المصدر : المصرى اليوم
اسمه محمد عبدالحكيم على عامر.. ولد بقرية أسطال بمحافظة المنيا عام ١٩١٩، لأسرة ميسورة، حيث كان والده عمدة القرية، وبعد أن فرغ من دراسته الثانوية عام ١٩٣٥، التحق بالكلية الحربية، وتخرج فيها عام ١٩٣٨ ثم فى كلية أركان الحرب عام ١٩٤٨، ثم خدم فور تخرجه ضمن قوات الجيش المصرى، والتقى عبدالناصر فى المكس، ثم سافر ضمن القوات العاملة فى السودان عام ١٩٤١، مع جمال عبدالناصر وهناك تعمقت رابطة الصداقة بينهما.
وعندما اندلعت حرب فلسطين عام ١٩٤٨ كان عامر وناصر ضمن التشكيلات المصرية التى ذهبت إلى هناك، حيث كان عامر تحت قيادة اللواء محمد نجيب، وعاد إلى مصر بعد أن أبلى بلاء حسنا، ونقل إلى أحد مراكز التدريب فى منقباد بالصعيد، ومع ظهور تيار داخل القوات المسلحة يرغب فى التغيير، تشكل ما عرف بتنظيم الضباط الأحرار،
وكان عامر عضوا فى هيئته التأسيسية التى نفذت ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢، وبعد نجاح الثورة، أصبح عامر القائد العام للقوات المسلحة، ثم عين وزيرا للحربية مع احتفاظه بمنصبه فى القيادة، ثم رقى إلى رتبة فريق عام ١٩٥٨، وبعد قيام الوحدة مع سوريا تحت اسم الجمهورية العربية المتحدة منح رتبة مشير، وكان ذلك فى ٢٣ فبراير ١٩٥٨.
كانت الترقية الأخرى التى رفعته إلى رتبة نائب رئيس جمهورية فى ٦ مارس ١٩٥٨، واستمر فى هذا المنصب حتى أغسطس ١٩٦١، حيث أضيفت إليه مهمة رئاسة اللجنة العليا للسد العالى، ثم رئاسة المجلس الأعلى للمؤسسات العامة ذات الطابع الاقتصادى فى أبريل من العام نفسه، وبعد قيام ثورة اليمن فى ٣٠ سبتمبر، ١٩٦٢ واعتراف مصر بها، ورغبة منها فى تدعيم الثوار الجدد أرسلت جزءاً كبيراً من قواتها المسلحة إلى هناك، وأسندت مهمة الإشراف عليها إلى المشير عامر بصفته قائدا عاما للقوات المسلحة، وكانت أولى زياراته لليمن عام ١٩٦٣،
وتولى عامر رئاسة اللجنة العليا لتصفية الإقطاع فى مايو ١٩٦٦، وفى أكتوبر من العام نفسه عهد إلى وزير الحربية شمس بدران ببعض اختصاصات القائد العام، وأصبح مسؤولا أمام عبدالحكيم عامر عن كل ما يكلفه به من أعمال عسكرية وإدارية، وفى نوفمبر ١٩٦٦ وقعت مصر وسوريا اتفاقية للدفاع المشترك بعد أن زادت التهديدات الإسرائيلية لسوريا، وأبلغ الاتحاد السوفيتى والمخابرات السورية الرئيس جمال عبدالناصر بوجود حشود عسكرية على الحدود السورية، فأصدر أوامره بالتعبئة العامة وحشد القوات المصرية فى سيناء فى ١٤ مايو ١٩٦٧، بهدف تخفيف الضغط عن الجبهة الشمالية فى سوريا.
وفى ١٧ مايو ١٩٦٧ تم إغلاق مضيق تيران وصنافير فى وجه الملاحة الإسرائيلية، مما فجر حرب ٥ يونيو ١٩٦٧ عندما فاجأ الطيران الإسرائيلى سلاح الطيران المصرى، ودمر معظم طائراته وهى لاتزال رابضة فى القواعد العسكرية والمطارات المدنية. وانسحب الجيش المصرى بطريقة غير منظمة، مما زاد من خسائره.
وبعد الهزيمة تنحى عامر عن جميع مناصبه، واعتصم فى منزله بمحافظة الجيزة ومعه بعض قيادات القوات المسلحة المتعاطفين معه، فاستدعاه الرئيس جمال عبدالناصر للتفاوض معه حتى لا تزداد حالة البلبلة، خاصة بعد أن وصلت عبدالناصر أنباء عن اعتزام المشير التوجه إلى إحدى القواعد العسكرية، للقيام بانقلاب عسكرى من هناك،
وأثناء حوار ناصر وعامر توجه وزير الحربية ورئيس الأركان الجديدان محمد فوزى وعبدالمنعم رياض إلى بيت المشير، وأمرا القادة المعتصمين بالمنزل بتسليم أنفسهم والأسلحة التى بحوزتهم، وتحت التهديد باستعمال القوة استسلم هؤلاء القادة وانتهى الاعتصام، ثم فرضت الإقامة الجبرية على المشير فى استراحة المريوطية، وفى ١٤ سبتمبر ١٩٦٧ أُعلن عن انتحاره، وكان عمره آنذاك ٤٨ عاما ودفن فى قريته أسطال وسط احتياطات أمنية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق