77/76 و 79/78
12- حصل على الدوري المصري مع الزمالك مرة واحدة موسم 1977/1978


إنجازاته كمدرب
1- الحصول علي بطولة الجمهورية للشباب في 1983م مع فريق الزمالك للشباب.
2- المدرب المصري الذي استطاع الصعود بأربعة أندية من دوري الدرجة الأولى (ب) والصعود إلى دوري الدرجة الأولى (أ) (الدوري الممتاز) وهي المنيا، الشرقية، السويس والمقاولون.
3- حصول حسن شحاتة مع المقاولون علي كأس مصر عام 2003 /2004
4- الحصول مع المقاولون علي السوبر المصري عام 2003 /2004.
5- الحصول مع منتخب الشباب علي كأس الامم الأفريقية للشباب عام 2003م
6- الحصول علي كاس الامم الافريقية في أعوام 2006،2008 و2010.

حسن شحاتة وشوقي غريب
7- الحصول علي بطولة كرة القدم في دورة الألعاب العربية عام 2007م.
8- المدرب المصري و الافريقي الوحيد الذي حصل علي كأس الامم للكبار وكأس الامم للشباب.
9- في عام 2008م إحتل المركز السادس ضمن قائمة أفضل مدربي المنتخبات في العالم متفوقا على الإيطالي فابيو كابيلو مدرب منتخب انجلترا،
وعلى البرازيلي دونجا مدرب منتخب البرازيل وعلى الإيطالي مارشيلو ليبي مدرب المنتخب الإيطالي

الاثنين، 20 سبتمبر 2010

الإسلام بين جحود الأبناء وكراهية الأعداء بقلم: فاروق جويدة

فاروق جويدة
هوامش حرة


17/9/2010


هان المسلمون علي أنفسهم فكانوا علي الغرب أهونا.. ثارت الدنيا في الأسبوع الماضي
تطالب قسا مجنونا في أحدي الكنائس الصغيرة في ولاية فلوريد بأن يكف عن قراره بإحراق القرآن الكريم أمام الكنيسة وقف العالم كله يشهد هذه المسرحية الهزلية وكأنها أحد أفلام الكاو بوي الأمريكية أو أن القس تيري جونز هو الرجل الأخضر أو سلفتر ستالوني للنموذج الأمريكي الفذ.. قامت المظاهرات في العالم الإسلامي ابتداء بأفغانستان ومستقبلها الضائع علي يد المارينز وانتهاء بالجاليات المسلمة المغلوبة علي أمرها في الغرب وان لم تخرج مظاهرة احتجاج واحدة في عاصمة عربية..
وبرغم إسدال الستار علي المسرحية فإن بيان منظمة العفو الدولية قد أدان بشدة أجواء الخوف والاضطهاد التي يتعرض لها المسلمون في الغرب خاصة أمريكا..
لم تكن قصة إحراق القرآن الكريم جديدة في الغرب فهناك دعوات سبقت كانت أخطر وأعنف وتعكس تلال الكراهية تجاه الإسلام, الدين والعقيدة, وتجاه المسلمين الأجناس والبشر..
الجديد في هذه الدعوة الشاذة أنها جاءت علي لسان قس المفروض أن يحترم قدسية الأديان كل الأديان.. الا أن الفرق يبدو شاسعا بين شعوب تكره الإسلام وشعوب يفرض عليها دينها أن تقدس وتحترم الأديان الأخري.. إن القرآن الكريم الذي أراد هذا القس إحراقه يتحدث عن الأديان الأخري بكل التقديس والاحترام..
إن القرآن الكريم لم يترك نبيا أو رسولا ألا ووضعه في سياق كامل من الإجلال والتقديس.. في قصص القرآن تاريخ حافل لكل أنبياء الله ورسله.. سيدنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب وهارون وموسي عليهم السلام.. وفي القرآن الكريم كان حديث الخالق سبحانه وتعالي عن السيدة العذراء وسيدنا عيسي وآل عمران عليهم السلام وبكل هذا الإجلال في النص القرآني.. من شروط إيمان المسلم أن يقدس هؤلاء جميعا مع خاتم الأنبياء والرسل نبي الإسلام محمد عليه الصلاة والسلام, الفرق هنا بين موقف الإسلام الدين والكتاب والنبي والبشر أن تقديس بقية الأديان جزء لا يتجرأ من الإيمان عند المسلم..
ولو أن هذا القس قرأ ما جاء في النص القرآني حول السيدة العذراء سيدة نساء العالمين وسيدنا عيسي عليهما السلام لكان له موقف آخر.. ولكنه الجهل والإعلام الكاذب والدعاية المغرضة.. أن الصورة التي يتداولها الإعلام الغربي عن الإسلام والمسلمين الآن هي صورة بن لادن والإرهاب الإسلامي وأحداث11 سبتمبر التي مازلت ملفاتها غامضة ولم تحاول الإدارة الأمريكية التحقيق في صحة الادعاء فيها حتي الآن.. وستبقي أحداث11 سبتمبر من أسرار هذا العصر مثل اغتيال كيندي وأسباب احتلال العراق وقرار غزو أفغانستان..
إن الإدانة ينبغي ألا توجه فقط إلي هذا القس المتهور المجنون ولكن يجب أن توجه إلي حكومات غربية وقفت وراء هذه الحملة الشرسة ضد الإسلام.. ولهذا لم يكن غريبا أن تجتاح تلال الكراهية شعوب أوروبا وأمريكا.. رسوم تسيء إلي رسول المسلمين عليه الصلاة والسلام, في الدانمرك.. استفتاءات تمنع بناء المآذن في سويسرا وقوانين ضد المرأة المسلمة في فرنسا بلد الحريات واعتراضات لمنع بناء مسجد قرطبة في نيويورك, ومحاكم تدين فتيات مسلمات بسبب الحجاب واغتيال طبيبة مصرية شابة في قلب المحكمة في ألمانيا..
هذا المد الشيطاني المشحون بالكراهية حمل تاريخا استعماريا قبيحا مع الغرب في العالم الإسلامي.. إن الغرب الذي يتهم الآن الشعوب الإسلامية بأنها تخلفت عن ركب الحضارة والمعاصرة لم يسأل يوما عن أسباب هذا التخلف.. هذا التخلف كان من ثمار سنوات الاستعمار البغيض التي نهبت ثروات المسلمين في كل بقاع الدنيا ومازالت حتي الآن ترتكب نفس الكوارث.. إن تاريخ فرنسا في الجزائر لا يختلف عما فعلته القوات الأمريكية في احتلال العراق بل أن ما حدث في سجن أبو غريب لا يختلف عن مذابح النازي في ألمانيا.. إن الغرب هو الذي يتحمل مسئولية تراجع العالم الإسلامي علي كل المستويات.. لقد ترك لهذه الشعوب الفقر والجهل والمرض ومازالت دول العالم الفقير تدفع ثمن الاستعمار البغيض من مستقبلها وأحلام شعوبها..
إن الغرب هو الذي جند في هذه الدول أنظمة قمعية مستبدة استباحت حرية هذه الشعوب وأضاعت دورها وتاريخها وحضارتها.. كان الغرب ينهب موارد هذه الشعوب ويقيم لها السجون والمعتقلات ويمدها بأحدث وسائل التخابر والتجسس والأعمال الكريهة.. إن الغرب يحترم كثيرا حقوق شعوبه في الوقت الذي ينتهك فيه حقوق الآخرين.. كان ينبغي أن يقرأ هذا القس الشارد ما جاء في القرآن الكريم عن السيدة مريم العذراء وسيدنا عيسي عليهما السلام..
كان ينبغي أن يقرأ تاريخ الاستعمار الذي استباح ثروات الشعوب الإسلامية وأن يعرف شيئـا عن الحروب الصليبية وأسبابها وهي نفس الغزوات التي قامت بها القوات الأمريكية لاحتلال العراق وأفغانستان كما قال يوما الرئيس بوش وهو يبرر أسباب احتلال الدولتين..
إذا كان الغرب مسئولا عن كل ما لحق بالعالم الإسلامي من مظاهر التخلف فإن الشعوب الإسلامية بحكامها الفاسدين ومؤسساتها المتخلفة وفكر النخبة المضللة والمضللة فيها يتحملون مسئولية هذا الإحساس بالهوان أمام الغرب..
نحن الذين فرطنا في تاريخنا ولغتنا وثقافتنا واندفعنا بجنون نحو التقليد الأعمي لكل شيء في الغرب حتي ولو كان فكرا شاردا أو سلوكـا شاذا وغريبا.. هناك أشياء وأفكار عظيمة في تاريخ الحضارات الإنسانية ينبغي أن نبحث عنها ونسترشد بها ولكن هناك أيضا نماذج رديئة وقبيحة يجب أن نبتعد عنها..
في العالم الإسلامي الآن كتاب ومفكرون يهاجمون دينهم في ثوابته تحت دعوي التحرر والاستنارة والحداثة.. أفكار مريضة ومواقف مشبوهة يتبناها البعض دفاعا عن مصالحه.. في العالم العربي الآن أبواق كثيرة تهاجم الإسلام بأوامر غربية.. وترتيبات تحكمها المصالح وليس الأفكار..
هؤلاء أصبحوا عبئـا علي أوطانهم ودينهم وثقافتهم ولا أتصور أن هناك مثقفا حقيقيا يتخذ موقفـا ضد دينه ولغته وثقافته بدافع الكراهية وتحت ستار الاستنارة والمعاصرة.. هناك فريق من المغرضين الذين يبيعون أنفسهم للشيطان..
علي جانب آخر فإن الفضائيات العربية وقد اقتربت الآن من500 فضائية قد أساءت إلي الإسلام الفكر والسلوك والعقيدة.. إن هذا الصخب والصراخ الذي تطاردنا به هذه الفضائيات لن يكون طريقنا الصحيح إلي الإسلام لأنه دين يحترم العقل ويؤمن بالحوار ويفتح كل أبواب المعرفة..
هناك أيضا حكومات إسلامية تآمرت علي دينها وتصورت أن ارضاء الغرب بحكوماته ومؤسساته وشعوبه لابد وأن يقوم علي التفريط في الإسلام العقيدة.. لقد حاولت هذه الحكومات أن تبريء نفسها من كارثة11 سبتمبر رغم أن الكارثة نفسها مازالت مجهولة الأسباب.. وتحت شعار الحرب علي الإرهاب غيرت مناهج التعليم ومنعت دراسة المناهج الدينية في مدارسها وحذفت آيات من القرآن الكريم ومنعت أحاديث الشيخ الشعراوي وغيرت ملامح التاريخ الإسلامي وأهملت اللغة العربية وطاردت كل من يدعو إلي الإسلام دينا أو سلوكا..
ولنا أن نتصور دينا يتعرض لكل هذه المطاردات..
مؤسسات وحكومات غربية تطارد الإسلام الفكر وتقمع المسلمين البشر..
حكومات إسلامية ونخب فكرية هانت عليها عقيدتها وفرطت فيها..
فضائيات استخدمت الإسلام وسيلة للربح والتجارة..
وبعد ذلك كله لم يكن غريبا أن يقف قس أحمق يعلن نيته لاحراق القرآن الكريم.. وبعد ذلك يقولون إن القانون الأمريكي لا يمنع ذلك.. هل يستطيع هذا القس أن يعلن رغبته في إحراق التوراة وهل يمكنه أن يفعل ذلك لو أن هذا المجنون فكر في ذلك مجرد تفكير لطاردته عصابات المافيا الصهيونية وقطعت رأسه أمام الشعب الأمريكي..
إن عدد المسلمين في أمريكا اقترب حسب بعض التقديرات من7 ملايين مسلم وهم الجالية الثانية في أمريكا من حيث العدد ولكن دورهم وتأثيرهم محدود للغاية.. إنهم مهددون الآن أمام هذا الشحن الإعلامي الرهيب الذي يدعو لكراهية المسلمين.. وإذا استمر هذا المسلسل البغيض في سياسة أمريكا وحلفائها فسوف يفرض علي العالم كله حربا دينية لا أحد يعرف مداها..
إن أمريكا هي التي بدأت هذه الحرب منذ احتلت العراق وأفغانستان, وإذا كانت مصالحها الاقتصادية وجريها وراء البترول كان سببا لاحتلال العراق فإن خطاياها في أفغانستان تحمل وجها صليبيا قبيحا يؤكد العداء للإسلام والمسلمين..
خرجت مظاهرات بالملايين في أفغانستان واندونيسيا وعواصم إسلامية أخري وغاب صوت المسلمين العرب الغارقين في المال والقمع والمسلسلات
إذا كان الإسلام مطاردا بين أهله وفي أوطانه فكيف نطلب من الغرب أن يحترم مقدساتنا.. حين يهون الإنسان علي نفسه يكون علي الناس أهون.. ونحن هنا في فكرنا وتاريخنا وعقيدتنا أمام مؤسسات مشبوهة ونخبة باعت نفسها للشيطان وأنظمة فرطت في كل شيء الوطن والأرض والعقيدة..


.. ويبقي الشعر
وحدي أنتظرك خلف الباب
يعانقـني شوق.. وحنين..
والنـاس أمامي أسراب
ألوان ترحل في عيني
ووجوه تخبو.. ثـم تـبين
والحلم الصامت في قلبي
يبدو مهموما كالأيام
يطارده يأس.. وأنين
حلمي يترنـح في الأعماق
بلا هدف.. واللحن حزين
أقدام النـاس علي رأسي
فوق الطرقات.. علي وجهي
والضوء ضنين..
تبدو عيناك علي الجدران
شعاعا يهرب من عيني
ويعود ويسكن في قلبي مثـل السـكـين
أنتظر مجيئك.. لا تأتين..
عيني تتأرجح خـلـف الباب
فلم تسمع ما كنت أقول..
أصوات الناس علي رأسي
أقدام خيول..
ورنين الضحكات السكري
أصداء طبول..
وسواد الليل علي وجهي
صمت وذهول..
وأقول لنفسي لو جاءت..!
فيطل اليأس ويصفعني
تنزف من قلبي أشياء
دمع.. ودماء.. وحنين
وبقايا حلم.. مقتول
ما كنت أظن بأن العهد
سراب يضحك في قلبين
ما كنت أظن بأن الفرحة
كالأيام إذا خانت..
ينطفيء الضوء علي العينين..
أنتظر مجيئك يشطرني قلبي نصفين..
نصف ينتظرك خلف الباب
وآخر يدمي في الجفنين..
حاولت كثيرا أن أجري..
أن أهرب منك.. فألقاني
قلبا يتشظـي في جسدي

الخميس، 16 سبتمبر 2010

تأملات إسلامية ـ خلق الجنين

د/ حسين رضوان اللبيدي

مدير مستشفى وعضو هيئة الإعجاز العلمي بمكة المكرمة

وعضو جمعية الإعجاز العلمي بالقاهرة وجنوب الوادي

لكل قضية دعوى ودعوى قضية الإسلام هي:

إن القرآن الكريم هو كتاب الله الخالد الباقي المحفوظ ليدين به الجميع وليكون دستوراً للعالمين لمن شاء منهم أن يستقيم .

وحيثيات الدعوة هي خلاصة علوم مقارنة الأديان والكتب المقدسة بجميع نواحيها في العقيدة والتوحيد والتاريخ والعلوم الإنسانية والكونية والتي بينت.

1- إن القرآن هو الكتاب الوحيد الخالي من التناقض والاختلاف والتحريف والتصحيف.

2- إن القرآن هو الكتاب الوحيد المعجز في معانيه ومبانيه من أول كلمة إلى آخر كلمة فيه.

3- إن القرآن هو الكتاب الوحيد الذي ينزه الألوهية مما لا يليق بكمالها.

4- إن القرآن هو الكتاب الوحيد الذي ينزه الرسل المكرمين من كبائر الإثم والفواحش .

5- إن القرآن هو الكتاب الوحيد الباقي كما أنزل والذي يرجع إسناده إلى المصدر مباشرة.

6- إن القرآن الكريم هو الكتاب الوحيد الذي نجد منه نسخة وحيدة متطابقة في أي زمان ومكان.

7- إن القرآن الكريم عالمي في منهاجه فهو يحقق التوازن والعدل بين الإنسان ونفسه، والإنسان وأخيه الإنسان ، والإنسان والكون من حوله.

8- إن القرآن الكريم هو الكتاب الوحيد الذي نجد فيه إشارات علمية من الذرة إلى المجرة ومن النطفة إلى المخ البشري تتطابق مع الحقائق العلمية المكتشفة بأدق وسائل التقنية.

وعلى العموم فالقرآن كلام الله يشعر المستمع إليه أنه يأتي من السماء .

ولقد أفردنا في شرح ذلك كتاباً أسميناه -لماذا القرآن - ليكون رأساً لسلسلة -لماذا القرآن ولماذا الإسلام ؟ والذي منها هذا العمل الذي سنتناول فيه قضية علم الأجنة وما ترتب عليها من قضايا أخرى كقضية التلقيح الصناعي وطفل الأنابيب ، والاستنساخ وسيكون تناولنا للجانب العلمي والعقائدي لهذه القضايا ، أما الجانب الشرعي ( الحلال والحرام ) فهو متروك للفقهاء.

فالقضية العلمية المعملية قضية مجردة تهدف إلى كشف سر من أسرار الكون ، ولكن عندما تدخل للتطبيق الواسع بين البشر فقد ينشأ من جراء ذلك أخطار ومشاكل تحتاج إلى توجيه أو تقنين ، ومثال ذلك اكتشاف أسرار الانشطار النووي والطاقة الذرية ، كان في البداية كشفاً علمياً عن أسرار الذرة وطاقات الكون الكامنة التي تقدم للبشرية خيراً كثيراً من خلال الاستفادة من الطاقة المتولدة عنها ، ولكن عندما دخل استخدامها إلى أسلحة الدمار الشامل كان لا بد من تدخل المشرع ليدلي بدلوه في هذا الاتجاه الذي ينشر الفساد والدمار في الأرض .

فلا حجر ولا زجر على الأبحاث العلمية التي تكشف أسرار الكون ما دامت محدودة في المعامل ، ولكن عندما تدخل إلى حيز التطبيق فلا بد من تدخل المشرع لتقنيتها ووضع القواعد والضوابط والضمانات الشرعية لها.

خلق الجنين

عندما كان العقل لا يملك من وسائل التقنية ما يمكنه من معرفة أسرار تكون الجنين من البداية، وضع نظريات عن نشأة الجنين كالآتي :

1- الجنين من لا شيء عن طريق التولد الذاتي بالصدفة.

2- الجنين ينشأ من بذور تخرج من الرجل وتحمل صورة مصغرة وكاملة للطفل وما الزوجة إلا مكان ينمو فيه (بمعنى يزداد في الحجم)


رسم قديم يصور الإنسان القزم الذي يخرج من بذور من الرجل وينمو في رحم الزوجة وهو رأي أرسطو


3- الجنين ينشأ من الأم وما السائل الذكري إلا خميرة تعمل كعامل مساعد فقط .

وعندما أُكتشف المجهر وتطورت وسائل التقنية عرف العلماء أن النظريات السابقة لتكون الجنين لا أساس لها من الصحة، وفي القرن التاسع عشر وما بعده عُرفت الأطوار الحقيقية للجنين كما يأتي :

أ- يبدأ تكون الجنين باتحاد النطفة المذكرة ( الحيوان المنوي ) وهو يحمل نصف صفات الجنين مع النطفة المؤنثة ( البويضة ) وهي تحمل النصف الآخر للصفات وينشأ عن هذا الاتحاد نطفة أمشاج وهي الخلية الأولى التي تحتوي على صفات الجنين كلها وتسمى (الزيجوت ) .

ومن هذه الخلية الأمشاج يتكون الجنين مرحلة من بعد مرحلة بتوالي الانقسامات لتكوين أعداد متزايدة من الخلايا المتشابهة في طور حر الحركة يتجه نحو تجويف الرحم وعند ذلك يكتسب خاصية العلوق وهنا يبدأ الطور التالي :

ب- طور العلقة : وفيها يتعلق الجنين بالرحم وتبدأ عملية تمايزه إلى طبقات ثلاثة مسطحة ليبدأ بعده طور المضغة .

ج- طور المضغة :وفي هذا الطور تظهر على الجنين مرتفعات ومنخفضات فيشبه بذلك قطعة اللحم أو اللبان الممضوغ وهو ما يسمى طور الأجسام البدنية والتي تتمايز إلى عظام وعضلات وغير ذلك.

د- طور ظهور الهيكل العظمي وكساءه بالعضلات :

في هذا الطور يبدأ ظهور العظام والعضلات من منطقتين متجاورتين بعدها تكسوا العضلات هيكلها العظمي وبعد انقضاء 120 يوم يظهر الشكل الآدمي لوجه الطفل .

• وكان الكشف العلمي الحديث لمراحل الجنين الحقيقية أحد الأدلة على صدق القرآن الكريم وإعجازه وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم وعالمية الإسلام .

فقد لخص القرآن الكريم في إعجاز علمي باهر مراحل الجنين من النطفة إلى الخلق الآخر في آية واحدة كما يأتي :

يقول الحق في سورة المؤمنون (ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاماً فكسونا العظام لحماً ثم أنشأناه خلقاً آخر فتبارك الله أحسن الخالقين).

 وتشير هذه الآية في إعجاز إلى الحقائق التالية

1- الجنين لا يكون كامل من البداية بل يبدأ بمرحلة بسيطة تزداد في التعقيد مرحله بعد مرحلة وطور بعد طور .

2- الطور الأول بعد النطفة يشبه العلقة لأنه شكلاً مثل دودة العلق الطبي ولأنه اكتسب خاصية التعلق بعد أن كان قطرة حرة الحركة .

3- الطور التالي يشبه قطعة اللحم الممضوغ لظهور تغضنات عليه في بداية التمايز الجنيني .

4- تظهر بدايات العظام واللحم ويتحدد للهيكل العظمي هيئته البنائية .

5- يتم كساء الهيكل باللحم ( العضلات ).

6- يتشكل في النهاية الشكل الآدمي المميز.

ولأن هذه الحقائق لم تكن معروفة حتى بعد نزول القرآن بأكثر من ألف عام فإن وجودها في القرآن يعتبر دليلاً يقينياً وعالمياً على صدق الرسالة وصدق الرسول وهذا ما دفع أحد أكبر علماء الأجنة في العالم بالقول " أشهد أن هذا الكلام (عن الأجنة ) الذي ذكره القرآن لابد وأن يكون قد نزل على محمد من عند الله " وكان ذلك في التليفزيون الكندي وعندما وجه إليه السؤال التالي : لماذا تقول ذلك ؟

فأجاب : لأن هذه المعلومات عن مراحل الجنين لم يعرفها العلماء إلا بعد أكثر من ألف عام من نزول القرآن فلابد وأن تكون هذه المعلومات من عند الله .

وكان هذا العالم الجليل هوأ . د/ كث المور وهو من أكبر علماء الأجنة في العالم

ولم يقتصر تفكير العلماء على معرفة خطوات الجنين ومراحله ، بل لاحظوا ظاهرة محيرة هي :كيف أمكن للخلية الواحدة أن تعطي خلايا مختلفة متميزة ؟

وبمعنى آخر : متى وكيف يحدث التمايز الخلوي ؟

وكان العلماء يعلمون أن مرحلة النطفة الأمشاج لها بداية ونهاية.

أما البداية : فهي خلية واحدة تسمى الزيجوت .

وأما النهاية : فهي مجموعة من الخلايا المتشابهة تماماً نشأت من انقسامات متتالية للخلية الأولى وكان العلماء أيضاً يعلمون أن المرحلة التالية هي مرحلة العلقة، وفيها يبدأ التمايز الخلوي بظهور خلايا متخصصة في طبقات ثلاثة .

الخارجة ، والوسطي ، والداخلية ، وهي مسطحات من الخلايا لا نجد فيها عوجاً ولا صدعاً ، وبعدها يظهر في الجنين مزيداً من التمايز الخلوي بظهور الأجسام البدنية في طور المضغة والتي تتمايز بعد ذلك إلى العظام والعضلات وغيرها ويتم التمايز حتى ينشأ الجنين في أحسن تقويم وهنا ظهرت أسئلة محيرة :

كيف تحولت خلايا النطفة المتشابهة إلى ثلاثة أنواع من الخلايا المتمايزة في كائن العلقة ؟

وكيف تمايزت العلقة ذات الثلاثة طبقات وذات الأسطح المستوية إلى كائن متغضن عليه نتوءات وثنيات ويحفه على الجانبين عقد من البروزات المحددة في كائن المضغة ؟

ثم من الذي حول تلك البروزات إلى عظام وعضلات ؟

وبمعنى آخر : من أين جاء ذلك التمايز والأصل خلية واحدة متجانسة ؟

فيكون الجواب المنطقي :

لا بد وأن تكون هناك أوامر تصدر للخلية لكي تتمايز، فيكون السؤال التالي :

من أين تأتي هذه الأوامر ؟

والجواب العلمي على ذلك : إنه لا يوجد إلا ثلاث طرق محتملة تأتي منها تلك الأوامر هي :

1- من نواة الخلية .

2- من المادة حول النواة .

3- من خارج الخلية .

وقبل أن ندلي بدلونا ونقدم اجتهادنا في هذا المجال هيا بنا في جولة علمية رائعة مع أسرار التمايز الخلوي .

أولاً : أبحاث على النواة :

تمكن د . جوردون ، د . لاسكي من إكسفورد من تنشئة ضفدعة بالغة عادية قادرة على التكاثر من بيضة غير مخصبة تحوي نواة خلية معوية متميزة ليرقة ضفدع وكان ذلك في الخمسينات ، وحديثاً قام بهذه التجارب د . مورون ومعاونوه في إنجلترا مؤكداً ما سبق ، وأن أي خلية حتى التي تمايزت تحتوي على كل الجينوم أو كل الصفات ولكن بعضها كامن والآخر عامل .

ثانياً : أبحاث على السيتوبلازم :

وجد العلماء هذه الظواهر الهامة :

1 - عند إزالة النواة من بيضة المنشطة فإن البويضة الخالية من النواة تتفلج (تنقسم) بصورة عادية ويقف التفلج عند بدأ مرحلة التبطين GASTRLATIONوهنا لابد من تدخل النواة بمعلومات وأوامر لاستكمال مشروع الجنين الكامل .

2- تجربة الهلال السنجابي :

في بعض بويضات الحيوانات الدنيا يظهر في السيتوبلازم هلال سنجابي بعد التلقيح ، فلو قمنا بفصل البيضة الملقحة فصلاً غير تام ، بحيث تبقى النواة في قطب ويبقى الهلال السنجابي في القطب الآخر ، ثم بعد عدة انقسامات من النواة سمحنا لنواة واحدة بالمرور إلى القسم الذي فيه الهلال السنجابي فإن القسم الذي فيه الهلال السنجابي يتكون منه جنين كامل والقسم الآخر الخالي من الهلال السنجابي لا يتكون منه جنين .

ثالثاً : التعويض :

من الملاحظ أن الحيوانات الدنيا تستطيع تعويض ما يفقد منها من أجزاء الجسم المختلفة بل إن بعض الحيوانات العليا تستطيع ذلك وفي الحقيقة أن عملية التعويض على المستوى الخلوي أمر شائع في الحياة وحتى في الإنسان يمكن تعويض كثيراً من الخلايا كبطانة الجسم وخلايا الكبد وغير ذلك .

ويكون السؤال الأول في هذا المجال هو ، كيف تتم عملية التعويض ؟

الجواب : يوجد طريقتان لذلك هما :

1- طريقة انقسام الخلايا المجاورة للمنطقة المفقودة وانتشارها لتغطي المنطقة المفقودة وهو أمر يحدث عند تعويض قطعة من الكبد أو الجلد مثلاً .

2- تكوين كتلة لها سمك من الخلايا غير متمايزة تسمى بلاستيما (Blastema)

والتي تتمايز وتتحرك فراغياً لتكوين المفقود وهي مشهورة في حالة تعويض ذيل أو رجل مثلاً في بعض الحيوانات الدنيا

فيكون السؤال التالي : من أين جاءت هذه البلاستيما ؟

الإجابة ربما جاءت من خلايا حافة الجزء المقطوع أو من أنواع خاصة من الخلايا الاحتياطية والتي تعتبر (كامنة) في الظروف العادية وتتحرك مهاجرة عند الضرورة لتذهب للمكان الذي حدث فيه القطع حيث تتراكم وتتمايز في الفراغ ، وتسمى هذه الخلايا (Neoblast)أو(Interstitial) ويسمى التعويض بواسطة البلاستيما (Epimorphosis).

هذا في الظاهر ولكن على المستوى الخلوي كيف تتم عملية التعويض ؟

وفي بداية البحث في هذه القضية سأل العلماء هذا السؤال : هل عملية التعويض نتيجة لأمر عام من الجسم أم أمر محلي في مكان القسم المفقود ؟

ولأجل كشف السر عن هذه المشكلة قام العلماء ببتر طرف من أطراف حيوان معين ثم قاموا بتعريض كل جسم الحيوان قيد التجربة للإشعاعات المتأينة وشمل التعريض المنطقة المبتورة ، وراقبوا عملية التعويض فلم تحدث .

فقاموا في تجربة ثانية بتعريض منطقة البتر فقط فلم تحدث عملية التعويض أيضاً وفي تجربة ثالثة عرضوا الجسم ولم يعرضوا منطقة البتر فحدث التعويض ، مما يوحي بأن جهاز التعويض أو خلاياه العاملة موجودة في منطقة البتر أو القطع .

ولكن بقيت مشكلة هامة وهي نوعية الخلايا المستخدمة في التعويض ، هل هي من الأنواع المحلية المتمايزة والتي تقع على حافة القطع كالعضلات والعظام ، أم هي من خلايا أخرى كامنة غير متمايزة ؟

وللإجابة العلمية عن هذه المعضلة كانت هذه التجربة الرائعة والتي أجراها العلماء على حيوان بر مائي يشبه السحالي اسمه ( سَمنَدَل الماء ) وأجريت التجربة على إحدى أطراف السمندل كما يأتي :

بعد قطع جزء معين من طرف الحيوان :

1- قطع العلماء عظام الجزء الباقي ( غير المقطوع ) وعندما تمت عملية التعويض بنمو جزء بديل عن المقطوع لاحظ العلماء أن الجزء الذي نما حديثاً كاملاً حتى بعظامه بينما الجزء الموجود والملتصق بجسم الحيوان لم تنمو فيه العظام التي أزيلت وبقي خالياً من العظام فمن أين جاءت عظام الجزء النامي مع أنه ينمو من منطقة ما زالت بلا عظام ؟

يقول العلماء لا يوجد إلا طريقين لما حدث :

1- إن الأنسجة الغير عظيمة ( العضلات مثلاً ) تفقد تمايزها ثم تتمايز مرة أخرى إلى عظام مثلاً لتعوض ما فقد .

إن هناك خلايا كامنة غير متمايزة تنشط وتتمايز تحت هذه الظروف .

ولكن كيف يرجح العلماء هذا الطريق أو ذلك ؟

هذا ما سوف نراه في الأبحاث التالية :

استخدم العلماء وسائل ضرب النسيج الحي بجرعة مُشعة غير قاتلة للحياة وإن كانت معطلة لقدرة التعويض وقاموا بعد ذلك باستئصال أنسجة وزرع أخرى غير مشعة (سليمة) وراقبوا عملية النمو للتعويض ، وإذا بالمفاجأة المذهلة :

كثيراً من الأنسجة المزروعة في الطرف المبتور كقطعة عظم أو قطعة غضروف أو جلد سرعان ما فقدت تمايزها لتعود وتعطي أنسجة أخرى (غيرها) متعددة التمايز وتسمى هذه العملية (de /deffrentlation) أو تسمى (re /deffrentiation) .

وأيضاً وجد العلماء أن هناك داخل العضلات المتمايزة توجد خلايا بدائية تسمى (MUSCLE- SATELLITE) يمكنها عند الضرورة أن تتمايز إلى خلايا عضلية عاملة .

وتشير هذه الظاهرة إلى : أن التمايز في السيتوبلازم عكوسي بمعنى أنه قابل للنقض أي أنه ليس صفة ثابتة واصليه وهي ظاهرة تخص الحيوانات الدنيا، أما الحيوانات العليا فلم تُشاهد هذه الظاهرة فيها إلا في حالات نادرة وفي أماكن ضيقة كسلامية إصبع اليد .

ربعاً : مزج الأجنة :

من الممكن دمج جنينين من الثدييات معاً ليكون جنيناً عملاقاً ينمو بصورة عادية ، وحديثاً تمت تربية الفئران من ثلاث أجنة مدمجة تمثل ستة آباء !

وتشير هذه الظاهرة إلى : أنه في المراحل الأولى للجنين لا يوجد تمايز للنواة أو لما حولها وإنما يظهر التمايز بعد فترة .

خامساً : ولادة التوائم :

المقصود هنا التوائم ذات المشيمة الواحدة التي تنشأ من انقسام في الكتلة الداخلية بعد التعليق بجدار الرحم أي في طور العلقة .


صورة حقيقة للجنين في طور العلقة وهو منغرس في جدار الرحم فتبارك الله أحسن الخالقين


وهذا يعني أن خلايا الكتلة الداخلية للعلقه لو انقسمت إلى عدة أقسام فإنها يمكن أن تعطي عدة أجنة لها مشيمة واحدة ، وهذه ظاهرة ملحوظة في الثدييات والإنسان ، وتشير هذه الظاهرة إلى أن التمايز يبدأ حول مرحلة العلقة في الثدييات والإنسان .

بعد هذه الجولة العلمية الراقية يمكن أن نخلص إلى ما يأتي :

1- إن السيتوبلازم يمكن أن ينقسم في المراحل المبكرة حتى بدون النواة .

2- إن النواة لازمة لتكملة إنشاء الجنين .

3- إن النواة المتمايزة تحتفظ بكل الجينوم (الصفات) التي تتمتع به النطفة الأمشاج أو الخلية الأولى (الزيجوت) بمعنى أن تمايزها يمكن أن يتوقف لتعود إلى مرحلة ما قبل التمايز.

4- إن السيتوبلازم المتمايز يمكن أن يعود إلى مرحلة ما قبل التمايز (التعويض) .

5- في الثدييات والإنسان يتأخر تمايز النواة وما حولها إلى مرحلة حول مرحلة العلوق ، أي في نهاية مرحلة النطفة .

وهنا نعود إلى الأسئلة السابقة :

هل أوامر النواة هي المسئولة عن التمايز الخلوي من البداية ؟ أم هو السيتوبلازم ؟ أم هو أمر قادم من خارج الخلية ؟

مستحيل أن يكون أمراً قادماً من خارج الخلية لأن الأمر القادم من الخارج يؤثر في كل الخلايا بنفس الدرجة لأن كل الخلايا متشابهة في الصفات والظروف والأحوال .

وغير جائز أن يكون الأمر المبكر صادراً عن النواة لأن النواة إذا أصدرت أمر التمايز فإنها إما تصدره لغيرها أو لنفسها استحالة أن تصدر الأمر لغيرها ؛ لأن أمر كل نواة ينتهي في السيتوبلازم الخاص بها وغير جائز أن تصدره لنفسها فكيف تأمر النواة نفسها إن توقف بعضها وكل الصفات في نواتها ممكنة بنفس الدرجة ، بمعنى لا ترجيح لصفة على صفة بالإضافة إلى أن الوسط الذي يحيط بالنواة لا تمايز فيه في ذلك الوقت ، ولو كان الأمر متأصلاً في النواة من البداية ما عادت لكامل تشكيلها الجيني الأول عند تهيئة الوسط الأولى لها ، فهي محتفظة بحياة كل الجينوم من البداية إلى النهاية.

فلا يبقى إلا أن يكون الأمر قادماً من المنطقة حول النواة (السيتوبلازم، والقشرة) ولكن عندما قام العلماء بشفط نسبة كبيرة من السيتوبلازم لم يؤثر ذلك على كفاءة الانقسام ، إذن لم يبقى إلا منطقة القشرة حول السيتوبلازم.

ولقد شاهد العلماء أدلة تؤكد ذلك ، وذلك لأن في قشرة البويضات اللافقارية مناطق مختلفة هي المسئولة عن تمايز الجهة المقابلة لها من النواة ، بمعنى أن هذه البويضات (الزيجوت) عندما تنقسم فإن كل قسم من القشرة يحوي عاملاً مختلفاً عن القسم الآخر فتتمايز النواة تبعاً لذلك.

ووجد العلماء أيضاً أن التمايز في القشرة يبدأ مبكراً بعد الإخصاب مباشرة بحيث أن أي انقسام يتم بعد الإخصاب يتخلف عنه فلجات (الخلايا) تشكل كل فلجة من البداية جزء من كل وأي فقد لأي خلية مبكراً يؤدي إلى فقد قسم من مشروع الجنين ينقص قسم من بنائه .

وأوحت هذه الأبحاث بأن عامل التحديد في السيتوبلازم أو في القشرة عامل أصيل ونهائي بمعنى أنه غير عكوسي (ثابت) ولكن ملاحظات لظواهر علمية نقضت هذا الاعتقاد ، وكان من هذه الظواهر التعويض وقد رأينا فيه نقض التمايز بعودة السيتوبلازم المتمايز إلى حالته الأولى الغير متمايزة وأيضاً مزج الأجنة المختلفة والذي نتج عنه جنين واحد وكل ذلك يزيح دور السيتوبلازم وقشرته عن موقع القيادة ، هذا بالنسبة للحيوانات الدنيا ، أما بالنسبة للثدييات وخصوصاً الإنسان فالقضية مختلفة إلى حد بعيد كما يأتي :

في مراحل الجنين الأول وحتى طور العلقة أو ما قبلها بقليل كل الخلايا بنواتها وما حول النواة لا تمايز فيها بحيث يمكن لأي خلية أو أي قسم من المجموع أن يعطي كائن كامل لا نقص فيه ، وإن فقد خلية أو مجموعة من الخلايا في هذه المرحلة لا يخل أو ينقص من تركيب الكائن النهائي .

وكان من الأدلة على ذلك في الإنسان ولادة التوائم المتعددة التي تزداد على الستة والذين يشتركون في مشيمة واحدة وفي هذا دليل على أن كتلة الخلايا قد تقسمت بعد عملية العلوق أي في بداية الدخول إلى طور العلقة وهذا يعني أن الخلايا حتى نهاية مرحلة النطفة وبداية مرحلة التعلق ما زالت غير متمايزة أي أن كل مجموعة من الخلايا يمكن أن تعطي إنساناً كاملاً لا نقص فيه .

إذن كيف حدث التمايز بعد ذلك ؟

أو كيف تنشأ من هذه الخلايا الغير متمايزة خلايا متمايزة ؟

وقد بينت الظواهر العلمية التي سبق أن ناقشناها ما يأتي :

1- التميز ليس أمراً من النواة ، لأن النواة فيها كل الجينوم من البداية ولا ترجيح فيه لصفة على صفة حتى مرحلة ما قبل العلوق (في الثدييات والإنسان) وبعدها يأتي الأمر للنواة بالتمايز ، بأن تبقى بعض الجينات نشطة وتكمن الأخرى .

2- التمايز ليس أمراً أصيلاً في السيتوبلازم من البداية لأن السيتوبلازم من البداية حتى نهاية النطفة غير متمايز (في الثدييات والإنسان) ويحتاج إلى أمر يُحدث له التمايز .

3- إذن لا مفّر من الإقرار بحتمية خلق أحداث لم تكن موجودة في منطقة النواة وما حولها ، وهذا الخلق يبدأ مع مرحلة العلق وفيها .

توصل العلم إلى حتمية خلق أحداث لم تكن موجودة في منطقة النواة وما حولها، وهذا الخلق يبدأ مع مرحلة العلق وفيها فتبارك الله أحسن الخالقين.


وبينما يصل العلم الحديث بأدق تقنية إلى هذه الحقيقة نسمع صوت القرآن الهادي يرتل ( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقاً آخر فتبارك الله أحسن الخالقين  ).

يا الله إني عاجز عن أن أوفي إعجاز كتابك حقه وكيف لي ذلك وأنا الفقير بذاتي لا فضل لي إلا بك ولا علم لي إلا ما علمت . هذه الآيات والتي استخدم فيها الحق سبحانه الفعل (جعل) مع النطفة والفعل (خلق) مع كل الأطوار بدءاً من العلقة لهي إشارة علمية معجزة إلى عملية التمايز ، بأنها تبدأ بعد النطفة ومن مرحلة العلقة وهو تمايز لا يتم دفعة واحدة بل على دفعات متتالية تأخذ بعضها بأعناق بعض .


صورتان تبينان بداية انقسام البيضة الملقحة


ولكن كيف يتم استنباط ذلك من الآيات ؟

هذا ما ستعرفه بعد جولة مع أسرار الفعل (جعل) وأسرار الفعل (خلق) .

يقول أ . د / علي اليمني دردير في كتابه الرائع : أسرار الترادف في القرآن .

ويختلف التعبير بلفظي (خلق) و (جعل) في لغة القرآن في الآية الواحدة كما في قوله تعالى :  الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور(1).

فالفعل (خلق) يدل في اللغة على الإيجاد بعد العدم، والتقدير والإبداع على غير مثال مسبوق ، ولهذا فهو يباشر مفعوله دفعة واحدة.

أما (جعل) فيفيد التضمين والتصيير والتحويل والانتقال ولهذا فهو فعل يباشر مفعوله حالاً بعد حال فيتعدد فيه المفعول وتتدرج فيه الأطوار .

ولما كان الشأن في خلق السموات والأرض إيجاداً بعد عدم وإبداعاً على غير مثال عبر عنه بالفعل (خلق) ليدل على أن ذلك مرحلة في الإنشاء قائمة بذاتها ولما كان الشأن في الظلمات والنور أن تأتي تابعة لغيرها مترتبة عليه مسبوقة به وأن الإيجاد فيها إيجاد تحول وانتقال وليس إنشاءً وإبداعاً، عبر عنه بالفعل (جعل) ليدل على أنه مرحلة في الظهور لاحقة لمرحلة في الخلق سابقة وطور في الوجود يتجدد ويتكرر حالاً بعد حال.

وقد ذكر الإمام / عبد العزيز يحيى الكناني المكي في كتابه القيم (الحيدة) أن (جعل) الذي هو على معنى التصيير موجود في القرآن الموصول الذي لا يدري المخاطب به حتى يصل الكلمة بكلمة بعدها فيعلم ما أراد بها ، وإن تركها مفصولة لم يصلها بغيرها من كلام لم يفهم السامع لها ما يعني بها، ولم يقف على ما أراد بها، وضرب لذلك أمثلة منها :

 يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فلو قال : ( إنا جعلناك ) ولم يصلها بخليفة في الأرض، لم يعقل داود ما خاطبه به عز وجل، لأنه خاطبه وهو مخلوق فلما وصلها بخليفة، عقل داود ما أراد بخطابه.

وكذلك حين قال لأم موسى: وجاعلوه من المرسلين فلو لم يصل (جاعلوه) ب (المرسلين) لم تعقل أم موسى ما عنى الله عز وجل بقوله وجاعلوه إذا كان خلق " موسى " متقدماً لرده إليها، فلما وصل جاعلوه بالمرسلين عقلت أم موسى ما أراد الله عز وجل بخطابها.

وبعد هذه الجولة العلمية نقول أن (جعل) في الآية ثم جعلناه نطفة في قرار مكين بمعنى صيرناه أي تحول من صلب الذكر إلى رحم المرأة ، وهذا ما قاله الطبري ، وجاء في تفسير روح المعاني للألوسي : فهنا (جعل) بمعنى تحول أو نقل من مكان إلى مكان إنها عملية نقل أو تحويل فحسب ، أما الفعل (خلق) فهو يدل على الإيجاد بعد العدم والتقدير والإبداع على غير مثال مسبوق .

ولأن الآية تصف مراحل جنين الإنسان بالذات فإن استخدام (جعل) مع النطفة (وخلق) بعد مرحلة النطفة يعني أنه في مرحلة النطفة تبقى الخلايا بلا تمايز حتى إذا انتهت مرحلة النطفة لتبدأ مرحلة العلقة خلق الله أحداثاً لم تكن موجودة داخل الخلايا تدفعها للتمايز إلى علقة فمضغة وهكذا مرحلة بعد مرحلة وخلقاً من بعد خلق.

وهذا ما تأكد تماماً كما بينا في قضية التمايز الجنيني فالتمايز يبدأ مع العلقة وقدمنا الأدلة على ذلك. بل إن الفعل (جعل) المصاحب للنطفة يعطي الضوء الأخضر للعقل في بحوثه في مجالات شتى ومنها التلقيح الصناعي، وطفل الأنابيب.

فالتلقيح الصناعي مشابه للتلقيح العادي، فكما أن التلقيح العادي عبارة عن حقن السائل المنوي بواسطة آلة الذكر، فإن التلقيح الصناعي يتم فيه حقن سائل الأب بواسطة محقن خاص في رحم الزوجة ليلتقي بالبويضة مكوناً نطفة أمشاج ، فكلا العمليتين استخدم فيها طريقة الحقن ، فليس في العملية تحدي لقدرة الله أو إرادته ، فلا يكون إلا ما أراد الله وهو سبحانه خالق كل شيء ، خالق العالم والعلم والمعلوم بل وخالق أدوات العلم .

(نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ {57} أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ {58} أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ {59} نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ ).

والفعل (جعل) في الآية يسمح بذلك ، فجعل بالنسبة للنطفة المذكرة هو فقط عملية نقل لها إلى الرحم ، نقل مخلوق لله إلى مكان مخلوق لله معد لذلك . وسواء تم النقل بآلة الذكر أو بآلة مصنوعة فهي داخلة تحت الفعل (جعل) لا تتعداه .

أما طفل الأنابيب فهو عبارة عن عملية جمع تتم خارج الرحم في أنبوب مجهز بسائل مناسب للحياة يتم فيه الجمع بين النطفة المذكرة المخلوقة لله مع النطفة المؤنثة المخلوقة لله ، وحتى إذا التقى الحيوان المنوي بالبويضة تكونت منهما النطفة الأمشاج التي تبدأ في الانقسام حتى مرحلة العلقة وكل خلية تنشأ عن الانقسام هي تكرار للنطفة الأمشاج ، فهي نطفة أمشاج من البداية وكل خلية تالية بعد ذلك هي أيضاً نطفة أمشاج ، وبعد تكون النطفة الأمشاج داخل الأنبوب يقوم العلماء بحقن النطفة الأمشاج داخل الرحم ولا بد أن تصل إلى الرحم مبكراً في مرحلة النطفة وإلا هلكت وفنيت .

والآية (ثم جعلناه نطفة في قرار مكين) تسمح بذلك، فالفعل (جعل) بمعنى صير أو نقل (ونطفة) تشمل النطفة المذكرة، والمؤنثة، والنطفة الأمشاج، ولأن النطفة الأمشاج هي الأصل لتكوين الجنين من البداية ، فالنطفة بجميع أشكالها ومراحلها تخضع للفعل (جعل) ولا مكان لتلبيس إبليس هنا ، وقد قلنا أن الحق قد أعطى الضوء الأخضر بالفعل (جعل) بالنسبة للنطفة عموماً من النطفة المذكرة إلى النطفة الأمشاج.

وتدخل قضية الاستنساخ تحت مظلة الفعل (جعل) مرتبطاً بالنطفة (الأمشاج)

معجزة الإسـراء والمعراج من منظـور علـمي

source : http://www.quran-m.com




أ.د/ كارم السيد غنيم


أستاذ بكلية العلوم جامعة الأزهر


أمين جمعية الإعجاز العلمي للقرآن والسنة

 
أدمج إينشتين المكان والزمان في نظرية النسبية الخاصة عام 1905م، وأعلن أنه (ليس لنا أن نتحدث عن الزمان دون المكان، ولا عن المكان دون الزمان، ومادام كل شيء يتحرك فلابد أن يحمل زمنه معه، وكلما تحرك الشيء أسرع فإن زمنه سينكمش بالنسبة لما حوله من أزمنة مرتبطة بحركات أخرى أبطأ منه) . ولقد تحققت ظاهرة انكماش الزمن علميا في معامل الفيزياء، حيث لوحظ أن الجسيمات الذرية atomic particles تطول أعمارها في نظر راصدها إذا ما تحركت بسرعة قريبة من سرعة الضوء . وعلى سبيل المثال، يزداد نصف العمر لجسيم البيون (نصف العمر هو الزمن اللازم لينحل هذا الجسيم إشعاعيا حتى يصل إلى نصف كميته) في الساعة المعملية الأرضية إلى سبعة أمثال قيمته المعروفة إذا تحرك بسرعة قدرها 99% من سرعة الضوء .


وطبقا لنظرية أينشتين، فإننا إذا تخيلنا أن صاروخا اقتربت سرعته من سرعة الضوء اقترابا شديدا، فإنه يقطع رحلة تستغرق خمسين ألف سنة (حسب الساعة الأرضية) في يوم واحد فقط (بالنسبة لطاقم الصاروخ) !! وإذا فكرت في زيارة أطراف الكون فإنك ستعود إلى الكرة الأرضية لتجد أجيالا أخرى وتغيرات كبيرة حدثت على هذا الكوكب الذي سيكون قد مر عليه حينئذ آلاف أو ملايين أو بلايين السنين بحساب أهل الأرض الذين لم يخوضوا معك هذه الرحلة المذهلة، وذلك إذا كنت قد تحركت في رحلتك بسرعة قريبة من سرعة الضوء ...!! وخلاصة القول: إن الزمن ينكمش مع ازدياد السرعة، وتزداد السرعة مع ازدياد القدرة على ذلك .


هكذا أصبح من المقنع للماديين أن السرعة والزمن والقدرة أشياء مترابطة، ولكن إذا كان هناك مخلوق أقوى من الإنسان (ينتمي إلى غير الجنس البشري، كأن يكون من الجن أو من الملائكة) فإنه يتحرك بقوانين أخرى غـــير قوانين الإنسان، فيقطع المسـافات ويعبر


الحواجز، وأشياء أخرى كثيرة لا يتخيلها الإنسان الذي يسكن كوكبه الأرضي . وطبقا للنظرية النسبية أيضا، فإنه إذا وجد كائن يسير بسرعة أكبر من سرعة الضوء، فإن المسافات تنطوي أمامه وينمحي الزمن في قطعه هذه المسافات


وبالرغم من أن سرعة الضوء في الفراغ (أو الهواء) هي أعلى سرعة معروفة حتى الآن، فإن العلم الحديث لا ينكر وجود سرعة أكبر من سرعة الضوء في الفراغ، وإن لم يصل إليها حتى الآن، رغم سريان دقائق بيتا ( B - particles) في الماء بسرعة أكبر من سرعة الضوء فيه، لأن هذه الدقائق اخترقت حاجز الضوء في الماء فقط وليس في الهواء أو الفراغ، فتسببت في صدور إشعاع يدعى إشعاع كيرنكوف ..!!


لماذا نتدارس معجزة الإسراء والمعراج ؟


لقد أوردنا هذا العرض العلمي لكي نقرب للناس فهم إحدى المعجزات الحسية التي جرت لرسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، إنها " معجزة الإسراء والمعراج " . ولسنا نسعى من وراء هذا العرض وما يليه من إيضاحات أن نثبت صدق هذه المعجزة، وإنما نريد فقط أن نقرب فهمها للذين يستبعدون حدوثها من غير المسلمين . وهذه المعجزة من الصنف الذي لم يجره الله بقصد التحدي (أي: تحدي البشر)، وأعجب ما في هذه المعجزة (بشقيها) أنها غيب من جملة الغيوب التي يجب على المسلم أن يصدق بها ويثق فيها مطلقا .


وهذه المعجزة إذا ناقشناها، فإنما نناقشها لإثبات استحالة وقوعها لبشر عادي، بكل المقاييس العلمية، أو حتى بتطبيق الفروض أو النظريات ... وإلا لانتفت صفتها كمعجزة، ولأمكن للإنسان العادي أن يحققها عن طريق استخدامه لأية طاقات أو سبل يخترعها العلم بمرور الزمن .


والكلام في المعجزات الحسية لرسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجب أن نسرف فيه، بل لا يجب أن نعول على هذه المعجزات كثيرا في الإقناع برسالة الرسول صلى الله عليه وسلم، لأنها معجزات وقعت وانقضت، وقد نهى رسول الله ذاته عن التعلق بهذه المعجزات المادية، وأمرنا بالانتباه إلى معجزة واحدة باقية على مر الزمان، هى القرآن الكريم، الذي تنكشف وجوه الإعجاز فيه كلما تقادم الزمن وتوالت الأجيال، وكل جيل يكشف عن وجه أو وجوه فيه لم يكن قد كشفها الجيل السابق ...فقد حدث في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم أن انكسفت الشمس عندما مات إبراهيم بن رسول الله، فقال الناس: لقد انكسفت الشمس لموت إبراهيم، فقال لهم الرسول: (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته) .


تشتمل " معجزة الإسراء والمعراج " ضمن ما تشتمل السرعة الخارقة والقدرة المذهلة التي انتقل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشق الأول من المعجزة، وهو " الرحلة الأرضية "، من المسجد الحرام بمكة (في الجزيرة العربية) إلى المسجد الأقصى بالقدس (في فلسطين)، ثم السرعة والقدرة اللتان لا يستطيع الإنسان - مهما أوتى من علوم وتكنولوجيا – أن يحددهما، وذلك في الشق الثاني من المعجزة وهو " الرحلة العلوية "، أي: الصعود من حيث انتهت الرحلة الأرضية إلى الأعلى في رحلة سماوية اخترق الرسول بها طبقات الجو كلها وعبر أرجاء الكون إلى سماء لا ولن يستطيع الإنسان أن يصل إلى تحديد أي شىء فيها، ولن يعرف عنها أي شيء سوى ما أخبره به القرآن الكريم ...


رحلة الإسراء ( الرحلة الأرضية في عالم الملك ):


يقول الله سبحانه: " سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا، إنه هـو السميـع البصيـر (1) " [سورة الإسراء]. " سبحان "، أي: تنزه الله في قولـه عن كل قول، وتنزه الله في فعله عن كل فعل، وتنزه الله في صفاته عن كل صفات . " الذي أسرى "، أي: الذي أكرم رسوله بالمسير والانتقال ليلا . " بعبده "، أي: بمخلوقه الإنسان الذي اختاره لهذه المهمة العظمى، وهى مهمة هداية البشر جميعا . ولم يقل الله سبحانه: " بخليله " أو " بحبيبه " أو " بنبيه "، وإنما قال: " بعبده "، وفي هذا ملحظ هام هو أن الرسول صلى الله عليه وسلم حقق مقام العبودية الخالصة لله سبحانه، فكان حقا " العبد الكامل " أو " الإنسان الكامل "، ولأن المطلب الأول للإسلام هو تحقيق العبودية الخالصة لله سبحانه ... " ليلا "، وفي هذا دلالة على أن الإسراء كان في جزء من الليل ولم يستغـرق الليل كله، وكان الليل هو وقت الرحلتين لأنه أحب أوقات الخلوة، وكان وقت الصلاة المفضل لدى رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل كان هو وقت الصلاة قبل أن تفرض الصلاة بالهيئة والأوقات المعروفة عليها، وكان الإسراء ليلا ليكون أيضا أبلغ للمؤمن في الإيمان بالغيب ...


وأما قوله تعالى: " من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى " فتفسيره: أن انتقال الرسول في رحلته الأرضية كان بين مسجدين، أولهما: المسجد الحرام بمكة في أرض الجزيرة العربية، وهو أحب بيوت الله في الأرض، والصلاة فيه تعدل مائة ألف صلاة في غيره من المساجد، وثانيهما: هو المسجد الأقصى بأرض فلسطين، مهد الأنبياء والرسل، وقد كان القبلة الأولى للمسلمين قبل أن يأتيهم الأمر بالتحول شطر المسجد الحرام الذي هو قبلتهم منذ ذلك الوقت إلى آخر الزمـان ... والمسجد الأقصى من أفضل مساجد الأرض جميعا، والصلاة فيه تعدل خمسمـائة صلاة في غيره من المساجد ... " الذي باركنا حوله " أي: الذي أفضنا عليه وعلى ما حوله بالبركات، دنيوية ومعنوية ... " لنريه من آياتنا " أي: بعض الآيات الدالة على قدرة الله وعظمته، وليس كل الآيات ...


هـل حدثت المعجزة بالروح أو بالجسد أو بهما معا ؟


قد يقول قائل: إن رحلة الإسراء (ومن باب أولى: رحلة المعراج) حدثت لرسول الله مناما، أي: رؤيا منامية، يعني بروحه دون جسده . ونحن نقول لهذا القائل: إن الرحلة الأرضية، وكذلك الرحلة العلوية، حدثتا معا بالروح والجسد معا، والأدلة الدامغة على ذلك كثيرة، وأقربها إلينا كلمات القرآن التي أوردناها سابقا، فلم يقل الله: ( سبحان الذي أسرى بروح عبده )، وإنما قال: " سبحان الذي أسرى بعبده "، أي: روحا وجسدا ... وهكذا يكون الإنسان (العبد) بشقيه الروح والجسد . وهنا أيضا دليل دامغ آخر يكمن في لفظة " سبحان " التي افتتحت بها الآية، بل السورة كلها، وهى تعني: يتنزه الله عن الشبيه والند والنصير، ويتنزه الله عن العجز والضعف، إذن تأتي هذه اللفظة للأمور العظيمة، وتأتي في مقدمة آية أو سورة لكي تهيئ القارئ، أو السامع، إلى أنه سيقرأ أو سيسمع أمرا عجيبا وغريبا وعظيما في نفس الوقت، وذلك إذا قاسه بمقاييسه البشرية، ولكنه هين وعادى وميسور بالنسبة لإله الكون وخالقه ومدبره وخالق نواميسه وقوانينه وقادر على خرق أي ناموس في أي وقت، وتنفيذ ما تشاء إرادته، جلت قدرته وتعالت عظمته .


وبدراسة الجو العام لحال المسلمين، والدعوة الإسلامية عموما، في ذلك الوقت، نعرف أن هذه المعجزة حدثت لغرض مهم – بالإضافة إلى أغراض أخرى – هو تمحيص قلوب المؤمنين بالرسول صلى الله عليه وسلم، ليثبت قوى الإيمان ويظهر ضعيف الإيمان، وينكشف أمره، وخصوصا أن الله سبحانه يعد المسلمين لحدث عظيم بعد عام واحد هو الهجرة الكبرى من مكة إلى المدينة لتأسيس أعظم مجتمع إسلامي عرفته البشرية على الكرة الأرضية .


فالماديون (قديما وحديثا) يقيسون كل شيء بالطول والعرض والعمق، بما لديهم من مقاييس معروفة، ويزنون كل شيء بأثقال متفق عليها فيما بينهم، فإذا صادفوا غير ذلك في حياتهم، حجما أو وزنا، أنكروه ورفضوه . وهكذا أنكر الماديـون " معجزة الإسراء والمعراج " جملة وتفصيلا، لأنها لا تخضع لقوانينهم وموازينهم .


هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، فإن الذين أفرطوا في الجانب الروحي وترهبنوا، اختلفوا فيما بينهم حول كون المعجزة تمت بالروح فقط، أو بالجسد فقط، أو بهما معا ؟ وقد رددنا على هؤلاء وأولئك، وأثبتنا أن المعجزة تمت للرسول صلى الله عليه وسلم بالروح والجسد معا، لأنهما إن حدثتا له بالروح فقط ما استحقت أن تكون معجزة، فالرؤيا الصادقة تحدث للصالحين من غير الأنبياء والرسل، والإنسان العادي يرى في منامه كل شيء لا يستطيع أن يبلغه في صحوه، فهو في منامه يطير ويتجول في أماكن بعيدة ومناطق فسيحة، ويحصل على آمال وينال مطالب في أحلامه فقط ...


ما هو البـراق ؟


بعد أن تمت الرحلتان وعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى موطنه وبيته بمكة، حكى للناس ما حدث، وكان ضمن ما قاله: إن " براقا " جاءه وأمر أن يركبه . وهذا البراق هو الوسيلة التي نقلته في رحلته الأرضية من مكة إلى القدس . فما هو البراق يا ترى ؟ أفاد أهل الاختصاص في اللغة العربية بأن البراق دابة أصغر من البغل وأكبر من الحمار، وقال بعض شراح أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم: إن البراق مشتق من البريق، ولونه أبيض، أو هو من " البراق "، وسمي كذلك لشدة لمعانه وصفائه وتلألؤه أو توهجه . فلا ضير، إذن، أن نقترح بأن يكون البراق هو البرق الذي حمل الرسول صلى الله عليه وسلم وسار بسرعة الضوء من مكة إلى القدس في الذهاب والإياب . وتبقى المعجزة في استعمال هذه الظاهرة الطبيعية كامنة في حماية الرسول صلى الله عليه وسلم من آثارها المدمرة والوقاية من أضرارها ...


وقبل أن نغادر الرحلة الأرضية (وهى الشق الأول من معجزة الإسراء والمعراج) وننتقل إلى الرحلة العلوية السماوية، نود القول بأن الذين يستبعدون حدوث الإسراء (ناهيك عن المعراج) عليهم أن يبحثوا في الأحداث السابقة لتاريخ هذه المعجزة، ليقرأوا من مصادر موثوقة (وأقواها بالطبع هو كتاب الله المجيد " القرآن الكريم " ) عددا من الأحداث أو الحوادث كانتقال عرش بلقيس من مملكة سبأ باليمن (جنوب الجزيرة العربية) إلى حيث كان يقيم رسول الله سليمان (عليه السلام) في الشام ( شرق البحر المتوسط ) . وموجز هذه الحادثة هو أن سليمان أرسل إلى بلقيس (مملكة سبأ) رسالة يعرض فيها عليها الإيمان بالله وحده لا شريك له في الخلق والملك والتدبير، وبعد مداولات بينها وبين وزرائها (أو شعبها) استقر رأيها أن تسلم لله رب العالمين . فاتجهت إلى بلاد الشام قاصدة سليمان، وقبل أن تقترب من هذه البلاد أعد سليمان صرحا عظيما لاستقبالها، ثم أراد أن يريها شيئا من دلائل عظمة قدرة الله، فقرر أن يأتي بعرشها (من اليمن) لتجلس هى على هذا الصرح الذي أعده لها . فتفقد سليمان قدرات من حضر مجلسه (جنا وإنسا) وإمكاناتهم في إتمام هذه المهمة، فقال له عفريت من الجن: أنا آتيك به – من اليمن إلى الشام – قبل أن تقوم من مقامك . وقال آخر – آتاه الله العلم والقدرة من لدنه -: أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك !! وبالفعل، جاء هذا الذي آتاه الله العلم والقدرة بعرش بلقيس في زمن لم يتعد طرفة عين، ولا يعرف لأحد حتى الآن كيف تم تنفيذ هذه المعجزة الخارقة . ومن نافلة القول: إن سليمان بن داود كان هو وأبوه نبيين أنعم الله عليهما بإنعامات كثيرة، وكان سليمان يأتي الخوارق كثيرا، ويحمد الله في كل مرة أن سخر له الكون وأخضع له الظواهر الطبيعية وخرق النواميس الكونية ...


المعراج ( الرحلة العلوية السماوية في عالم الملكوت ):


إن الكون الذي يستطيع الإنسان أن يبصر بعض أطرافه كون فسيح ضخم، بالرغم من أنه بكل ما يحتوي لا يمثل سوى السماء الأولى فقط، فلا نعلم ولا يعلم أحد مهما أوتى من العلم – إلا أن يكونه نبي أو رسول يتلقى الوحي – عن غير هذه السماء شيء، سواء كانت السماء الثانية أو الثالثة أو الرابعة أو ... إلخ .


هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، فإن فكرة الإله الذي يحتل مكانا محددا من الكون فكرة لا تتفق مع العقل الصحيح أو المنطق القويم، بل ربما نعتبر – نحن أهل الكوكب الأرضي – أناسا في سماء أخرى بالنسبة لمخلوقات غيرنا تعيش في كوكب أو مكان لا نعلمه نحن في مجـرتنا أو في مجرة أخرى من مجرات الكون الفسيح ...!! إذن فالخالق العظيم، أي: الله الواحد المالك المدبر، له قوة مطلقة ولا يستطيع أحد أن يحدد له سبحانه مكانا أو زمانا، بل هو سبحانه موجود قبل أن يكون هنالك زمان أو مكان ...


وقديمـا ذهب الناس إلى أن ما يرونه فوق رؤوسهم عبارة عن سماوات تسكنها الملائكة، ولكن العلم الحديث توصل إلى أن هذا ما هو إلا ظاهرة ضوئية تحدث في جو الأرض نتيجة لتشتت وتناثر ضوء الشمس الأزرق بوفرة فيه ... وتوصل العلم الحديث بعد الخروج من الغلاف الجوي والتجول في الفضاء الكوني، أن الأرض ما هي إلا كوكب موجود في مجموعة تابعة للشمس، ولا يزيد سمك غلاف هذا الكوكب 1000 كيلومتر، بما فيه تلك " القبة الزرقاء " التي ظنها الناس قديما مسكن الملائكة، ولكنها ظاهرة ضوئية تحدث في طبقة من الغلاف الجوي للأرض لا يزيد سمكها عن 200 كيلومتر ...


والأمر الثالث هو أن تحول المادة إلى طاقة، ثم عودة الطاقة إلى المادة، هو أمر معلوم الآن بالكشوف العلمية الحديثة، وهو وإن كان أمرا نظريا، فإنه مستحيل التنفيذ عمليا . إذن: فإذا قلنا بتحول جسد الرسول صلى الله عليه وسلم – وهو مادة – إلى ضوء – وهو طاقة – أو ما هو أعلى من الضوء، حتى يخترق آفاق الكون وما بعد الكون في ساعات قليلة بحسابنا البشري، فإننا بذلك نكون قد قدمنا اقتراحا لتقريب مفهوم الحدث، وإن كنا لا نجزم بما نقترحه . ولعل مما يدل على قصر مدة الرحلة بجانبيها – الإسراء والمعراج – هو ما رواه الرسول بعد عودته لأم هانيء - ابنة عمه – وما رواه لكل الناس بعد ذلك، ومن هذه الرواية أنه صلى العشاء مع أصحابه، ثم عاد وظهر وقت الفجر فصلى الفجر معهم ... !!


هذا مدخل ندخل منه إلى موضوع " المعراج "، وهو الصعود (أو آلة الصعود) من سطح الأرض إلى طبقات الجو العليا، إلى حيث الاختراق والنفاذ من أقطار الأرض وغيرها من الكواكب والنجوم، إلى حيث لا يعلم الإنسان حتى الآن . ولكننا نرى من الأفضل أن نعجل بقراءة آيات المعراج الواردة في القرآن الكريم، وهى الآيات التي لم تذكر " المعراج " صراحة، بل يفهم منها: " والنجم إذا هوى (1) ما ضل صاحبكم وما غوى (2) وما ينطق عن الهوى (3) إن هو إلا وحي يوحي (4) علمه شديد القوى (5) ذو مرة فاستوى (6) وهو بالأفق الأعلى (7) ثم دنا فتدلى (8) فكان قاب قوسين أو أدنى (9) فأوحى إلى عبده ما أوحى (10)ما كذب الفؤاد ما رأى (11) أفتمارونه على ما يرى(12)ولقد رآه نزلة أخرى (13) عند سدرة المنتهى (14)عندها جنة المأوى (15)إذ يغشى السدرة ما يغشى (16) ما زاغ البصر وما طغى (17)لقد رأى من آيات ربه الكبرى (18)" [سورة النجم ].


هكذا بدأت سورة " النجم " بالحديث عن معراج النبي صلى الله عليه وسلم، أي المعجزة العظيمة التي حدثت لرسول الله تكريما له، وقد رأى فيها عجائب صنع الله وغرائب خلقه في ملكوته العظيم الذي لا يحده حد . ولقد اقتضت حكمة الله أن يكون أول ألفاظ السورة جرم سماوي، أي: " النجم "، وهو إحدى الآيات الكونية التي خلقها الله، والله سبحانه يقسم بسقوط النجم أو أفوله أو انفجاره أو احتراقه، وهو قسم بشيء عظيم إذا فكر فيه الناس . وجاءت الآية الثانية لتؤكد لأهل مكة وقت تنزل القرآن بين ظهرانيهم أن رسول الله (أي: المبعوث فيهم) لم يضل ولم يختل ولم يزل، لأنه رسول مختار من قبل الله سبحانه، فلابد وأن ينطق الصدق ويقول الحق ويخبر بما رأى ويحكى ما سمع ويبلغ ما أمر أن يبلغه ...






صورة للصخرة التي عرج عليها النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماوات العلى




كيف يضل وكيف يزل وهو الأميـن على القرآن – كتاب الله – إلى الناس جميعا ؟ إنه الوحي الذي يوحيه الله إلى رسوله صلى الله عليه وسلم، حيث كان يأتيه جبريل – عظيم الملائكة – به، ويقرئه إياه . وجبريل هذا هو ذو قوة شديدة، وذو حسن ونضارة، وقد " استوى "، أي: ظهر على صورته الحقيقية لرسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم في "الأفق الأعلى"، فاقتربا وكادا أن يتلامسا، ولكن جبريل فارق الرسول عند موضع لا تتعداه الملائكة، وقال له: إذا تقدمتَ – أي: يا محمد – اخترقت، وإذا تقدمتٌ – أي: أنا – احترقت . وبعد عبور هذا الموضع تجلىً الله لرسوله محمد بالإنعامات والتجليات والفيوضات، وأوحى إليه وحــيا مباشرا، وكانت الصلاة المعروفة لنا هى ما أوحى الله به ...


ولقد أقسم الله على أن ما يحدث به رسوله بعد عودته من هذه الرحلة هو الحـق والصدق وليس بالكـذب، لأنه لم يكذب قط طوال حياته ... ولقد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم الآيات الكبرى لعظمة الله وقدرته المطلقة ...


وعلى الرغم من أن " الإسراء " و " المعراج " حدثا في نفس الليلة (ليلة السابع والعشرين من شهر رجب قبل الهجرة بعام واحد)، فإن موضعي ورودهما في القرآن الكريم لم يترادفا، بل ذكر الإسراء أولا (في سورة الإسراء)، وتأخر الحديث عن المعراج إلى سورة النجم التي وضعت بعد سورة الإسراء (في ترتيب سور القرآن) . وقد تكون الحكمة في هذا هى جعل الإسراء (وهو الرحلة الأرضية) مقدمة للإخبار بالمعراج، وهى الرحلة العلوية التي ذهل الناس عندما أخبروا بها، فارتد عن الإسلام وقتها ضعاف الإيمان، بينما ظل على الإيمان أقوياءه .


والمكذبون بهذا الحدث – قديما وحديثا – لا عقل مدركا واعيا لهم، لأنهم لو قرأوا التاريخ لعرفوا أن أحداثا قبل هذه الحادثة وقعت، منها مثلا حادثة نقل عرش بلقيس من اليمن إلى الشام في ملمح البصر، التي أشرنا إليها سابقا . فكيف بهم يكذبون رحلة الإسراء .. ؟! ولو أنهم قرأوا التاريخ لعرفوا أن أحداثا قبل هذه الحادثة وقعت، منها مثلا: رفع إدريس إلى السماء، ورفع إلياس إلى السماء، ورفع عيسى بن مريم إلى السماء ... وكلها أحداث قبل رفع رسول الله محمد بن عبد الله إلى السموات العلى، ولكنه عاد بعد الرفع ولم يمكث كما حدث لهؤلاء الأنبياء والرسل ... عاد ليكمل رسالته وينشر الهدى والحق والعدل في ربوع الكرة الأرضية .


هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، فإن هؤلاء المكذبين بـ " الإسراء والمعراج " لو أنهم قراوا التاريخ لعلموا أن الأنبياء والرسل جرت على أيديهم المعجزات وخوارق العادات، وأوقف الله لهم القوانين الطبيعية والسنن الكونية، ليكون هذا وذاك أدلة على صدق دعواهم للناس . والأمثلة في هذا الشأن كثيرة، منها النار التي ألقى فيها إبراهيم (عليه السلام) توقفت فيها خاصية الإحراق، وكانت بردا، بل وكانت أيضا " سلاما "، أي: أمانا ... وانفلاق البحر لموسى (عليه السلام) حتى ظهرت اليابسة، وعبر موسى وقومه فرارا من بطش فرعون مصر الجبار الآثم ... وانقلاب (تحول) عصى موسى إلى ثعبان ضخم ابتلع حبال وعصى السحــرة فأخزاهم الله، وعلى التـو ثابـوا إلى رشـدهم وتحولـوا إلى الإيمــان واتباع موسى (عليه السلام) ... وتسخيـر الظواهر الطبيعية لسليمان (عليه السلام) وكذلك الجن والدواب والحيوانات والطيور ... وإحياء الموتى على يدي عيسى (عليه السلام)، وإخراج الطير من الطين على يديه أيضا ... كل هذه وتلك معجزات وخوارق أجراها الله لأنبيائه ورسله ليصدقهم الناس ويتبعوا الهدى الذي جاءوا به ...


أغراض وأهداف " الإسراء والمعراج " :


ونحن إذ نتحدث في " المعراج "، فإننا لم نجد فيما توصل إليه الإنسان في زماننا الحالي اكتشافا أو اختراعا يستدل به على تقريب فهم هذا الحدث الجلل لغير المسلمين، اللهم إلا تحول المادة إلى طاقة وبالعكس، ولكننا نكرر القول بأنه إذا كان كل من الإسراء والمعراج معجزة، فهي ليست للتحدي، ولكنها وقعت لأهداف وأغراض، نوجز أبرزها فيما يلي:


1) توالت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قبيل حادثة الإسراء والمعراج النكبات، فإلى جانب ما كان يلاقيه من عنت وعذاب الكفار له وتصديهم لدعوته وإنزال الأذى والضرر به وبمن تبعوه من أهل مكة بالجزيرة العربية، فقد نصيرا وظهيرا له هو عمه أبو طالب، وكذلك فقد إنسانة عزيزة جدا عليه هي زوجته خديجة التي كانت له السند والعون على تحمل الصعاب والمشقات في سبيل تبليغ دعوته السامية، فكلاهما مات في غضون أيام قبيل حادثة الإسراء والمعراج، ولذا سمى هذا العام " عام الحزن " . ومن هنا كان إنعام الله على عبده ورسوله محمد بهذه المعجزة العظيمة تطييبا لخاطره وتسرية له عن أحزانه وآلامه ... ثم ليشهد فيها من عجائب المخلوقات وغرائب المشاهد ما تدق خفاياها عن القلوب والأفهام ...


2) ولما كان الإسراء – وكذلك المعراج – خرقا لأمور طبيعية ألفها الناس، فقد كانوا يذهبون من مكة إلى الشام في شهر ويعودون في شهر، لكنه – أي: رسول الله – ذهب وعاد وعرج به إلى السماوات العلى، وكل هذا وذاك في أقل من ثلثي ليلة واحدة ... فكان هذا شيئا مذهل، أي أنه كان امتحانا واختبارا للناس جميعا، وخاصة الذين آمنوا بالرسالة الجديدة، فصدق أقوياء الإيمان وكذب ضعاف الإيمان وارتد بعضهم عن إسلامهم . وهكذا تكون صفوف المسلمين نظيفة، ويكون المسلمون الذين يعدهم الله للهجرة أشخاصا أتقياء أنقياء أقوياء، لهم عزائم متينة وإرادة صلبة، لأن الهجرة تحتاج أن تتوفر لديهم هذه الصفات ...


3) كان ضمن ما ورد على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه حينما وصل إلى بيت المقدس التف حوله جميع الأنبياء والرسل، واصطفوا وقدموه للإمامة، وصلى بهم ... وإن هذا ليعد احتفالا بميراث النبوة الذي انتقل إلى خاتم الأنبياء والرسل، وهو محمد بن عبد الله، وانتقل بذلك من ذرية إسحاق إلى ذرية إسماعيل أبي العرب . ويعد هذا أيضا دليلا واضحا على عالمية الرسالة الإسلامية، وأن الإسلام هو الدين الشامل المحتوي لكل الشرائع والعقائد السماوية السابقة، ولذا فهو خاتم الرسالات التي أنزلها الله إلى البشر لهدايتهم . وإضافة إلى هذا وذاك، فإن اجتماع الرسول بكل الأنبياء والرسل وصلاته بهم دليل على أن كافة الشرائع السماوية جاءت من أجل تحقيق هدف واحد، هو عبادة الله وحده لا شريك له، إلها واحدا أحدا ...


4) لقد كان الصعود من بيت المقدس ولم يكن من مكة، ذا دلالات، إحداها الأمر بنشر الإسلام وتوسعة إطاره، وذلك لأنه الدين الخاتم الشامل الجامع الذي ارتضاه الله للناس كافة على اختلاف أجناسهم وألوانهم وشعوبهم ولغاتهم ... وفيه أيضا أمر ضمني بنبذ الخلاف فيما بين المسلمين، بل الأمر بتوحدهم واجتماع مصالحهم .


5) يعتبر فرض الصلاة – بهيئتها المعروفة وعددها وأوقاتها اليومية المعروفة – على المسلمين في رحلة المعراج دليلا على أن الصلاة صلة بين العبد وربه، وهى معراجه الذي يعرج عليه إلى اله سبحانه وتعالى بروحه، وأنها الوقت الذي يناجي العبد فيه ربه ويبث إليه ما يرنو إليه . فالصلاة إذن عماد الدين، ومن تركها وأهملها فكأنه هدم دينه وأضاعه ... وهذه الصلاة بهيئتها الحركية أفضل الحركات لمصالح الجسد الصحية، إضافة إلى معطياتها النفسية والروحية .


وختاما: فإننا لا نستطيع إحصاء ما للإسراء والمعراج من فضائل وفوائد، وإنما سقنا ما أفاء الله به علينا وعرضناه بإيجاز، ولابد من التأكيد مرة أخرى على أن معجزة " الإسراء والمعراج " معجزة لم يتحد الله بها البشر، لأن البشر لن يفكروا مطلقا في الإتيان بمثلها، أو بما يشابهها، مهما بلغت قواهم وارتقت عقولهم وتطورت مخترعاتهم ... وإنما هي معجزة لاختبار قوة العقيدة وتمحيص قلوب المؤمنين، فمن كان إيمانه قويما صدق ومن كان غير ذلك كذب أو استكثر حدوث ما حدث ... هذا، والله ولى التوفيق