http://www.tvquran.com

TvQuran

athan times

Prayer Times For 6 Million Cities Worldwide
Country:

الجمعة، 22 يوليو 2011

الحرب العالميه الاولى











الحرب العالمية الأولى وتسمى كذلك الحرب العظمى
 هي حرب قامت في أوروبا
 ثم امتدت لباقي دول العالم خلال  أعوام ما بين
 1914 و1918.
 بدأت الحرب
 حينما قامت إمبراطورية النمسا والمجر بغزو مملكة صربيا
 إثر حادثة اغتيال
 ولي عهد النمسا وزوجته من قبل طالب صربي أثناء
 زيارتهما لسراييفو.
قامت روسيا بتعبئة قواتها بعد يوم واحد من
 إعلان النمسا الحرب على صربيا
 فعبئت ألمانيا قواتها في 30 يوليوثم عبئت
 في 1 أغسطس فرنسا قواتها.
 أعلنت ألمانيا الحرب على روسيا في اليوم نفسه بعد أن وجدت
 عدم تجاوب الروس
 بشأن طلب ألمانيا إلغاء التعبئة العامة للجيش 
ثم أعلنت الحرب على فرنسا واجتاحت بلجيكا
 مما دفع بريطانيا لدخول الحرب بسبب خرق
 الألمان حياد بلجيكا، 
وقد كانت الدول الأوروبية
 قبل الحرب مشكّلة من معسكرين أولهما الوفاق الثلاثي
 بين روسيا وفرنسا والمملكة المتحدة،
 بينما تشكل الحلف الثلاثي من إمبراطورية النمسا والمجر
 وألمانيا وإيطاليا 
على الرغم من دخول إيطاليا الحرب في جانب الحلفاء.
استعملت لأول مرة الأسلحة الكيميائية في الحرب العالمية الأولى
 كما تم قصف المدنيين
 من السماء لأول مرّة في التاريخ.
شهدت الحرب ضحايا بشرية لم يشهدها التاريخ من قبل وسقطت السلالات الحاكمة
 والمهيمنة على أوروباوالتي يعود منشأها إلى الحملات الصليبية، وتم تغيير الخارطة
 السياسية لأوروبا.
تعد الحرب العالمية الأولى البذرة للحركات الإيديولوجية كالشيوعية 
وصراعات مستقبلية كالحرب العالمية الثانية، بل وحتى الحرب الباردة.
شكلت الحرب البداية للعالم الجديد ونهاية الأرستقراطيات والملكيات الأوروبية،
 وكانت المؤجج للثورة البلشفية في روسيا التي بدورها أحدثت تغيرًا في السياسة
 الصينية والكوبية كما مهدّت الطريق للحرب الباردة بين العملاقين، الاتحاد السوفييتي
 والولايات المتحدة. ويُعزى سطوع بريق النازية لهزيمة ألمانيا في الحرب وترك الكثير من
 الأمور معلقة حتى بعد الحرب. وأخذت الحروب شكلاً جديدًا في أساليبها بتدخل التكنولوجيا
 بشكل كبير في الأمور الحربية ودخول أطراف لا طاقة لها بالحروب ولا حمل وهي
 شريحة المدنيين. فبعدما كانت الحروب تخاض بتقابل جيشين متنازعين في ساحة المعركة 
بعيدًا عن المدنية، فقد كانت المدن المأهولة بالسكان ساحات للمعركة 
مما نتج عن سقوط ملايين الضحايا.
وكانت روسيا قد تعهدت بالدفاع عن السيادة الصربية، فقامت روسيا بتحريك قواتها
 نتيجة ضغوط الجنرالاتالروس للدفاع عن الصرب. وطالبت ألمانيا من روسيا عدم تحريك القوات 
وأن تتراجع القوات الروسية عن حالة الاستعداد،
 ولمّا لم تمتثل روسيا للمطالب الألمانية، أعلنت ألمانيا الحرب على روسيا في 1 أغسطس 
1914ولحقتها بإعلان آخر ضد فرنسا في 3 أغسطس.
أوروبا عام 1914










محتويات

  • 1 الأسباب
    • 1.1 التنافس الاستعماري
    • 1.2 التحالفات
    • 1.3 سباق التسلح
    • 1.4 حادثة سراييفو
  • 2 الحرب
    • 2.1 الحرب عام 1914
    • 2.2 الحرب عام 1915
    • 2.3 الحرب عام 1916
    • 2.4 الثورة العربية الكبرى (1916)
    • 2.5 التحول في مسار الحرب (1917)
    • 2.6 حرب الغواصات والولايات المتحدة
    • 2.7 انتصار دول الوفاق الثلاثي
    • 2.8 الحرب عام 1917
    • 2.9 العودة إلى حرب الحركة (1917-1918)
    • 2.10 نهاية الحرب عام 1918
  • 3 النتائج
    • 3.1 الخسائر البشرية والمادية
    • 3.2 السلام المنقوص
      • 3.2.1 مؤتمر السلام (1919)
      • 3.2.2 مطالب المؤتمرين
      • 3.2.3 مقررات المؤتمر ونتائجها
        • 3.2.3.1 تغيير الخريطة السياسية لأوروبا
        • 3.2.3.2 معاهدة فرساي
        • 3.2.3.3 الانتداب
        • 3.2.3.4 قيام عصبة الأمم
    • 3.3 الوطن العربي تحت الانتداب


الأسباب


   التنافس الاستعماري

  لقد أدى تقدم الثورة الصناعية إلى تطور النزعة الاستعمارية
 تطورا حادا جعل من تصريف
 البضائع والحصول على المواد الأولية وتوظيف
 رؤوس الأموال قضية من القضايا الأوروبية الملحة التي لم يجد رجال 
السياسة حلا لها إلا عن طريق امتلاك
 المستعمرات فكان لابد من التصادم
 والنزاع بين القوى المستعمرة ذاتها.
  كذلك برز النزاع حول السيطرة على البحار خاصة بين بريطانيا التي تعتبر
 نفسها سيدة البحار وألمانيا الموحدة 
التي طورت أسطولها بسرعة فائقة، 
 كما اشتدت الخلافات بينألمانيا وفرنسا حول مقاطعتي الألزاس واللورين التين ضمتهما 
ألمانيا إليها بعد حرب 1870 ولم تتفق الدولتان
 أيضا حول أسبقية كل منهما في احتلال المغرب الأقصى.
وقد عرف النزاع بينهما حول هذا البلد (المغرب) أزمتين حدثت الأولى
 في 1905 و1906 وعبرت خلالها ألمانيا عن تمسكها
 بمصالحها التجارية في هذا البلد. أما الأزمة الثانية فقد وقعت في سنة 1911 وذلك
 إثر دخول القوات الألمانية إلى أغادير 
وتهديد فرنسا باللجوء إلى استعمال القوة أيضا الأمر الذي اضطر فرنسا
 إلى التنازل عن جزء من 
مستعمرة الكونغو لألمانيا مقابل إطلاق يدها في المغرب الأقصى.


التحالفات

أدى التنافس الشديد بين القوى الأوروبية من أجل توسيع مجالها الاستعماري إلى
 عقد اتفاقيات سرية
 وإقامة تحالفات عسكرية،
 فكانت كل من إنجلترا وفرنسا تبعًا للوفاق الوديعام 1904 قد تحالفتا،
 وقام الحلف الثلاثي
 بين ألمانيا وإمبراطورية النمسا المجر وإيطاليا
 وهي حليف غير ثابت سرعان ما خرجت منه إيطاليا وأخذت مكانها الدولة العثمانية
بعد أن كانت قد وقعت حلفا مع ألمانيا.
وقد أفضت هذه التحالفات إلى حصول تسابق نحو التسلح برز بالخصوص
 من خلال التمديد في فترة الخدمة العسكرية وزيادة
 عدد القوات المسلحة في كل من ألمانيا وفرنسا وروسيا.


سباق التسلح

بارجة حربية بريطانية






















أزدادت حدة سباق التسلح بين القوى الأوروبية وسعت ألمانيا
 إلى بناء إمبراطورية استعمارية
 في أراضي ما وراء البحار فزادت في حجم أسطولها البحري
 الأمر الذي دفع بريطانيا في تعزيز
 اسطولها وقيامها 
بإطلاق البارجة
 "HMS Dreadnought"
 عام 1906 السفينة التي ألغت كل ما كان قبلها من سفن،
 وسعت بريطانيا وألمانيا على وجه
 الخصوص على تعزيز أساطيلهم.
ويظهر الجدول التالي نفقات القوى العظمى على الجيش والبحرية
 بالمارك الألماني عام 1913

الدولةالسكان (بالمليون)
نفقات الجيش
(مليون مارك)
نفقات سلاح البحرية
(مليون مارك)
المجموع
(مليون مارك)
الإمبراطورية الألمانية67,510094671476
الإمبراطورية النمساوية المجرية52,7496155651
إيطاليا35,1332205537
الإمبراطورية الروسية157,812544981752
فرنسا39,77664121178
المملكة المتحدة465769451521
الولايات المتحدة الأمريكية96,84225951017
الإمبراطورية اليابانية54,3207203410

[حادثة سراييفو

غافريلو برينسيب، قاتل فرانز فيرديناند
في 28 يونيو 1914، اغتيل وريث العرش النمساوي
 "فرانز فرديناند"وزوجته أثناء زيارتهما
 لسراييفو في منطقة البوسنة والهرسك على يد الطالب
 الصربي "جافريلو برينسيب"
 مما أجج النقم النمساويعلى الصرب وأشعل فتيل
 الحرب العالمية الأولى.


الحرب


الحرب عام 1914

إعلان الحرب الألماني على روسيا
بعد حادثة سراييفو التي قتل فيها وريث العرش النمساوي
 "فرانز فرديناند"
 أرسلت الحكومة النمساوية رسالة ذات 10 نقاط
 للحكومة الصربية 
بمثابة تهديد وقبل الصرب
 الشروط باستثناء شرط واحد.
بعد شهر من الأزمة أعلنت النمسا الحرب على صربيا
 في 28 يوليو 1914،
 وبهذا الإعلان بدأت آلية التحالفات الأوروبية في العمل وعندم
ا بدأت روسيا بالتعبئة
 ضد النمسا ـ هنغاريا، أعلنت ألمانيا الحرب ضد
 روسيا في 1 أغسطس.
 غير أنها أعلنت الحرب كذلك
 على فرنسا في 3 أغسطس، وبدأت غزوها للأراضي الفرنسية
 عبر اختراق بلجيكا، 
الأمر الذي دفع بريطانيالإعلان الحرب على ألمانيا في 4 أغسطس
 بسبب خرقها لحياد بلجيكا فيما أعلنت الإمبراطورية النمساوية
 المجرية الحرب على روسيا.
وبقيت إيطاليا لفترة على الحياد، في رغبةٍ منها لعدم الانجرار للوقوف مع أحد الأطراف
 قبل أن تتّضح حقيقة الموقف، كما كانت الولايات المتحدة في عزلة وراء البحار،
 أما الدولة العثمانية المعادية تاريخيًا لروسيا، والتي تنامت ارتباطاتهابألمانيا، فلم تدخل 

الحرب حتى 29 أكتوبر حين قام أسطولها بقصف الموانئ الروسية على البحر الأسود.
التسلسل الزمني لإعلانات الحرب





التاريخ
الدولة المعلنة للحرب
الدولة المعلن عليها الحرب
28 يوليو 1914
النمسا-المجر
صربيا
1 أغسطس 1914
ألمانيا
روسيا
3 أغسطس 1914
ألمانيا
فرنسا
3 أغسطس 1914
ألمانيا
البلجيك
4 أغسطس 1914
بريطانيا
ألمانيا
5 أغسطس 1914
الجبل الأسود
النمسا-المجر
6 أغسطس 1914
النمسا-المجر
روسيا
6 أغسطس 1914
صربيا
ألمانيا
6 أغسطس 1914
الجبل الأسود
ألمانيا
12 أغسطس 1914
فرنسا وبريطانيا
النمسا-المجر
15 أغسطس 1914
اليابان
ألمانيا
2 نوفمبر 1914
روسيا
الدولة العثمانية
5 نوفمبر 1914
فرنسا وبريطانيا
الدولة العثمانية
23 مايو 1915
إيطاليا
النمسا-المجر
14 أكتوبر 1915
بلغاريا
صربيا
9 مارس 1916
ألمانيا
البرتغال
27 أغسطس 1916
رومانيا
النمسا-المجر
28 أغسطس 1916
إيطاليا
ألمانيا
6 أبريل 1917
الولايات المتحدة
ألمانيا
7 أبريل 1917
بنما وكوبا
ألمانيا
27 يونيو 1917
اليونان
ألمانيا
22 يوليو 1917
سيام
ألمانيا
4 أغسطس 1917
ليبيريا
ألمانيا
14 أغسطس 1917
الصين
ألمانيا
26 أكتوبر 1917
البرازيل
ألمانيا
7 نوفمبر 1917
الولايات المتحدة
النمسا-المجر
11 ديسمبر 1918
انتهاء الحرب
بعد أن دخلت فرنسا إلى الحرب بدأت ألمانيا في تنفيذ خطتها لغزو فرنسا التي وضعت قبل
 تسع سنوات وتقضي خطة شليفن الألمانية إلى 
مهاجمة فرنسا عبر الأراضي البلجيكية بهدف السيطرة على فرنسا بشكل سريع، في 16 أغسطس
 اجتاحت القوات الألمانية أراضي 
مملكة بلجيكا المحايدة لتدخل عبرها إلى الأراضي الفرنسية حتى 
نهر المارن في شرق باريس حيث تحشدت
 قطاعات الجيش الفرنسي استعدادا للمعركة
، لتبدأ معركة المارن الأولى في 6 سبتمبر على بعد 55 ميلا
 من باريس، بعد فشل الألمان في التقدم
 إلى باريس أقامت الوحدات الألمانية المتاريس
 والخنادق لتتحول الحرب منذ ذلك الحين إلى حرب خنادق،
 أعلنت بريطانيا الحرب
 على ألمانيا لانتهاكها حياد بلجيكا.
في الجبهة الغربية، انتهزت روسيا فرصة انشغال القوات الألمانية
 في فرنسا، وأرسلت
 جيشين أواخر أغسطس ليخترقا عمق
 في الأراضي الألمانية في شرقي بروسيا لتطويق القوات الألمانية
 في روسيا الشرقية، الأمر الذي 
اضطر ألمانيا إلى سحب ثلثي قواتها من فرنسا،
 وتمكنوا من محاصرة القوات الروسية في
 معركة تاننبرغ في 31 أغسطس.
بعد اندلاع الحرب في أوروبا امتدت المعارك لتطال 
المستعمرات الألمانية فيما وراء البحار،
 حيث أعلنت اليابان الحرب على ألمانيا
 في آخر أغسطس 1914 وطردت الألمان من عدة جزر في المحيط الهادئ، فيما
 سيطرت القوات الأسترالية والنيوزلندية
 على المستعمرات الألمانية في المحيط الهادئ.
في البلقان عبر الجيش النمساوي المجري نهر درينا
 وهاجم الأراضي الصربية إلا الجيش
 النمساوي المجري قد لاقى الهزيمة على يد القوات الصربية،
 في نهاية أكتوبر 1914 دخلت الإمبراطورية العثمانية الحرب
 إلى جانب ألمانيا ضد روسيا وقصفت
 السفن التركية الموانئ الروسية على البحر الأسود
، ثم غزت القوات التركية روسيا، وفي نوفمبر أعلن الحلفاء
 الحرب على الدولة العثمانية وقاموا
 بحملة عسكرية كبيرة على شبه جزيرة جاليبولي
 بهدف إنشاء ممر بين البحر الأبيض والبحر الأسود،
 والاستيلاء على القسطنطينية.
إيطاليا بقيت خارج الحرب العالمية الأولى طوال
عام 1914 رغم أنها كانت عضوا في
 التحالف الثلاثي مع النمسا ـ المجر وألمانيا،
 وادعت بأنها ليست ملتزمة بالانضمام للحرب لأن
 النمسا ـ المجر لم تدخل في حرب دفاعية.


الحرب عام 1915

مشاة الجيش الروسي






















استطاع الألمان عام 1915 تحقيق مزيد من الانتصارات على الحلفاء،
 فألحقوا الهزيمة
 بالروس في معركة جورليس تارناو في مايو 1915، واحتلوا
 بولندا ومعظم مدن لتوانيا،
 وحاولوا قطع خطوط الاتصال بين الجيوش الروسية وقواعدها للقضاء عليها،
 إلا أن الروس حققوا بعض الانتصارات الجزئية على الألمان،
 كلفتهم 325,000 أسير روسي، 
الأمر الذي لم يتمكن بعده الجيش الروسي من استرداد قواه.
وأدى النجاح الألماني على الروس إلى إخضاع البلقان، وعبرت القوات
 النمساوية والألمانية نهر الدانوب لقتالالصرب وألحقوا بهم هزيمة قاسية.
واستطاع الألمان في ذلك العام أن يحققوا انتصارات رائعة على بعض الجبهات،
 في حين وقفت الجبهة الألمانية ثابتة القدم أمام هجمات الجيشين
 الفرنسي والبريطاني، رغم ظهور انزعاج في الرأي العام الإنجليزي من نقص 
ذخائر الجيش البريطاني
 ومطالبته بتكوين وزارة ائتلافية، وحدثت تغييرات في القيادة العسكرية الروسية.
وفي 23 مايو 1915 أعلنت إيطاليا الحرب على إمبراطورية النمسا-المجر بعد
 أن وعدها الحلفاء ببعض الأراضي في حال حققوا الانتصار على دول المحور.


الحرب عام 1916

تميز ذلك العام بمعركتين كبيرتين نشبتا على أرض فرنسا دامت إحداهما سبعة أشهر،
 والأخرى أربعة أشهر،
 وهما معركتي فردان والسوم، تكبد الألمان خسائر في المعركة الأولى
 قدرت بـ 240 ألف قتيل وجريح، أما الفرنسيون فخسروا 275 ألفا.
أما معركة السوم فقد استطاع خلالها الحلفاء إجبار الألمان على التقهقر مائة ميل مربع،
 وقضت هذه المعركة على
 الجيش الألماني القديم، وأصبح الاعتماد على المجندين من صغار السن، وخسر
 الجيش البريطاني في هذه المعركة ستين ألف قتيل وجريح في اليوم الأول.
وظهرت في هذه المعارك الدبابة لأول مرة في ميادين القتال، وقد استطاع الروس خلال ذلك
 العام القيام بحملة على النمسا
 بقيادة الجنرال بروسيلوف، وأسروا 450 ألف أسير من القوات النمساوية والمجرية؛
 فشجع هذا الانتصار رومانيا 
على إعلان الحرب على النمسا والمجر، فردت ألمانيا بإعلان الحرب عليها، واكتسح الألمان
 الرومانيين في ستة أسابيع ودخلوا بوخارست.


الثورة العربية الكبرى 1916

الشريف حسين بن علي




























كان العرب قد التفوا حول الشريف الحسين بن علي شريف مكة وحامي
 الديار المقدسة الإسلامية وقد كان بينه وبينالخلافة العثمانية جفاء وكانت تراوده
 هو وأبناءه آمال في إنشاء دولة عربية كبرى ولما كانت بريطانيا حريصة على
 اجتذاب العرب إلى جانبها فقد دخلت في مفاوضات سرية مع الشريف حسين وتم تبادل
 رسائل بين الشريف حسين ممثلا للعرب والسير هنري مكماهون مندوب بريطانيا في 
مصر والسودان في مراسلات حسين - مكماهون وأوضح فيها الشريف ما يشترطه
 العرب لدخول الحرب إلى جانب بريطانيا وهذه الشروط تتلخص في استقلال
 البلدان العربية القائمة على الساحل الشرقي للالبحر الأبيض المتوسط وإقامة
 دولة عربية كبرى تشمل مختلف أرجاء الوطن العربي باستثناء مصر
 والشمال الإفريقي وعلى الرغم من الاختلاف مع مكماهون حول حدود
 الدولة العربية الموعودة دخل العرب الحرب إلى جانب بريطانيا.
بدأت الثورة العربية الكبرى في 10 يونيو 1916 بإعلان الشريف حسين
 الجهاد المقدس والثورة على العثمانيين بمساعدة ضابط الاستخبارات البريطانية 
توماس إدوارد لورنس، واستطاع أبناؤه السيطرة على الحجاز بمساعدة الإنجليز
 ثم تقدم ابنه فيصل بن حسين نحو الشام ووصل بمساعدة الإنجليز إلى
 دمشق حيث خرج العثمانيون منها
 وأعلن فيها قيام الحكومة العربية الموالية لوالده الذي كان قد أعلن نفسه ملكا على العرب
 غير أن الحلفاء لم يعترفوا به إلا ملكا على الحجاز وشرق الأردن.
وعلى الرغم من تعهدات بريطانيا للعرب بقيام دولة عربية كبرى
 فقد أجرت هذه الدولة مفاوضات
 واتفاقيات سرية مع فرنسا وروسيا تناولت اقتسام الأملاك العثمانية 
بما فيها البلاد العربية ثم انفردت
بريطانيا وفرنسا في اتفاقية سرية عرفت باتفاقية
 سايكس بيكو 1916 نسبة إلى كل من المندوب 
البريطاني مارك سايكس والمندوب الفرنسي فرانسوا جورج بيكو
 وقد قاما بهذه المفاوضات التي فضح أمرها
 بعد الثورة البلشفية في روسيا سنة 1917 وفي السنة نفسها غدرت بريطانيا
 بالعرب مرة أخرى إذ وعد العرب
 بتحرر ووعد لزعماء الصهاينة بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين من خلال
ما عرف بوعد بلفور الصادر في 2 نوفمبر 1917.


التحول في مسار الحرب (1917)

فرنسا 1917


































أقامت دول الوفاق الثلاثي حصارا بحريًا ضد دول التحالف الثلاثي
 بهدف خنقها اقتصاديا
 فرد الألمان بحرب غواصاتاستهدفت كل السفن حتى المحايدة 
منها بهدف منعها من 
الوصول إلى بريطانيا وكان من بين السفن التي تم إغراقها عدد 
من السفن الأمريكية الأمر
 الذي دفع بالولايات المتحدة الأمريكية إلى الدخول في الحرب
 إلى جانب دول الوفاق فأصبحت الحرب عالمية.


حرب الغواصات والولايات المتحدة

خلال عام 1916 وقعت حرب بحرية في بحر الشمال 
بين الأسطول الألماني والإنجليزي 
عرفت باسم جاتلاند، خرج خلالها الأسطول الألماني من 
موانيه لمقاتلة الأسطول الإنجليزي
 على أمل رفع الحصار البحري المفروض على ألمانيا،
 ولم تكن المعركة حاسمة
 إذ انسحب الألمان على الرغم من أنهم قد ألحقوا بالأسطول 
الإنجليزي خسائر كبيرة،
 ولجأ الألمان في تلك الفترة إلى "حرب الغواصات" بهدف إغراق أية سفينة تجارية
 دون سابق إنذار، لتجويع بريطانيا وإجبارها على الاستسلام، غير أن هذه الحرب 
استفزت الولايات المتحدة، ودفعتها لدخول الحرب في أبريل 1917، خصوصًا
 بعد أن علمت أن الألمان قاموا بمحاولة لإغراء المكسيك لكي 
تهاجم الولايات المتحدة في مقابل ضم ثلاث ولايات أمريكية إليها.
وكانت الولايات المتحدة قبل دخولها الحرب تعتنق مذهب رئيس أمريكي الذي يقوم على 
عزلة أمريكا في سياستها الخارجية عن أوروبا،
 وعدم السماح لأية دولة أوروبية بالتدخل في الشؤون الأمريكية، غير أن
 القادة الأمريكيين رؤوا أن من مصلحة بلادهم
 الاستفادة من الحرب عن طريق دخولها.
وقد استفاد الحلفاء من الإمكانات والإمدادات الأمريكية الهائلة
 في تقوية مجهودهم الحربي،
 واستطاعوا تضييق الحصار
 على ألمانيا على نحو أدى إلى إضعافها.


انتصار دول الوفاق الثلاثي

شكل وصول القوات الأمريكية إلى فرنسا في يوليو 1917 تحولا 
هاما في مسار الحرب لأنها
 ساعدت جيوش الوفاق على شن هجوم مضاد 
على الألمان فتراجع هؤلاء مئات الكيلومترات وفي الوقت الذي
 كانت جيوش الوفاق قد قضت 
على قوات العثمانيين في العراق وسوريا ومصر
 وتقدمت نحو آسيا الصغرى نفسها. وفي البلقان أجبرت قوات
 الوفاق بلغاريا على الاستسلام في
 سبتمبر 1918 فطلبت الدولة العثمانية الصلح
 في أكتوبر من نفس السنة وكذلك فعلت النمسا في بداية نوفمبر.
 فلم تجد ألمانيا بدا من الاستسلام
 ووقعت الهدنة في 11 نوفمبر 1918 بعد
 أن فشلت في مواجهة تكتل الوفاق الثلاثي بمفردها.


الحرب عام 1917

جنود بريطانيين على الجبهة الألمانية الفرنسية برشاش فيكرز






















شهد العام  حدثا هاما على الجبهة الشرقية وهو نجاح الثورة البلشفية
 في روسيا وتوقيع البلاشفة
 صلح برست ليتوفسك مع الألمان في 1918، وخروج روسيا من الحرب.
 وشهد ذلك العام أيضًا
 قيام الفرنسيين بهجوم كبير على القوات الألمانية بمساعدة
 القوات الإنجليزية، غير أن
 هذا الهجوم فشل وتكبد الفرنسيون خسائر مروعة سببت تمردًا
 في صفوفهم، فأجريت تغييرات
 في صفوف القيادة الفرنسية.
ورأى البريطانيون تحويل اهتمام الألمان إلى الجبهة البريطانية،
 فجرت معركة باشنديل
 التي خسر فيها البريطانيون 300 ألف جندي بين قتيل وجريح، ونزلت نكبات متعددة في
  صفوف الحلفاء في الجبهات الروسية والفرنسية والإيطالية، رغم ما حققه الحلفاء 
من انتصارات على الأتراك ودخولهم العراق وفلسطين.
كما تميزت هذه السنة بتحقيق القوات الألمانية والنمساوية انتصارًا كبيرًا على الإيطاليين
 في معركة كابوريتو بعد سلسلة من المعارك غير الحاسمة مثل معركة إيسونزو.


العودة إلى حرب الحركة    1917-1918

كان لخروج روسيا من الحرب بعد نجاح الثورة البلشفية أكتوبر 1917 وتوقيع
 زعيمها لينين معاهدة سلام منفصلة مع ألمانيا
 معاهدة بريست ليتوفسك 1918 دور حاسم في دفع ألمانيا إلى شن هجوم مكثف على فرنسا
 بغية احتلالها قبل وصول الدعم الأمريكي
 غير أن توحد القوات البريطانية والفرنسية بقيادة الجنرال الفرنسي فوش مكن
 حيث انتصرت ألمانيا على فرنسا وسميت
 بمعركة المارن 6-9 أكتوبر 1914 مما أدى بالقوات الفرنسية بالانسحاب نحو الجنوب فلحقت
 بهم ألمانيا ووقعت معركة حصن فردان
 في فبراير1916 المعركة التي أوقفت الزحف الألماني على فرنسا.
ملصق التحفيز على التجنيد في أمريكا


































ودخلت الولايات المتحدة الحرب بجانب الحلفاء لهدف مكافحة 
الإرادة الألمانية في السيطرة والنفوذ
 وعدم احترام الألمان لحياد بلجيكا وغزوها كما أدت حرب 
الغواصات التي شنها الألمان
 والتي أساءت كثيرا للمصالح الاقتصادية الأمريكية إلى
 دفع الولايات المتحدة الدخول في الحرب.
وبالإضافة إلى ذلك خشية أصحاب المصارف وحكومة
 الولايات المتحدة من انكسار الحلفاء،
 وقد كانت المصارف الأمريكية قد أقرضت
 بريطانيا وفرنسا أموال طائلة لتمكنها 
من شراء المواد الأولية والأغذية من الولايات المتحدة،
 لذلك بدأ أصحاب المصارف
 ورجال الأعمال الأمريكان بدعوة الحكومة الأمريكية
 للتدخل بجانب الحلفاء.


نهاية الحرب عام 1918

شجع خروج روسيا من الحرب القيادة الألمانية على الاستفادة
من 400 ألف جندي ألماني 
كانوا على الجبهة الروسية وتوجيههم لقتال الإنجليز والفرنسيين،
 واستطاع الألمان
 تحطيم الجيش البريطاني الخامس في مارس 1918، وتوالت
 معارك الجانبين العنيفة
 التي تسببت في خسائر فادحة في الأرواح، والأموال، وقدرت 
كلفة الحرب في ذلك العام
 بحوالي عشرة ملايين دولار كل ساعة.
وبدأ الحلفاء يستعيدون قوتهم وشن هجمات عظيمة على 
الألمان أنهت الحرب، وقد عرفت
 باسم معركة المارن الثانية في يوليو 1918 وكان
 يوم 8 أغسطس 1918 يومًا أسود في تاريخ الألمان؛
 إذ تعرضوا لهزائم شنيعة أمام
 البريطانيين والحلفاء، وبدأت ألمانيا في الانهيار
 وأُسر حوالي ربع مليون ألماني في ثلاثة شهور، ودخلت القوات البريطانية 
كل خطوط الألمان، ووصلت إلى شمال فرنسا،
 ووصلت بقية قوات الحلفاء إلى فرنسا.
واجتاحت ألمانيا أزمة سياسية عنيفة تصاعدت مع توالي 
الهزائم العسكرية في ساحات القتال، 
فطلبت ألمانيا إبرام هدنة دون قيد أو شرط،
 فرفض الحلفاء التفاوض مع الحكومة الإمبراطورية القائمة،
 وتسبب ذلك في قيام الجمهورية
 في ألمانيا بعد استقالة الإمبراطور الألماني،
 ووقعت الهدنة التي أنهت الحرب في 11 نوفمبر 1918 بعد
 أربع سنوات ونصف 
من القتال الذي راح ضحيته عشرة ملايين
 من العسكريين، وجرح 21 مليون آخرين.


النتائج

أسفرت الحرب العالمية الأولى عن سقوط الإمبراطورية العثمانية عام 1341هـ-1924م وعن خسائر مادية وبشرية جسيمة وعن تراجع الدور الرائد لأوروبا في توجيه سياسة العالم. أما أهم نتيجة لهذه الحرب فقد تمثلت في قيام سلام منقوص يحتوي على جميع العناصر التي من شأنها إشعال الحرب العالمية الثانية. والتي قامت في عام 1939.
وفي أثناء الحرب اضطرت الدول الأوروبية المتحاربة إلى شراء الكثير من المعدات
 والمواد المعيشية من دول فتية لم تتعرض أراضيها 
لأذى الحرب مثل الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وأستراليا والأرجنتين الأمر الذي جعل
 أوروبا مدينة لهذه الدول بعد الحرب. وقد رأت أوروبا
 نفسها بعد الحرب مجبرة على دفع ديونها من احتياطي الذهب الذي كانت تملكه وأدى ذلك إلى
 تراجع قيمة النقد الأوروبي وإلى ظهور التضخم المالي.
كانت الولايات المتحدة الأمريكية المستفيدة الأولى من هذا الوضع
 على أساس أنها الدائنة الأولى لأوروبا قبل الحرب وخلالها.
 فقد جمعت الولايات المتحدة بعد الحرب نتيجة تسديد أوروبا لديونها 45% من
 احتياطي الذهب في العالم فأصبحت بذلك أول دائن في العالم.


الخسائر البشرية والمادية

جندي هندي تابع للقوات البريطانية بعد حصار الكوت في العراق




































قدرت خسائر الحرب العالمية الأولى بالأرواح
 بـ 8,538,315 وأكثر من ضعف 
هذا العدد من الجرحى، وقد أتت خسائر روسيا في رأس قائمة الخسائر
 البشرية تلتها خسائر كل 
من ألمانيا والنمسا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية.
أما أهم الخسائر المادية فقد وقعت في الأراضي التي دارت فيها المعارك حيث
 أتلفت المحاصيل الزراعية وقضي على المواشي
 ودمرت مئات آلاف المنازل وآلاف المصانع إضافة
 إلى الأضرار التي لحقت
 بالسكك الحديدية وبمناجم الفحم التي غمرها هذا الطرف أو ذاك بالماء
 لمنع استغلالها من قبل العدو.
ولذلك كان على الدول المتحاربة في مرحلة السلام
 إعادة بناء ما دمرته الحرب وتحويل 
الصناعات الحربية إلى صناعات مدنية. 
 لكن قلة الأموال واليد العاملة التي قضت عليها الحرب
 عرقلت إلى حد كبير عملية إعادة الاعمار المرجوة.
نرى من الجدول أدناه أن خسائر الدول في الحرب
 العالمية الأولى بلغت أكثر من 37 مليون جندي

 بينهم أكثر من ثمانية ملايين قتيل.


الدولةالقتلى والوفياتالجرحىالأسرى والمفقودونإجمالي الخسائر
الإمبراطورية الألمانية1,773,7004,216,0581,152,8007,142,558
الإمبراطورية الروسية1,700,0004,950,0002,500,0009,150,000
فرنسا1,357,8004,266,000537,0006,160,800
الإمبراطورية النمساوية المجرية1,200,0003,620,0002,200,0007,020,000
دول الكومنولث908,3712,090,212191,6523,190,235
إيطاليا650,000947,000600,0002,197,000
رومانيا335,706120,00080,000535,706
الإمبراطورية العثمانية325,000400,000250,000975,000
الولايات المتحدة126,000234,3004,500364,800
بلغاريا87,000152,39027,029266,919
صربيا45,000133,148152,958331,106
بلجيكا13,71644,68634,65993,061
البرتغال7,22213,75112,31833,291
اليونان5,00021,0001,00027,000
مونتينغرو3,00010,0007,00020,000
اليابان30090731,210
المجموع8,538,31521,219,4527,750,91937,508,686
المصدر: Irving Werstein, “1914-1918: World War I”, Cooper Square Publishers; Inc, New York, 1964.


السلام المنقوص

من اليمين رئيس الولايات المتحدة الأمريكيةوودرو ويلسون، رئيس وزراء فرنسا جورج كليمنصو، رئيس وزراء إيطاليا فيتوريو إمانويلي أورلاندو، رئيس وزراء بريطانيا ديفيد لويد جورج




















مؤتمر السلام  1919

وافقت ألمانيا على توقيع الهدنة في 11 نوفمبر 1918 على
 أساس مبادئ ويلسون، وقد اعتقدت
 في حينه أن مؤتمر السلام الموعود سوف يصدر مقرراته
 واتفاقياته مستلهما الأفكار السامية
 التي تضمنتها هذه المبادئ ولكن شيئا من هذا لم يحصل فمؤتمر
 السلام الذي عقد أولى جلساته في
باريس 18 يناير 1919 حضره ممثلون عن 32 دولة حليفة
 واستبعدت منه الدول المهزومة
 وروسيا والدول المحايدة ولذلك كان هذا المؤتمر عبارة عن
 اجتماع عقدته الدول المنتصرة 
لتتقاسم المغانم فيما بينها وتفرض إرادتها على فريق مهزوم
 مسلوب الإرادة، وبالإضافة إلى ذلك
 فرض ممثلو ثلاث دول هي فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية رأيهم على
 جميع رؤساء الوفود المشاركة في المؤتمر.


مطالب المؤتمرين

أظهر المؤتمر رغبة فرنسا وبريطانيا في توسيع حدودهما واكتساب
 مستعمرات جديدة. فالفرنسيون 
لم يكتفوا بالمطالبة باستعادة
 منطقتي الألزاس واللورين من الألمان بل بالحصول أيضا على الضفة اليسرى
 لنهر الراين كمنطقة دفاعية وعلى منطقة السار الألمانية
 كمصدر للتزود بفحم حجري. وبالنسبة للمستعمرات اعتبر جورج كليمنصو رئيس الوزراء 
الفرنسي الذي كان رئيسا لوفد بلاده أن محافظة فرنسا
 على مستعمراتها في شمال أفريقيا ووسطها وفي جنوب شرق آسيا بالإضافة إلى
 الانتداب الفرنسي على سوريا ولبنانأمور غير قابلة للنقاش.
أما رئيس وزراء بريطانيا رئيس وفد بلاده إلى المؤتمر لويد جورج الذي اعترض 
على مطالب فرنسا الحدودية فقد طالب لبلاده بوراثة
 المستعمرات الألمانية في أفريقيا وشرق آسيا وبالانتداب على مصر والسودان
 وفلسطين والعراق متناسيا الوعد البريطاني 
باستقلال المشرق العربي تحت راية الشريف حسين بن علي.
أما رئيس الوزراء الإيطالي أورلاندو فقد طالب باستعادة 
منطقتي ترانتان وتريستا إلى إيطاليا.
وانفرد الرئيس الأمريكي ويلسون من بين رؤساء وفود الدول الكبرى بالمطالبة بإقامة عصبة
 الأمم وبأن تستلهم مقررات المؤتمر من مبادئه الأربعة عشر.


مقررات المؤتمر ونتائجها


تغيير الخريطة السياسية لأوروبا

قرر مؤتمر باريس تفكيك الإمبراطوريات الألمانية والنمساوية بإجراء
 تعديلات على الحدود السياسية لدول أوروبا فظهرت
 على الخريطة الأوروبية دول جديدة مثل المجروتشيكوسلوفاكيا ويوغوسلافيا وأجريت تغييرات
 جذرية في أنظمة حكم العديد من الدول فاعتمدت
 كل من تركيا وألمانيا النظام الجمهوري وتحولت النمسا إلى جمهورية صغيرة
 أما روسيا فكانت قد تحولت من النظام القيصري
 إلى النظام الشيوعي وذلك بعد ثورة 1917 البلشفية التي قادها فلاديمير لينين.


معاهدة فرساي


مراسم توقيع اتفاقية فرساي


























في 28 يونيو 1919 وقع الألمان على
معاهدة فرساي مع الحلفاء المنتصرين
 في الحرب العالمية الأولى بعد مفاوضات دامت ستة أشهر،
 وتم تعديل المعاهدة
 فيما بعد في 10 يناير 1920 لتتضمّن الاعتراف
 الألماني بمسؤولية الحرب 
ويترتب على ألمانيا تعويض الأطراف المتضرّرة ماليًا.
وتضمنت المعاهدة شروطًا قاسية أهمها اقتطاع
 ما يقارب 25 ألف ميل مربع 
من الأراضي الألمانية وضمها إلى كل من بولندا
 والدانمرك وتشيكوسلوفاكيا،
 ومصادرة جميع المستعمرات الألمانية، وتحميل ألمانيا
 وحدها مسؤولية الحرب
 وتسريح جيشها وبنود هذه المعاهدة كانت السبب الذي جعل ألمانيا تتحين الفرص
 لإلغائها والانتقام من الذين فرضوها عليه.
وتمخّضت الاتفاقية عن تأسيس عصبة الأمم التي يرجع الهدف إلى تأسيسها للحيلولة
 دون وقوع صراع مسلّح بين الدول كالذي حدث في الحرب العالمية الأولى ونزع
 الفتيل من الصراعات الدولية.
وفيما يتعلق بالقيود العسكرية على ألمانيا، فقد وضعت الاتفاقية ضوابط وقيود 
شديدة على الآلة العسكرية الألمانية لكي لا يتمكن الألمان 
من إشعال حرب ثانية كالحرب العالمية الأولى، فقد نصّت على احتواء الجيش الألماني
 على 100,000 جندي فقط وإلغاء نظام التجنيد الإلزامي
 الذي كان يعمل به في ألمانيا. ولا تستطيع ألمانيا إنشاء قوة جوية والتقيد بـ 15،000 جندي
 للبحرية بالإضافة إلى حفنة من السفن الحربية
 بدون غواصات حربية. ولا يحق للجنود البقاء في الجيش أكثر
من 12 عامًا وفيما يتعلّق بالضبّاط،
 فأقصى مدّة يستطيع الضباط البقاء بها في الجيش
 هي فترة 25 عامًا لكي يصبح الجيش الألماني خاليًا من الكفاءات العسكرية المدرّبة.
ونصّت الفقرة 232 من المعاهدة على تحمّل ألمانيا مسؤولية الحرب وتقديم التعويضات
 للأطراف المتضرّرة وقدّرت تلك التعويضات
بـ 269 مليار مارك ألماني وخفّض هذا المبلغ ليصبح 132 مليار مارك،
 ويفيد الاقتصاديون أنه بالرغم من تخفيض الرقم الكلي
 لتعويضات الأطراف المتضرّرة، إلا أن المبلغ يبقى مبالغًا فيه. وأثقلت الديون الملقاة على
 أعتاق ألمانيا كاهل الاقتصاد الألماني مما سبب درجة عالية
 من الامتعاض الذي آل إلى إشعال الحرب العالمية الثانية على يد أدولف هتلر.


الانتداب

فيصل الأول






















وافق المؤتمر على المطالب الاستعمارية لكل من بريطانيا وفرنسا وأقر بشرعية
 انتدابها على دول المشرق العربي
 بالرغم من اعتراض الأميرفيصل بن الحسين الذي حضر المؤتمر بصفة مراقب.


قيام عصبة الأمم

وافق رؤساء الوفود المشاركة في مؤتمر الصلح بالإجماع على قيام منظمة
 عصبة الأمم التي أصر عليها الرئيس الأمريكي
 ويلسون وادخلها كبند أساسي في جميع المعاهدات التي وقعها المنتصرون
 مع المهزومين وقد كان الهدف الأول للعصبة
 التي اتخذت مدينة جنيف في سويسرا مقرا لها حل الخلافات بين 
الدول بالوسائل السلمية وذلك للمساعدة
 على خلق جو من التفاهم والثقة بين الشعوب.
لكن الأمور لم تجر في هذا الاتجاه إذ لم يكن للعصبة عند إنشائها قوة
 عسكرية قادرة على تنفيذ مقرراتها كما أنها
 تحولت إلى أداة لمصلحة المنتصرين في الحرب الأمر الذي دفع
 الولايات المتحدة الأمريكية نفسها إلى عدم المشاركة
       في عضويتها على الرغم من كونها صاحبة الفكرة في قيامها.


         الوطن العربي تحت الانتداب

بدأ التطبيق الفعلي لمضمون اتفاقية سايكس بيكو سنة 1918 والمعارك لم تنته بعد وذلك
 حين قسم الجنرال اللنبي قائد الجيوش الحليفة في 
 الشرق المناطق العربية إلى ثلاث: واحدة إدارة فرنسية (الساحل) وواحدة بإدارة عربية (الداخل)
 والأخيرة بإدارة بريطانية لكن 
التغطية الدولية لهذه الاتفاقية جاءت عبر مؤتمر الصلح في باريس سنة 1919 فقد طرح المؤتمر
 مفهوما جديدا للاستعمار هو الانتداب 
الذي اقترحه الرئيس الأمريكي ويلسون ورئيس وزراء جنوب أفريقيا الجنرال سمطس وهو ينص
 على تولي دولة كبرى شئون الدولة
 التي لا عهد لها بالحكم والتي خضعت لفترة طويلة لإحدى الإمبراطوريات المتداعية 
كالدولة العثمانية فتساعدها الدولة المنتدبة 
حتى تصبح قادرة على إدارة شئونها بنفسها.
لكن المؤتمر السوري العام رفض اتفاقية سايكس بيكو ووعد بلفور وأعلن قيام المملكة
 السورية ونصب الأمير فيصل ملكا عليها فانعقد 
المجلس الأعلى للحلفاء في مدينة سان ريمو الإيطالية في أبريل 1920 وقرر ردا على 
المؤتمر السوري تطبيق اتفاقية سايكس بيكو التي تقضي
 بوضع سوريا ولبنان تحت الانتداب الفرنسي والعراق وفلسطين وشرق الأردن
 تحت الانتداب الإنجليزي وتعهد مؤتمر سان ريمو
 كذلك بالعمل على تطبيق وعد بلفور كما كانت بريطانيا مرتبطة مع الإمارات العربية الواقعة
 على سواحل الخليج العربي وعمان بمعاهدات
 حماية كذلك فرضت بريطانيا حمايتها على مصر والسودان وسيطرت إيطاليا على ليبيا
 واحتلت فرنسا ما تبقى من المغربي العربي
 وكرست سيطرتها على كل من تونس والمغرب والجزائر وموريتانيا والصومال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق