http://www.tvquran.com

TvQuran

athan times

Prayer Times For 6 Million Cities Worldwide
Country:

الاثنين، 28 سبتمبر 2009

خطاب الرئيس / محمد انور السادات فى الكنيست الاسرائيلى


خطاب الرئيس السادات فى الكنيست الإسرائيلى 20 نوفمبر 1977


السيد الرئيس

أيها السيدات و السادة

السلام عليكم .. ورحمة الله

والسلام لنا جميعا .. باذن الله

السلام لنا جميعا .. على الأرض العربية و فى إسرائيل .. وفى كل مكان من أرض هذا العالم الكبير المعقد بصراعاته الدامية , المضطرب بتناقضاته الحادة , المهدد بين الحين والحين بالحروب المدمرة , تلك التى يصنعها الإنسان ليقضى بها على اخيه الإنسان وفى النهاية , وبين انقاض ما بنى الإنسان وبين أشلاء الضحايا من بنى الانسان , فلا غالب ولا مغلوب , بل ان المغلوب الحقيقى دائما هو الإنسان .. ارقى ما خلقه الله .. الإنسان الذى خلقه الله – كما يقول غاندى قديس السلام – " لكى يسعى على قدميه " يبنى الحياه .. ويعبد الله " .

وقد جئت اليكم اليوم على قدمين ثابتتين , لكى نبنى حياه جديدة لكى نقيم السلام وكلنا على هذه الأرض , ارض الله : كلنا مسلمون ومسيحيون ويهود .. نعبد الله ولا نشرك به احدا .. وتعاليم الله .. ووصاياه .. هى حب وصدق وطهاره وسلام .

وإننى التمس العذر لكل من استقبل قرارى عندما اعلنته للعالم كله , أمام مجلس الشعب المصرى , بالدهشة , بل بالذهول بل أن البعض قد صورت له المفاجأة العنيفه أن قرارى ليس أكثر من مناورة كلامية للاستهلاك امام الرأى العام العالمى , بل وصفه بعض آخر بأنه تكتيك سياسى لكى اخفى به نواياى فى شن حرب جديدة .

ولا أخفى عليكم أن أحد مساعدى فى مكتب رئيس الجمهورية أتصل بى فى ساعة متأخرة من الليل بعد عودتى إلى بيتى من مجلس الشعب , ليسألنى فى قلق : وماذا تفعل يا سيادة الرئيس لو وجهت اليك إسرائيل الدعوة فعلا فاجبته بكل هدوء : سأقبلها على الفور ..

لقد أعلنت أننى سأذهب إلى آخر العالم . سأذهب الى إسرائيل لإننى أريد أن أطرح الحقائق على شعب إسرائيل .

إننى التمس العذر لكل من أذهله القرار . أوتشكك فى سلامة النوايا وراء إعلان القرار فلم يكن أحد يتصور أن رئيس أكبر دولة عربية , تتحمل العبء الأكبر و المسئولية الأولى فى قضية الحرب و السلام , فى منطقة الشرق الأوسط يمكن أن يعرض قرارة بالاستعداد إلى الذهاب الى أرض الخصم . ونحن لا نزال فى حاله حرب , بل نحن جميعا لا نزال نعانى من أثار أربع حروب قاسية خلال ثلاثبن عاما , بل أن أسر ضحايا حرب اكتوبر 73 لا تزال تعيش مآسى الترمل وفقد الأبناء واستشهاد الأباء و الأخوات .

كما اننى – كما سبق أن أعلنت من قبل – لم أتداول فى هذا القرار مع أحد من زملائى وأخوتى رؤساء الدول العربية , أو دول المواجهة .. ولقد اعترض من اتصل بى منهم بعد إعلان القرار , لأن حالة الشك الكاملة , وفقدان الثقة الكاملة , بين الدول العربية والشعب الفلسطينى من جهة وبين إسرائيل من جهة أخرى , لا تزال قائمة فى كل النفوس ويكفى أن أشهرا طويلة لم يحل فيها السلام , قد ضاعت سدى , فى خلافات و مناقشات لا طائل منها حول إجراءت عقد مؤتمر جنيف , وكلها تعبر عن الشك الكامل , وفقدان الثقة الكامله .

ولكننى – أصارحكم القول بكل الصدق أننى اتخذت هذا القرار بعد تفكير طويل , وأنا أعلم أنه مخاطرة كبيرة , لأنه إذا كان الله قد كتب لى قدرى أن أتولى المسئولية عن شعب مصر , وأن أشارك فى مسئولية المصير بالنسبة للشعب العربى وشعب فلسطين , فإن أول واجبات هذه المسئولية أن أستنفذ كل السبل , لكى أجنب شعبى المصرى العربى , وكل الشعب العربى , ويلات حروب أخرى محطمة , مدمرة , لا يعلم مداها إلا الله .



وقد اقتعنت بعد تفكير طويل , أن أمانة المسئولية أمام الله , وأمام الشعب , تفرض على أن أذهب الىآاخر مكان فى العالم .. بل أن أحضر إلى بيت المقدس , لأخاطب أعضاء الكنيست ممثلى شعب إسرائيل بكل الحقائق التى تعتمل فى نفسى , وأترككم بعد ذلك لكى تقررو لأنفسكم وليفعل الله بنا بعد ذلك ما يشاء .

أيها السيدات والساده :

إن فى حياة الأمم والشعوب لحظات يتعين فيها على هؤلاء الذين يتصفون بالحكمة و الرؤية الثاقبة أن ينظرو ا الى ما وراء الماضى بتعقيداته ورواسبه من اجل انطلاقة جسورة نحو آفاق جديدة .

وهؤلاء الذين يتحملون مثلنا تلك المسئولية الملقاة على عاتقنا هم اول من يجب ان تتوفر لديهم الشجاعه لاتخاذ القرارات المصيرية التى تتناسب مع جلال الموقف , ويجب أن نرتفع جميعا فوق جميع صور التعصب وفوق خداع النفس وفوق نظريات التفوق البالية فمن المهم ألا ننسى ابدا أن العصمة لله وحده .. وإذا قلت إننى أريد أن أجنب كل الشعب العربى ويلات حروب جديدة مفجعة , فإننى أعلن أمامكم بكل الصدق , أننى أحمل نفس المشاعر وأحمل نفس المسئولية لكل إنسان فى العالم وبالتأكيد نحو الشعب الإ سرائيليى

ضحيه الحرب : الانسان ..

إن الروح التى تزهق فى الحرب , هى روح إنسان سواء كان عربيا او إسرائيليا .. إن الزوجة التى تترمل .. هى
إنسانة من حقها أن تعيش فى أسرة سعيدة سواء كانت عربية او اسرائيلية ..
إن الأطفال الأبرياء الذين يفقدون رعاية الأباء وعطفهم هم أطفالنا جميعا . على أرض العرب , أو فى إسرائيل لهم علينا المسئولية الكبرى فى أن نوفر لهم الحاضر الهانىء والغد الجميل ..

من أجل كل هذا , ومن أجل أن نحمى حياة أبنائنا وأخواننا جميعا .

من أجل أن ننتج مجتمعاتنا , وهى آمنه مطمئنة .. من أجل تطور الإنسان وإسعاده وإعطائه حقه فى الحياة الكريمة , من أجل مسئوليتنا أمام الأجيال المقبلة من أجل بسمه كل طفل يولد على أرضنا .

من أجل كل هذا اتخذت قرارى ان أحضر اليكم – رغم كل المحاذير – لكى أقول كلمتى ..

ولقد تحملت و اتحمل متطلبات المسئولية التاريخية , من أجل ذلك أعلنت من قبل ومنذ أعوام وبالتحديد فى 4 فبراير 1971 , اننى مستعد لتوقيع إتفاق سلام مع إسرائيل , وكان هذا هو أول إعلان يصدر من مسئول عربى منذ ان بداء الصراع العربى الاسرائيلى وبكل هذه الدوافع التى تفرضها مسئولية القيادة أعلنت فى السادس عشر من اكتوبر 1973 وامام مجلس الشعب المصرى , الدعوه الى مؤتمر دولى يتقرر فيه السلام الدائم العادل .

ولم أكن فى ذ لك الوقت فى وضع من يستجدى السلام , أو يطلب وقف اطلاق النار . وبهذه الدوافع كلها , التى يلزم بها الواجب التاريخى والقيادى , وقعتا اتفاق فك الاشتباك الاول , ثم اتفاق وقف الاشتباك الثانى فى سيناء . ثم سعينا نطرق الأبواب المفتوحة والمغلقة لإيجاد طريق معين نحو سلام دائم عادل وفتحنا قلوبنا لشعوب العالم كله لكى تتفهم دوافعنا , واهدافنا , ولكى تقتنع فعلا أننا دعاة عدل , وصناع سلام .

وبهذه الدوافع كلها قررت أن أحضر إليكم , بعقل مفتوح وقلب مفتوح وإرادة واعيه , لكى تقيم السلام الدائم القائم على العدل .

وشاءت المقادير ان تجىء رحلتى اليكم , رحله السلام , فى يوم العيد الإسلامى الكبير عيد الإضحى المبارك عيد التضحية والفداء , حين أسلم إبراهيم عليه السلام , جد العرب و اليهود . أفول حين أمره الله , وتوجه اليه بكل جوارحه لا عن ضعف بل عن قوة روحيه هائلة وعن إختيار حر عن التضحيه بفلذة كبده .. بدافع من إيمانه الراسخ الذى لا يتزعزع بمثل عليا تعطى الحياة مغزى عميقا . ولعل هذه المصادفه تحمل معنا جديدا , فى نفوسنا جميعا لعله يصبح أملا حقيقيا فى تباشير الأمن والأمان والسلام .



ايها السيدات والساده :

دعونا نتصارح , بالكلمه المستقيمة , والفكرة الواضحة التى لا تحمل أى التواء . دعونا نتصارح اليوم والعالم كله بغربه وشرقه يتابع هذه اللحظات الفريدة . التى يمكن أن تكون نقطه تحول جذرى فى مسار التاريخ فى هذه المنطقة من العالم , إن لم يكن فى العالم كله .

دعونا نتصارح ونحن نجيب عن السؤال الكبير : كيف يمكن أن نحقق السلام الدائم العادل .

لقد جئت اليكم لكى احمل جوابى الواضح الصريح على هذا السؤال الكبير , لكى يسمعه الشعب فى اسرئيل , ولكى يسمعه العالم اجمع , ولكى يسمعه ايضا كل اولئك الذين تصل اصوات دعوات اصواتهم المخلصة إلى أذنى , أملا فى أن تتحقق فى النهاية النتائج التى يرجوها الملايين من هذا الاجتماع التاريخى .

وقبل أن أعلن لكم جوابى , أرجو أن أؤكد لكم , أننى أعتمد فى هذا الجواب الواضح الصريح , على عده حقائق لا مهرب لأحد من الاعتراف بها :

- الحقيقه الأولى : انه لاسعاده لأحد على حساب شقاء الأخرين .

- الحقيقه الثانيه : إننى لم أتحدث , ولن أتحدث بلغتين ولم أتعامل ولن أتعامل بسياستين ولست أتعامل مع أحد , إلا بلغة واحدة , وسياسه واحدة , ووجه واحد .

- الحقيقه الثالثه : إن المواجهة المباشرة وأن الخط المستقيم هما أقرب الطرق وانجحها للوصول إلى الهدف الواضح .

- الحقيقه الرابعه : إن دعوة السلام الدائم العادل , المبنى على احترام قرارت الأمم المتحدة , و أصبحت اليوم دعوة للعالم كله , وأصبحت تعبيرا واضحا عن إرادة المجتمع الدولى , سواء فى العواصم الرسمية التى تصنع السياسة وتتخذ القرار , أو على مستوى الرأى

العام العالمى الشعبى , ذلك الرائى العام الذى يؤثر فى صنع السياسه واتخاذ القرار .

- الحقيقه الخامسه : ولعلها أبرز الحقائق وأوضحها أن الأمة العربية لا تتحرك فى سعيها من أجل السلام الدائم العادل , من موقف ضعف او إهتزاز , بل إنها على العكس تماما تملك من مقومات القوة والاستقرار ما يجعل كلمتها نابعة من ارادة صادقه نحو السلام , صادرة عن إدراك حضارى بأنه لكى نتجنب كارثه محققة , علينا وعليكم وعلى العالم كله , فإنه لابديل عن إقرار سلام عادل , لاتزعزعه الانواء ولاتعبث به الشكوك , ولايهزه سوء المقاصد أو التواء النوايا .

من واقع هذه الحقائق , التى أردت أن أضعكم فى صورتها , كما اراها , أرجو أيضا ان أحذركم بكل الصدق , أحذركم من بعض الخواطر التى يمكن أن تطرأ على أذهانكم .

إن واجب المصارحة يقتضى أن أقول لكم ما يلى :

اولا : إننى لم اجىء إليكم لكى أعقد اتفاقا منفردا بين مصر وإسرئيل , ليس هذا واردا فى سياسة مصر , فليست المشكله هى مصر و إسرائيل , وأى سلام منفرد بين مصر وإسرائيل أو بين أيه دولة من دول المواجهة وإسرائيل فإنه لن يقيم السلام الدائم العادل فى المنطقه كلها , بل أكثر من ذلك , فإنه حتى لو تحقق السلام بين دول المواجهة كلها وإسرائيل , بغير حل عادل للمشكلة الفلسطينيه فإن ذلك لن يحقق أبدا السلام الدائم العادل الذى يلح العالم كله اليوم عليه .

ثانيا : إننى لم اجىء إليكم لكى أسعى إلى سلام جزئى , بمعنى أن ننهى حالة الحرب فى هذه المرحلة . ثم نرجى المشكلة برمتها الى مرحلة تالية .

فليس هذا هو الحل الجذرى الذى يصل بنا الى السلام الدائم .

ويرتبط بهذا اننى لم اجىء اليكم , لكى نتفق على فض إشتباك ثالث فى سيناء . أو فى سيناء والجولان والضفة الغربية , فإن هذا يعنى إننا نؤجل فقط إشتعال الفتيل إلى أى وقت مقبل .

بل هو يعنى , إننا نفتقد شجاعة مواجهة السلام , وإننا أضعف من أن نتحمل أعباء و مسؤليات السلام الدائم العادل .

لقد جئت اليكم , لكى نبنى معا , السلام الدائم العادل حتى لا تراق نقطة دم واحدة من جسد عربى او إسرائيلى .

ومن أجل هذا أعلنت إننى مستعد أن أذهب إلى آخر العالم .

وهنا أعود إلى الأجابة على السؤال الكبير : كيف نحقق السلام الدائم العادل ؟

فى رأيى .. وأعلنها من هذا المنبر للعالم كله . إن الإجابه ليست مستحيلة ولا هى بالعسيرة على الرغم من مرور أعوام طويلة .. من ثأر الدم . والأحقاد و الكراهية . وتنشئة أجيال على القطيعة الكاملة والعداء المستحكم .

الأجابه ليست عسيرة ولاهى مستحيلة , إذا طرقنا سبيل الخط المستقيم بكل الصدق و الأيمان .

أنتم تريدون العيش معنا فى هذه المنطقة من العالم .

وأنا أقول لكم بكل الإخلاص : إننا نرحب بكم بيننا .. بكل الأمن والأمان . إن هذا فى حد ذاته يشكل نقطه تحول هائلة .. من علامات تحول تاريخى حاسم ..



لقد كنا نرفضكم , وكانت لنا اسبابنا ودعوانا .. نعم

لقد كنا نرفض الاجتماع بكم .. فى اى مكان .. نعم ..

لقد كنا نصفكم بإ سرائيل المزعومه .. نعم

لقد كانت تجمعنا المؤتمرات أو المنظمات الدولية , وكان ممثلونا ولايزالون لايتبادلون التحية والسلام . نعم ..

نعم حدث هذا ولايزال يحدث

لقد كنا نشترط لأى مباحثات وسيط يلتقى بكل طرف على إنفراد . نعم ..

هكذا تمت مباحثات فض الأشتباك الاول .. وهكذا ايضا تمت مباحثات فض الاشتباك الثانى .

كما أن ممثلينا ألتقوا فى مؤتمر جنيف الأول , دون تبادل كلمه مباشرة . نعم ..

هذا حدث ..

ولكنى أقول لكم اليوم .. أعلن للعالم كله .. إننا نقبل بالعيش معكم فى سلام دائم وعادل .. ولانريد أن نحيطكم أو تحيطونا بالصواريخ المستعدة للتدمير أو بقذائف الاحقاد والكراهية .

ولقد أعلنت أكثر من مرة . أن إسرائيل أصبحت حقيقة واقعة أعترف بها العالم , وحملت القوتان العظيمان مسئولية أمنها وحماية وجودها .

ولما كنا نريد السلام فعلا وحقا فإننا نرحب بأن تعيشوا بيننا فى أمن وسلام فعلا وحقا ..

لقد كان بيننا وبينكم جدار ضخم مرتفع حاولتم أن تبنوه على مدى ربع قرن من الزمان , لكنه تحطم فى عام 1973 , كان جدارا من الحرب النفسية المستمرة فى التهابها وتصاعدها .

كان جدارا من التخويف بالقوة القادرة على إكتساح الأمه العربية من أقصاها الى أقصاها .

كان جدارا من الترويج بأننا أمه تحولت إلى جثه بلا حراك .. بل أن منكم من قال إنه حتى بعد مضى خمسين عاما مقبل . فلن تقوم للعرب قائمة من جديد كان جدار يهدد دائما بالذراع الطويلة القادرة على الوصول إلى أى موقع وإلى أى بعد .

كان جدارا يحذرنا من الإبادة والفناء إذا نحن حاولنا أن نستخدم حقنا المشروع فى تحرير ارضنا المحتله .

وعلينا أن نعترف معا . بأن هذا الجدار قد وقع وتحطم فى عام 1973 ولكن بقى جدار أخر .

هذا الجدار الاخر يشكل حاجزا نفسيا بيننا وبينكم .

حاجزا من الشكوك حاجزا من النفور , حاجزا من خشيه الخداع حاجزا من الأوهام حول أى تصرف أو فعل أو قرار , حاجزا من التفسير الحذر الخاطىء لك حدث او حديث .

وهذا الحاجز النفسى هو الذى عبرت عنه , فى تصريحات رسمية , بأنه يشكل سبعين فى المائه من المشكله .

واننى اسألكم اليوم – بزيارتى لكم – لماذا لانمد ايدينا بصدق و إيمان وإخلاص , لكى نحطم هذا الحاجز معا ؟

لماذا لاتتفق إرادتنا , بصدق و إيمان وإخلاص , لكى نزيل معا كل شكوك الخوف والغدر والتواء المقاصد وإخفاء حقائق النوايا ؟لماذا لا نتصدى معا بهذه الشجاعة والجسارة لكى نقيم صرحا شامخا للسلام يحمى ولا يهدد .. يشع لاجيالنا القادمة اضواء الرسالة الإنسانية نحو البناء والتطور ورفعه الإنسان ؟ ..

لماذا نورث هذه الأجيال نتائج سفك الدماء .. وإزهاق الأرواح , وتيتم الاطفال وترمل الزوجات , وهدم الاسر , وأنين الضحايا ؟

لماذا لا نؤمن بحكمه الخالق وأوردها فى امثال سليمان الحكيم :

" الغش فى قلب الذين يفكرون فى الشر , اما المشيرون بالسلاح فلهم فرح " .

" لقمه يابسه ومعها سلام , خير من بيت ملىء بالذبائح مع الخصام " .

لماذا لا نردد معا من مزامير داود النبى .

" اليك يا رب أصرخ .. أسمع صوت تضرعى إذا أستغثت بك , وأرفع يدى الى محراب قدسك , لاتجذبنى مع الأشرار . ومع فعله الإثم , المخاطبين أصحابهم بالسلام والشر فى قلوبهم , أعطهم حسب فعلهم , وحسب شر أعمالهم , أطلب السلامه وأسعى وراءها " .

ايها الساده :

الحق أقول لكم أن السلام لان يكون اسما على مسمى مالم يكن قائما على العدالة وليس على إحتلال أرض الغير .

ولا يسوغ أن تطلبوا لانفسكم ما تنكرونه على غيركم .

وبكل صراحه . وبالروح التى حدت بى إلى القدوم إليكم اليوم فإنى اقول لكم : إن عليكم أن تتخلو نهائيا عن احلام الغزو وأن تتخلو ايضا عن الاعتقاد بأن القوة هى خير وسيلة للتعامل مع العرب .

إن عليكم أن تستوعبوا جيدا دروس المواجهة بيننا وبينكم فلن يجديكم التوسع شيئا .

ولكى نتكلم بوضوح فإن أرضنا لا تقبل المساومة , وليست عرضه للجدل . إن التراب الوطنى والقومى يعتبر لدينا فى منزلة الوادى المقدس طوى الذى كلم الله فيه موسى عليه السلام " ولا يملك أى منا ولا يقبل . أن يتنازل عن شبر واحد منه , أو أن يقبل مبداء الجدل والمساومة عليه " .

والحق أقول لكم أيضا : إن أمامنا اليوم الفرصة السانحة للسلام وهى فرصة لا يمكن أن يجود بمثلها الزمان إذا كنا جادين حقا فى النضال من أجل السلام .

وهى فرصة لو اضعناها او بددناها فلسوف تحل بالمتآمر عليها , لعنه الإنسانية ولعنه التاريخ .

ماهو السلام بالنسبة لأسرائيل ؟ أن تعيش فى المنطقة مع جيرانها العرب .. فى أمن وإطمئنان ..

هذا منطق اقول له نعم ..

أن تعيش إسرائيل فى حدودها , آمنه من أى عدوان .

هذا منطق أقول له نعم ..

أن تحصل إسرائيل على كل أنواع الضمانات التى تؤمن لها هاتين الحقيقتين

هذا مطلب اقول له نعم ..

بل اننا نعلن اننا نقبل كل الضمانات الدوليه التى تتصورونها وممن ترضونه انتم .

نعلن إننا نقبل كل الضمانات التى تريدونها من القوتين العظمتين , أو من إحداهما أو من الخمسة الكبار , أو من بعضهم .

وأعود فأعلن بكل الوضوح إننا قابلون بأى ضمانات ترضونها لأننا فى المقابل , سنأخذ نفس الضمانات .

خلاصه القول إذن عندما نسأل ما هو السلام بالنسبة لإسرائيل ؟

يكون الرد هو أن تعيش إسرائيل فى حدودها مع جيرانها العرب , فى أمن وأمان وفى إطار كل ما ترضيه من ضمانات يحصل عليها الطرف الاخر .

ولكن كيف يتحقق ذلك ؟

كيف يمكن أن نصل الى هذه النتيجه لكى نصل بها الى السلام الدائم العادل ؟

هناك حقائق لابد من مواجهتا بكل شجاعة ووضوح .

هناك أرض عربية احتلتهتا – ولاتزال تحتلها- إسرائيل بالقوة المسلحة ونحن نصر على تحقيق الإنسحاب الكامل منها بما فيها القدس العربية .. القدس التى حضرت إليها باعتبارها مدينه السلام ..

والتى كانت وسوف تظل على الدوام التجسيد الحى للتعايش بين المؤمنين بالديانات الثلاث .

وليس من المقبول أن يفكر أحد فى الوضع الخاص لمدينة القدس فى إطار الضم أو التوسع وإنما يجب أن تكون مدينه حرة مفتوحة لجميع المؤمنين .

وأهم من كل هذا فإن تلك المدينة يجب ألاتفصل عن هؤلاء الذين أختاروها مقرا ومقاما لعدة قرون .. وبدلا من إيقاظ الحروب الصليبية فإننا يجب أن نحيى روح عمر بن الخطاب وصلاح الدين .. أى روح التسامح وإحترام الحقوق .. إن دور العباده الاسلامية والمسيحية ليست مجرد أماكن لأداء الفرائض والشعائر بل إنها تقوم شاهد صدق على وجودنا الذى لم ينقطع فى هذا المكان سياسيا وروحيا وفكريا .

وهنا .. فأنه يجب ألايخطىء أحد تقدير الأهمية والإجلال اللذين نكنهما للقدس نحن معشر المسلمين والمسيحين ..

ودعونى أقول لكم بلا أدنى تردد أننى لم اجيىء إليكم تحت هذه القبة لكى أتقدم برجاء أن تجلوا قواتكم من الأرض المحتلة . إن الإنسحاب الكامل من الأرض العربية المحتلة بعد 1967 أمر بديهى لا نقبل فيه الجدل ولا رجاء فيه لأحدا او من أحد ..

ولا معنى لأى حديث عن السلام الدائم العادل ولا معنى لاى خطوة لضمان حياتنا معا فى هذه المنطقة من العالم فى أمن و أمان وأنتم تحتلون أرضا عربية بالقوة المسلحة فليس هناك سلام يستقيم أو يبنى من إحتلال أرض الغير .

نعم ..

هذه بديهية لا تقبل الجدل والنقاش إذا خلصت النوايا وصدق النضال لإقرار السلام الدائم العادل لجيلنا ولكل الأجيال من بعدنا .

أما بالنسبة للقضية الفلسطينية فليس هناك من ينكر أنها جوهر المشكلة كلها وليس هناك من يقبل اليوم فى العالم كله شعارات رفعت هنا فى إسرائيل تتجاهل وجود شعب فلسطين بل وتتسائل أين هو هذا الشعب ؟ !

إن قضية شعب فلسطين وحقوق شعب فلسطين المشروعة لم تعد اليوم موضع تجاهل أو إنكار من أحد . بل لا يحتمل عقل يفكر أن تكون موضع تجاهل أو إنكار . إنها واقع اسقبله المجتمع الدولى غربا و شرقا . بالتأييد والمساندة والإعتراف فى مواثيق دولية وبيانات رسمية لن يجدى أحد أن يصم آذانه عن دويها المسموع ليل نهار أو أن يغمض عينيه عن حقيقتها التاريخية وحتى الولايات المتحدة الأمريكية حليفكم الأول التى تحمل قمة الالتزام لحماية وجود إسرائيل وأمنها والتى قدمت – وتقدم إلى إسرائيل – كل عون معنوى ومادى وعسكرى .

أقول حتى الولايات المتحدة أختارت أن تواجه الحقيقة والواقع وأن تعترف بأن للشعب الفلسطينى حقوقا مشروعة وأن المشكلة الفلسطينية هى قلب الصراع وجوهره وطالما بقيت معلقة دون حل فأن النزاع سوف يتزايد ويتصاعد ليبلغ ابعادا جديدة وبكل الصدق أقول لكم أن السلام لايمكن ان يتحقق بغير الفلسطينين وأنه لخطأ جسيم لا يعلم مداه احد أن نغض الطرف عن تلك القضية او أن ننحيها جانبا .

ولن أستطرد فى سرد أحداث الماضى منذ صدر وعد بلفور لستين عاما خلت فأنتم على بينة من الحقائق جيدا .. وإذا كنتم قد وجدتم المبرر القانونى و الأخلاقى لإقامة وطن قومى على أرض لم تكن كلها ملكا لكم فأولى بكم أن تتفهموا إصرار شعب فلسطين على إقامه دولته من جديد فى وطنه .

وحين يطالب بعض الغلاة والمتطرفين أن يتخلى الفلسطينيون عن هذا الهدف الاسمى .. فإن معناه فى الواقع وحقيقة الأمر مطالبه له بالتخلى عن هويتهم وعن كل أمل لهم فى المستقبل .

إننى أحيى أصواتا إسرائيلية .. طالبت بالاعتراف بحقوق الشعب الفلسطينى وصولا إلى السلام وضمانا له .

ولذلك , فإننى أقول لكم أيها السيدات والسيادة أنه لا طائل من وراء عدم الاعتراف بالشعب الفلسطينى وحقوقه فى إقامه دولته وفى العودة .

لقد مررنا نحن العرب بهذه التجربة .. معكم .. ومع حقيقه الوجود الإسرائيلى وانتقل بنا الصراع .. من حرب إلى حرب .. ومن ضحايا إلى مزيد من الضحايا حتى وصلنا اليوم – نحن وأنتم – إلى حافة هاوية رهيبة وكارثة مروعة إذا نحن لم نغتنم اليوم معا فرصه السلام الدائم العادل .

عليكم أن تواجهوا الواقع مواجهة شجاعة كما واجتهه انا .

ولا حل لمشكلة ابدا بالهروب منها او التعالى عليها .

ولا يمكن أن يستقر سلام بمحاوله فرض أوضاع وهميه .. أدار له العالم كله ظهره .. واعلن نداءه الاجماعى بوجوب احترام الحق والحقيقة .

ولاداعى للدخول فى الحلقة المفرغة مع الحق الفلسطينى .. ولاجدوى من خلق العقبات .. إلا أن تتأخر مسيرة السلام .. او أن يقتل السلام .

وكما قلت لكم .. فلا سعادة لأحد على حساب شقاء الأخرين .. كما أن المواجهه المباشرة والخط المستقيم هما اقرب الطرق وأنجحها للوصول الى الهدف الواضح والمواجهة المباشرة للمشكلة الفلسطينية .. واللغة الواحدة لعلاجها نحو سلام دائم عادل هى أن تقوم دولتهم .

ومع كل الضمانات الدولية التى تطلبونها فلا يجوز أن يكون هناك خوف من دولة وليده تحتاج إلى معونة من كل دول العالم لقيامها .. وعندما ندق أجراس السلام فلن توجد يد لتدق طبول الحرب وإذا وجدت فلن يسمع لها صوت . وتصوروا معى إتفاق سلام فى جنيف نزفه الى العالم المتعطش إلى السلام .. إتفاق سلام يقوم على :

اولا : إنهاء الاحتلال الإسرائيلى للأراضى العربيه التى احتلت فى عام 1967 .

ثانيا : تحقيق الحقوق الأساسيه للشعب الفلسطينى وحقه فى تقرير المصير بما فى ذلك حقه فى إقامه دولته

ثالثا : حق كل دول المنطقة فى العيش فى سلام داخل حدودها الأمنه والمضمونة عن طريق إجراءت يتفق عليها تحقق الأمن

المناسب للحدود الدولية , بالإضافه إلى الضمانات الدولية المناسبة .
رابعا : تلتزم كل دول المنطقة بإداره العلاقات فيما بينها طبقا لأهداف ومبادىء ميثاق الأمم المتحدة , وبصفه خاصه عدم

الالتجاء الى القوة .. وحل الخلافات بينهم بالوسائل السلمية .

خامسا : انهاء حاله الحرب القائمه فى المنطقة .



أيها السيدات والسادة .

إن السلام ليس توقيعا على سطور مكتوبة , إنه كتابة جديدة للتاريخ .

إن السلام ليس مباراة فى المناداة به للدفاع عن أيه شهوات او لستر أيه اطماع , فالسلام فى جوهره نضال جبار ضد كل الأطماع والشهوات .

ولعل تجارب التاريخ القديم والحديث تعلمنا جميعا , أن الصواريخ والبوارج والأسلحة النووية لايمكن أن تقيم الأمن ولكنها على العكس تحطم كل ما يبنيه الأمن .

وعلينا .

من أجل شعوبنا .

من أجل حضارة صنعها الإنسان فى كل مكان .. من سلطان قوة السلاح .

علينا أن نعلى سلطان الإنسانية بكل قوة القيم والمبادىء التى تعلى مكانة الإنسان . وإذا سمحتم لى أن أتوجه بندائى من هذا المنبر الى شعب إسرائيل فأننى اتوجه بالكلمه الصادقة الخالصة الى كل رجل وامرأة وطفل فى إسرائيل .. أننى أحمل إليكم من شعب مصر الذى يبارك هذة الرساله المقدسة من أجل السلام . أحمل إليكم رسالة السلام رساله شعب مصر الذى لا يعرف التعصب , والذى يعيش ابنأؤه من مسلمين ومسيحين ويهود بروح المودة والحب والتسامح .

هذة هى مصر التى حملنى شعبها أمانة الرسالة المقدسة .. رسالة الأمن والأمان والسلام .

فيا كل رجل وإمرأة وطفل فى إسرائيل شجعوا قيادتكم على نضال السلام , ولتتجه الجهود الى بناء صرح شامخ للسلام , بدلا من بناء القلاع والمخابىء المحصنة بصواريخ الدمار .

قدموا للعالم كله , صورة الإنسان الجديد , فى هذه المنطقه من العالم , لكى يكون قدوة لإنسان العصر .. إنسان السلام فى كل موقع ومكان .

بشروا ابناءكم .. أن ما مضى , هو آخر الحروب ونهاية الالام إن ما هو قادم هو البداية الجديدة , للحياة الجديدة حياة الحب و الخير والحريه والسلام

ويا أيتها الأم الثكلى .

ويا أيتها الزوجه المترملة .

ويا أيها الأبن الذى فقد الأخ و الأب .

يا كل ضحايا الحروب .

املأوا الصدور والقلوب , بآمال السلام .. اجعلوا الانشودة حقيقة تعيش وتثمر .. اجعلوا الأمل دستور عمل ونضال .. وأرادة الشعوب هى من إرادة الله ..

أيها السيدات والسادة .

قبل أن اصل الى هذا المكان , توجهت بكل نبضة فى قلبى , وبكل خلجة فى ضميرى , إلى الله سبحانه وتعالى , وانا اؤدى صلاة العيد فى المسجد الأقصى وأنا أزور كنيسة القيامة توجهت الى الله سبحانه وتعالى بالدعاء ان يلهمنى القوة : وأن يؤكد يقين إيمانى بأن تحقق هذه الزيارة اهدافها التى ارجوها من أجل حاضر سعيد , ومستقبل أكثر سعادة .

لقد أخترت أن اخرج على كل السوابق والتقاليد التى عرفتها الدول المتحاربة , ورغم أن إحتلال الأرض العربية لازال قائما , بل كان إعلانى عن إستعدادى للحضور إلى إسرائيل مفاجأءة كبرى هزت كثير من المشاعر , وأذهلت كثير من العقول , بل شككت فى نواياها بعض الاراء , برغم كل ذلك فإننى استلهمت القرار بكل صفاء الإيمان وطهارته وبكل التعبير الصادق عن إرادة شعبى ونواياه واخترت هذا الطريق الصعب , بل أنه فى نظر الكثيرين أصعب طريق .

اخترت أن أحضر اليكم .. بالقلب المفتوح والفكر المفتوح .

اخترت أن أعطى هذه الدفعة لكل الجهود العالميه المبذولة من أجل السلام .. واخترت أن أقدم لكم – وفى بيتكم – الحقائق المجردة عن الأغراض والأهواء . لا لكى أناور .

ولا لكى أسب جولة , أخطر الجولات والمعارك فى التاريخ المعاصر . معركة السلام العادل والدائم .

إنها ليست معركتى فقط , ولا هى معركة القيادات فقط , فى إسرائيل . ولكنها معركة كل مواطن على ارضنا جميعا , من حقه أ، يعيش فى سلام .. إنها التزام الضمير و المسئولية فى قلوب الملايين .

ولقد تساءل الكثيرون , عندما طرحت هذه المبادرة عن تصورى لما يمكن إنجازه فى هذه الزيارة وتوقعاتى منها .

وكما اجبت السائلين , فإننى اعلن امامكم اننى لم افكر فى القيام بهذه المبادرة من منطلق ما يمكن تحقيقه أثناء الزيارة وإنما جئت هنا لكى أبلغ رسالة ألا هل بلغت اللهم فأشهد .

اللهم أننى اردد مع زكريا قوله " احبوا الحق و السلام " .

وآستلهم آيات الله العزيز الحكيم حين قال : " قل آمنا بالله وما أنزل علينا وما أنزل على إبراهيم و إسماعيل و إسحق ويعقوب و الأسباط وما أوتى موسى وعيسى والنبيون من ربهم , لا نفرق بين أحد منهم , ونحن له مسلمون " .



" صدق الله العظيم "



والسلام عليكم .

خالد بن الوليد



من هو خالد بن الوليد :
خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي (581 - 642 م) فارس وقائد إسلامي لقبه الرسول بسيف الله المسلول حارب في بلاد فارس وبلاد الروم وفي الشام وتوفي ودفن بعدها في حمص.

: نسبه
أبوه الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. والوليد هو عم أم المؤمنين أم سلمة.

أمه الصحابية الجليلة: لبابة الصغرى بنت الحارث بن حزن بن بجير بن هزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. ولبابة هذه هي الأخت الشقيقة لكل من:

أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث الهلالية.
أم المؤمنين زينب بنت خزيمة الأسدية.
أم الفضل لبابة الكبرى بنت الحارث الهلالية زوج العباس بن عبد المطلب وأم أكثر بنيه.
أروى بنت عميس الخثعمية زوج حمزة بن عبد المطلب وأم ابنته فاطمة.
أسماء بنت عميس الخثعمية زوج جعفر بن أبي طالب وأم بنيه عبد الله وعون وقثم وزوج أبي بكر الصديق وأم ابنه محمد وزوج علي بن أبي طالب وأم ابنيه يحيى وعون.

: نشأته

مسجد خالد بن الوليد في مدينة حمص والذي يضم قبرهخالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، أبو سليمان، وقيل: أبو الوليد، القرشي المخزومي، أمه لبابة الصغرى، وهي بنت الحارث بن حزن الهلالية، وهي أخت ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وأخت لبابة الكبرى زوج العباس بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم، هو ابن خالة أولاد العباس الذين من لبابة. ويكنى بأبي سليمان

كان أحد الأشراف قريش في الجاهلية، وكان إليه القبة وأعنة الخيل في الجاهلية، أما القبة فكانوا يضربونها يجمعون فيها ما يجهزون به الجيش، وأما الأعنة فإنه كان يكون المقدم على خيول قريش في الحرب، قاله الزبير بن بكار.

ولد خالد بن الوليد سنة 592 في مكة، وكان والده الوليد بن المغيرة سيدا في بني مخزوم ومن سادات قريش واسع الثراء ورفيع النسب والمكانة, حتى أنه كان يرفض أن توقد نار غير ناره لاطعام الناس خاصة في مواسم الحج وسوق عكاظ ولقب بريحانة قريش لأنه كان يكسو الكعبة عامآ وقريش أجمعها تكسوها عامآ وأمه هي لبابة بنت الحارث الهلالية.

كان له ستة إخوة وأختان، نشأ معهم نشأة مترفة، وتعلم االفروسيه منذ صغره مبدياً فيها براعة مميزة، جعلته يصبح أحد قادة فرسان قريش. كان خالد بن الوليد كثير التردد في الأنتماء للإسلام، وقد أسلم متأخراً بعدما أسلم اخوه الوليد بن الوليد, وحارب المسلمين في غزوة أحد وقتل من المسلمين عدداً كبيراً و في الأحزاب قاد كتيبة من فرسان المشركين محاولاً اقتحام الخندق، الذي حفره المسلمون حماية للمدينة. ولما أخفقت محاولات المشركين، وانصرفوا منسحبين قام خالد مع عمرو بن العاص بحماية ساقتهم. ثم كان على رأس خيّآلة قريش الذين أرادوا أن يحولوا بين المسلمين ومكة في غزوة الحديبية[1].‏ ولم يحارب في بدر لأنه كان في بلاد الشام وقت وقوع الغزوة الأولى بين المسلمين ومشركي قريش، غير أنه مال إلى الإسلام وأسلم قبل فتح مكة، رغم أنه كان صاحب دور رئيسي في هزيمة المسلمين في غزوة أحد في نهاية الغزوة بعد ان قتل من بقي من الرماة المسلمين على جبل الرماة والتف حول جيش المسلمين وطوقهم من الخلف و قام بهجوم ادى إلى ارتباك صفوف جيش المسلمين. في هذه الغزوه

: إسلامه
أسلم خالد متأخراً في صفر للسنة الثامنة الهجرية، قبل فتح مكة بستة أشهر، وقبل غزوة مؤتة بنحو شهرين، وتعود قصة إسلام خالد إلى ما بعد معاهدة الحديبية حيث أسلم أخوه الوليد بن الوليد، ودخل الرسول -صلى الله عليه وسلم- مكة في عمرة القضاء فسأل الوليد عن أخيه خالد، فقال: (أين خالد؟)... فقال الوليد: (يأتي به الله).

فقال النبي: -صلى الله عليه وسلم-: (ما مثله يجهل الإسلام، ولو كان يجعل نكايته مع المسلمين على المشركين كان خيرا له، ولقدمناه على غيره)... فخرج الوليد يبحث عن أخيه فلم يجده، فترك له رسالة قال فيها: (بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد... فأني لم أرى أعجب من ذهاب رأيك عن الإسلام وعقلك عقلك، ومثل الإسلام يجهله أحد؟!... وقد سألني عنك رسول الله، فقال أين خالد - وذكر قول النبي -صلى الله عليه وسلم- فيه - ثم قال له: فاستدرك يا أخي ما فاتك فيه، فقد فاتتك مواطن صالحة) . وقد كان خالد -رضي اللـه عنه- يفكر في الإسلام، فلما قرأ رسالة أخيـه سر بها سرورا كبيرا، وأعجبه مقالة النبـي -صلى اللـه عليه وسلم-فيه، فتشجع و أسلـم...

: الحلم
رأى خالد في منامه كأنه في بلادٍ ضيّقة جديبة، فخرج إلى بلد أخضر واسع، فقال في نفسه: (إن هذه لرؤيا)... فلمّا قدم المدينة ذكرها لأبي بكر الصديق فقال له: (هو مخرجُكَ الذي هداك الله للإسلام، والضيقُ الذي كنتَ فيه من الشرك).

: الرحلة
يقول خالد عن رحلته من مكة إلى المدينة: (وددت لو أجد من أصاحب، فلقيت عثمان بن طلحة فذكرت له الذي أريد فأسرع الإجابة، وخرجنا جميعا فأدلجنا سرا، فلما كنا بالسهل إذا عمرو بن العاص، فقال: (مرحبا بالقوم)... قلنا: (وبك)... قال: (أين مسيركم يا مجانين)... فأخبرناه، وأخبرنا أيضا أنه يريد النبي ليسلم، فاصطحبنا حتى قدمنا المدينة أول يوم من صفر سنة ثمان).

فلما رآهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لأصحابه: (رمتكم مكة بأفلاذ كبدها)... يقول خالد: (ولما اطلعت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سلمت عليه بالنبوة فرد على السلام بوجه طلق، فأسلمت وشهدت شهادة الحق، وحينها قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (الحمد لله الذي هداك قد كنت أرى لك عقلا لا يسلمك الا إلى الخير)... وبايعت الرسـول وقلت: (استغفر لي كل ما أوضعـت فيه من صد عن سبيل اللـه)... فقال: (إن الإسلام يجـب ما كان قبله)... فقلت: (يا رسول الله على ذلك)... فقال: (اللهم اغفر لخالد بن الوليد كل ما أوضع فيه من صد عن سبيلك)... وتقدم عمرو بن العاص وعثمان بن طلحة، فأسلما وبايعا رسول الله)...

: خالد بعد إسلامه
شارك خالد في أول غزواته في غزوة مؤتة ضد الغساسنة والروم، وقد استشهد فيها قادتها الثلاثة: زيد بن حارثة، ثم جعفر بن أبي طالب، ثم عبد الله بن رواحة، فسارع إلى الراية (ثابت بن أقرم) فحملها عاليا وتوجه مسرعا إلى خالد قائلا له: (خذ اللواء يا أبا سليمان) فلم يجد خالد أن من حقه أخذها فاعتذر قائلا: (لا، لا آخذ اللواء أنت أحق به، لك سن وقد شهدت بدرا)... فأجابه ثابت: (خذه فأنت أدرى بالقتال مني، ووالله ما أخذته إلا لك). ثم نادى بالمسلمين: (أترضون إمرة خالد؟)... قالوا: (نعم)... فأخذ الراية خالد وأنقذ جيش المسلمين، يقول خالد: (قد انقطع في يدي يومَ مؤتة تسعة أسياف، فما بقي في يدي إلا صفيحةيمانية نوع من السيوف تكون عريضةالنصل ).

وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما أخبر الصحابة بتلك الغزوة: (أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذ الراية جعفر فأصيب، ثم أخذ الراية ابن رواحة فأصيب ،... وعيناه -صلى الله عليه وسلم- تذرفان، حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله، حتى فتح الله عليهم)... فسمي خالد من ذلك اليوم سيف الله. ولقد أمره الرسول على أحد الكتائب الإسلامية التي تحركت لفتح مكة واستعمله الرسول أيضا في سرية للقبض على اكيدر ملك دومة الجندل أثناء غزوة تبوك.

ولا يصح لخالد مشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل فتح مكة، ولما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة بعثه إلى بني جذيمة من بني عامر بن لؤي، فقتل منهم من لم يجز له قتله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد".

فأرسل مالاً مع علي بن أبي طالب فوردى القتلى، وأعطاهم ثمن ما أخذ منهم، حتى ثمن ميغلة الكلب، وفضل معه فضلة من المال فقسمها فيهم، فلما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك استحسنه، ولما رجع خالد بن الوليد من بني جذيمة أنكر عليه عبد الرحمن بن عوف ذلك، وجرى بينهما كلام، فسب خالد عبد الرحمن بن عوف، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقال لخالد: "لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه".

وكان على مقدمة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين في بني سليم، فجرح خالد، فعاده رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونفث في جرحه فبرأ، وأرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أكيدر بن عبد الملك، صاحب دومة الجندل، فأسره، وأحضره عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فصالحه على الجزية، ورده إلى بلده، وأرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة عشر إلى بني الحارث بن كعب بن مذحج، فقدم معه رجال منهم فأسلموا، ورجعوا إلى قومهم بنجران

وعن خالد بن الوليد: أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت ميمونة، فأتى بضب محنوذ[2]، فأهوى إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يأكل منه، فقالوا: يا رسول الله، هو ضب. فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده، فقلت: أحرام هو? قال: "لا، ولكنه لم يكن بأرض قومي، فأجدني أعافه". قال خالد: فاجتزرته فأكلته ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر.

: دوره في حروب الردة
قام خالد بن الوليد بدور كبير في حروب الردة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وواجه بجيشه المرأة سجاح مدعية النبوة و مالك بن نويرة الذي اتهم بالردة " .

ثم إن أبا بكر أمره بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على قتال المرتدين، منهم: مسيلمة الحنفي في اليمامة، وله في قتالهم الأثر العظيم، ومنهم مالك بن نويرة، في بني يربوع من تميم وغيرهم، إلا أن الناس اختلفوا في قتل مالك بن نويرة، فقيل: إنه قتل مسلما لظن ظنه خالد به، وكلام سمعه منه، وأنكر عليه أبو قتادة وأقسم أنه لا يقاتل تحت رايته، وأنكر عليه ذلك عمر بن الخطاب .

وهناك شبهة تقول انه تبريراً لما سيقدم عليه خالد ادعى أن مالك بن نويرة ارتد عن الإسلام بكلام بلغه أنه قاله، فانكر مالك ذلك وقال: أنا على دين الإسلام ما غيرت ولا بدلت - لكن خالد لم يصغ لشهادة أبي قتادة وابن عمر، ولم يلق أذناً لكلام مالك، بل أمر فضربت عنق مالك وأعناق أصحابه(8). وقبض خالد زوجته ليلي (أم تميم فنزا عليها في الليلة التي قتل فيها زوجها).والرد علي ذلك انه لم يتاكد له إسلامه كدليل أول والدليل الثاني انه لم يقتله ولكن كانت ليلة شديدة البرد فقال خالد لاحد جنوده دافئوهم وكان الجندي من كنانة ودافئوهم في لغة كنانة معناها اقتلوهم فقتلهم وخالد منهم برئ وعندما استدعاه الخليفة أبو بكر الصديق وهو من هو من كونه خليفة المسلمين والسابق في الإسلام ولايدانيه أحد قد رضي من خالد عذره وروايته لانه يعرفه جيداوهي اصح الروايات.

خالد ومعركة اليمامة: بعث أبا بكر جيش تحت قيادة عكرمة بن أبي جهل و لما اشتد بهم الحال ، بعث لخالد لنصرتهم. ومع قدومه واشتداد المعركة التي بدأت لصالح مسيلمة جال خالد مع فرسانه وسط العدو فأربكوه وألحقوا به الهزيمة وتشجع باقي الجيش فأجهز على العدو وهرب مسيلمة في حديقته فاقتحمها المسلمون وقتل وحشي ابن حرب برمحه مسيلمة الكذاب لتنكسر شوكة أحد أكبر المشركين المدعين بالنبوة.

ثم سارع خالد ابن الوليد بجيشه وفرسانه ليجول وسط الجزيرة العربية تأديبا للمرتدين وقد جعل الله النصر على يديه وأيدي الفرسان الباسلين الذين فاقوا كل تصور في الحنكة و البذل و العطاء في سبيل الله ولو صنعت الأفلام لبطولاتهم فلا تظاهيها بطولات أبداً فقد أوقعوا و كسروا شوكة ملوك العال آنذاك بفضل إيمانهم.

: دوره في فتح بلاد الروم والشام
وله الأثر المشهور في قتال الفرس والروم، وافتتح دمشق، وكان في قلنسوته التي يقاتل بها شعر من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم يستنصره به وببركته، فلا يزال منصوراً. سقطت منه قلنسوته يوم اليرموك، فأضنى نفسه والناس في البحث عنها فلما عوتب في ذلك قال: (إن فيها بعضا من شعر ناصية رسول الله وإني أتفائل بها وأستنصر)... ففي حجة الوداع ولمّا حلق الرسول -صلى الله عليه وسلم- رأسه أعطى خالداً ناصيته، فكانت في مقدم قلنسوته، فكان لا يلقى أحداً إلا هزمه الله

ارسله الخليفة أبو بكر الصديق لنجدة جيوش المسلمين في الشام بعد ان ثبت خالد بن الوليد اقدامه في العراق ، تحرك خالد بن الوليد وقطع صحراء السماوة و معه دليله رافع وجيشه ووصل في وقت قليل لنجدة المسلمين في بلاد الشام .

حين وصل إلى الشام ومعه تسعة آلاف وجد هناك جيوشا متعددة عند اليرموك وأقترح أن تجمع الجيوش في جيش واحد فأختاره القواد ليأمر الجيش فقام بتنظيمه وإعادة توزيعه قبل معركة اليرموك. قبيل المعركة توفي أبو بكر وتولى الخلافة عمر بن الخطاب الذي أرسل كتابا إلى أبو عبيدة بن الجراح يأمره بإمارة الجيش وعزل خالد لأن الناس فتنوا بخالد حتى ظنوا أن لا نصر بدون قيادته ولكن أبا عبيدة آثر أن يخفي الكتاب حتى انتهاء المعركة وإستباب النصر تحت قيادة خالد.


مقولة خالد بن الوليد قبل موتهفي المجمل خاض خالد بن الوليد رضي الله عنه معارك عديدة انتصر فيها كلها و أهمها - ذات السلاسل -الثني-الولجة-أليس-أمغيشيا-الحيرة-الأنبار-عين تمر-دومة الجندل-الفراض. قتل من الفارسيين مئات الآلاف ليذوب الملك العظيم لفارس على يد عباد لله. دفن فيها في الجامع المعروف بأسمة في مدينة حمص وقد ورث داره ابن عمه أيوب بن سلمه و القاعده تقول لا ميراث لأبناء العم الا بانقطاع الذريه . وقد شهد خالد بن الوليد حوالي مائة معركة بعد إسلامه, قال على فراش الموت:

لقد شهدت مائة زحف أو زهاها، وما في بدني موضع شبر، إلا وفيه ضربة بسيف أو رمية بسهم أو طعنة برمح وها أنا ذا أموت على فراشي حتف أنفي، فلا نامت أعين الجبناء

رساله من الرئيس / صدام حسين


رســالة من الرئيس صدام حسين

إلى الشـعب والأمة وأحرار العالم




بسم الله الرحمن الرحيم

" قل لن يصيبنا إلاّ ما كتب الله لنا"


أيّها الشعب العراقي العظيم ، أيّها النشامى في قواتنا المسلحة المجاهدة ، أيّتها العراقيات الماجدات ، يا أبناء أمّتنا المجيدة ، أيّها الشجعان المؤمنون، في المقاومة الباسلة.

كنتُ كما تعرفوني في الأيام السالفات ،وأراد الله سبحانه أن أكون مرّة أخرى في ساحْ الجهاد والنضال على لون وروح ماكنا به قبل الثورة مع محنةٍ أشدٌ وأقسى .

أيّها الأحبّة إن هذا الحال القاسي الذي نحن جميعاً فيه وأبتُليَ به العراق العظيم، درس جديد وبلوى جديدة ليعرف به الناس كلٌ على وصف مسعاه فيصير له عنواناً أمامَ الله وأمامَ الناس في الحاضر وعندما يغدو الحال الذي نحن فيه تأريخاً مجيداً، وهو قبل غيره أساس ما يُبنى النجاح عليه لمراحل تأريخيّة قادمة، والموقف فيه وليس غيره الأمين الأصـيل حيثما يصحُ، وغيره زائفاً حيثما كان نقيض. وكلٌ عمل ومسعى فيه وفي غيره،لا يضيّع المرء الله وسط ضميره وبين عيونه معيوب وزائف. وإنٌ استقواء التافهين بالأجنبي على أبناء جلدتهم تافه وحقير مثل أهله، وليس يصحٌ في نتيجة ما هو في بلادنا إلاّ الصحيح، أمّا الزبَدُ فيذهبُ جُفاءً وأمّا ما ينفع الناس فيمكث في الأرض،،..صدق الله العظيم.

أيها الشعب العظيم...أيها الناس في أمتنا والإنسانية....لقد عرف كثر منكم صاحب هذا الخطاب في الصدق والنزاهة ونظافة اليد والحرص على الشعب والحكمة والرؤية والعدالة والحزم في معالجة الأمور، والحرص على أموال الناس وأموال الدولة، وأن يعيش كلٌ شيء في ضميره وعقله وأن يتوجّع قلبه ولا يهدأ له بال حتى يرفع من شأن الفقراء ويلبّي حاجة المعوزين وأن يتسع قلبه لكل شعبه وأمته وأن يكون مؤمناً أميناً....من غير أن يفرّق بين أبناء شعبه إلاّ بصدق الجهد المبذول والكفاءة والوطنيّة....

وها أقول اليوم باسمكم ومن أجل عيونكم وعيون أمّتنا وعيون المنصفين أهل الحق حيث رفت رايته.

أيّها العراقيّون.... يا شعبنا وأهلنا،وأهل كلٌ شريف ماجد وماجده فــي أمّتنا...لقد عرفتم أخاكم وقائدكم مثلما يعرفه أُهيله، لم يحنٍِِ هامته للعُتاة الظالمين، وبقى سيفاً وعلماً على ما يحبُ الخُلّص ويغيض الظالمين.....

أليس هكذا تريدون موقف أخيكم وأبنكم وقائدكم.....؟! بلى هكذا....يجب أن يكون صدام حسين وعلى هكذا وصف ينبغي أن تكون مواقفه ، ولو ولم تكن مواقفه على هذا الوصف لاسمح الله، لرفضته نفسه وعلى هذا ينبغي أن تكون مواقف من يتولّى قيادتكم ومن يكون علماً في الأمّة، ومثلها بعد الله العزيز القدير.....

ها أنا أقدّم نفسي فداءً فإذا أراد الرحمن هـذا صعد بها إلى حيث يأمر سبحانه مع الصدّيقين والشهداء. وأن أجّلَ قراره على وفق مايرى فهـو الرحمن الرحـيم وهـو الذي أنشأنا ونحن إليه راجعون، فصبراً جميلاً وبه المستعان على القوم الظالمين.

أيّها الأخوه..... أيّها الشعب العظيم...أدعوكم أن تحافظوا على المعاني التي جَعَلتكم تحملون الإيمان بجداره وأن تكونوا القنديل المشعٌ في الحضارة، وأن تكون أرضكم مهد أبي الأنبياء، إبراهيم الخليل وأنبياء آخرين، على المعاني التي جَعَلتكم تحملون معاني صفة العظمة بصورة موّثقة ورسميّة،فداءً للوطن والشعب بل رهن كل حياته وحياة عائلته صغاراً وكباراً منذ خط البداية للأمّة والشعب العظيم الوفيّ الكريم وأستمرّ عليها ولم ينثن.....ورغم كلٌ الصعوبات والعواصف التي مرّت بنا وبالعراق قبل الثورة وبعد الثورة لم يشأ الله سبحانه أن يُميت صدام حسين،فإذا أرادها في هذه المرّة فهي زرعهُ.. وهو الذي أنشأها وحماها حتى الآن..وبذلك يعزّ بأستشهادها نفسُا مؤمنة إذ ذهبت على هذا الدرب بنفس راضية مطمئنّة من هو أصغر عمراً من صدام حسين. فأن أرادها شهيدة فأننا نحمده ونشكره قبلاً وبعداً...فصبراً جميلاً، وبه نستعين على القوم الظالمين...في ظل عظمة الباري سبحانه ورعايته لكم...ومنها أن تتذكروا إن الله يَسّر لكم ألوان خصوصيّاتكم لتكونوا فيها نموذجاً يَحتذى بالمحبة والعفو والتسامح والتعايش الأخوي فيما بينكم.....والبناء الشامخ العظيم في ظل أتاحه الرحمن من قدرة وأمكانات ،ولم يشأ أن يجعل سبحانه هذه الألوان عبثاً عليكم، وأرادها إختباراً لصقل النفوس فصار من هو منْ بين صفوفكم ومَن هو من حلف الأطلسي ومن هم الفرس الحاقدون بفعل حكامهم الذين ورثوا إرث كسرى بديلاً للشيطان، فوسوس في صدور مَن طاوعه على أبناء جلدته أو على جاره أو سدّل لأطماع وأحقاد الصهيونيّة أن تحرّك ممثلها في البيت الأبيض الأمريكي ليرتكبوا العدوان ويخلقوا ضغائن ليست من الأنسانيّة والإيمان في شيء..وعلى أساس معاني الإيمان والمحبّة والسلام الذي يعزّ ماهو عزيز وليس الضغينة، بنيتم وأعليتم البناء من غير تناحر وضغينة وعـلى هذا الأساس كنتم ترفلون بالعز والأمن في ألوانكم الزاهية في ظل راية الوطن في الماضي القريب، وبخاصة بعد ثورتكم الغرّاء ـ ثورة السابع عشرـ الثلاثين من تمّوز المجيدة عام 1968، وأنتصرتم، وأنتم تحملونها بلون العراق العظيم الواحد... أخوة متحابّين، أن في خنادق القتال أو في سوح البناء....وقد وجد أعداء بلدكم من غُزاة وفرس،إن وشائج وموجبات صفات وحدتكم تقف حائلا بينهم وبين أن يستعبدونكم...فزرعوا ودقوا أسفينهم الكريه،القديم الجديد بينكم فأستجاب له الغرباء من حاملي الجنسيّة العراقيّة وقلوبهم هـواء أو ملأها الحاقدون في إيران بحقد، وفي ظنهم خسئوا،أن ينالوا منكم بالفرقة مع الأصلاء في شعبنا بما يضعف الهمّة ويوغر صدور أبناء الوطن الواحـد على بعضهم بدل أن توغر صدورهم ،على أعدائه الحقيقيّين بما يستنفر الهمم بأتجاهٍ واحدٍ وأن تلوّنت بيارقها وتحت راية الله أكبر،الراية العظيمة للشعب والوطن...

أيّها الأخوة أيّها المجاهدون والمناضلون إلى هذا أدعـوكم الآن وأدعــوكم إلى عدم الحقد،ذلك لأن الحقد لايترك فرصة لصاحبه لينصف ويعدّل،ولأنه يعمي البصر والبصيرة، ويغلق منافذ التفكير فيبعد صاحبه التفكير المتوازن وأختيار الأصـح وتجنّب المنحرف ويسدّ أمامه رؤية المتغيرات في ذهن مَن يتصوّر عدوّاً، بما فـي ذلك الشخوص المنحرفة عندما تعود من أنحرافها إلى الطريق الصحيح، طريق الشعب الأصيل والأمّة المجيده...

وكذلك أدعوكم أيها الأخوه والأخوات ياأبنائي وأبناء العراق...وأيها الرفاق المجاهدون....أدعوكم...أن لاتكرهوا شعوب الدول التي أعتدت علينا،وفرّقوا بين أهل القرار والشعوب،وأكرهوا العمل فحسب، بل وحتى الذي يستحق عمله أن تحاربوه وتجالدوه لاتكرهونه كإنسان...وشخوص فاعلي الشر، بل إكـرهوا فعل الشر بذاته وأدفعوا شرّه بأستحقاقه...ومن يرعوي ويُصلح إن في داخل العراق أو خارجه فأعفوا عنه،وأفتحوا له صفحة جديدة في التعامل،لأن الله عفوٌ ويحب من يعفي عن إقتدار، وأن الحزم واجب حيثما أقتضاه الحال، وأنه لكي يُقبل من الشعب والأمّة ينبغي أن يكون على أساس القانون وأن يكون عـادلاً ومنصفاً وليس عدوانيّاً على أساس ضغائن أو أطماع غير مشروعة....وأعلموا أيّها الأخوة إن بين شعوب الدول المعتدية أناس يؤيدون نضالكم ضد الغزاة،وبعضهم قد تطوّع محاميّاً للدفاع عن المعتقلين ومنهم صدام حسين، وآخرون كشفوا فضائـح الغزاة أو شجبوها، وبعضهم كان يبكي بحرقة وصدق نبيل وهو يفارقنا عندما ينتهي واجبه... إلى هذا أدعوكم شعباً واحداً أميناً ودوداً لنفسه وأمته والأنسانيّة...صادقاً مع غيره ومع نفسه...


كادونا بباطلٍ ونكيدهُمُ بحـقٍٍ - ينتصـر حقُنا ويخزى الباطلُ

لنا منازلُ لا تنطفي مواقدها - ولأعدائنا النارُ تشوي منازلُ

وفي الأخرى تستقبلنا حورها - يُعزُ منْ يقدمُ فيها لا يُذالُ

عرفنا الدربَ ولقد سلكناها - مناضلاً في العدل يتبعهُ مناضلُ

ما كنّنا أبـداً فيها تواليا - في الصول والعزم نحنُ الأوائلُ




أيّها الشعب الوفيّْ الكريم: أستودعكم ونفسيَ عند الرّب الرحيم الذي لا تضـيع عنده وديعة.

ولا يخيبُ ظنّ مؤمنٍ صادقٍ أمين.... الله أكبر .......... الله أكبر



وعاشت أمّتنا....وعاشت الإنسانية بأمنٍ وسلام حيثما أنصفت وأعدلتْ... الله أكبر

وعاش شعبنا المجاهد العظيم.....عاش العراق......عاش العـراق....وعاشت فلسطين

وعاش الجهاد والمجاهدون........الله أكبر......وليخسأ الخاسئون.

صـــدّام حسين

رئيس الجمهوريّة والقائد العام
للقوّات المسلحة المجاهدة

غرائب وطرائف عن شخصيات تاريخيه


* الملكة فيكتوريا :
أمرت برش شوارع مدينة كوبنرج الإنجليزية بماء الكولونيا إحتفالاً بزيارتها هى والبرنس ألبرت لها عام 1845 .

* الملكة العذراء :
الملكة إليزابيث الأولى ملكة بريطانيا جلست على العرش وهى عذراء فى الخامسة والعشرين من عمرها .. وبقيت ملكة لمدة 45 عاماً أعطت فيها كل حبها لبلادها .. حتى الزواج كانت تنفر منه وكانت دائماً تقول .. أننى أفضل أن أتسول بلا زواج على أن أكون ملكة متزوجة .

* آن برلين :
زوجة الملك هنرى الثامن كانت تلبس القفاز بصفة مستمرة صيفاً وشتاء وذلك لتخفى إصبعاً سادساً من يديها .

* كليوباترا :
ملكة مصر كانت إذا أرادت أن تفتح شهيتها تأكل قطعة من الشمام مُتبلة بالثوم .

* كاترين العظمى :
كانت إذا أرادت أن تدخل البهجة على نفسها أمرت أن تُزغزغ فى أقدامها .. وكانت تشرب فى إفطارها خمسة أكواب من القهوة .

* مارى تريزا :
إمبراطورة النمسا وكانت من أسعد الأمهات إذ كانت أماً لستة عشر ولداً وبنتاً وكان من بينهم 2 إمبراطور و 3 ملكات .

* لوليا بولينا :
زوجة قيصر كاليجولا ، كانت ترتدى أثواباً لا يقل ثمن الثوب الواحد عن 200000 دولار إضافة إلى عقد اللؤلؤ الذى كان يبلغ ثمنه 3.500.000 دولار .

* ايننزى كاستور :
زوجة بيدرا الأول ملكة البرتغال ، إغتالها أحد الأفراد فلما أصبح زوجها ملكاً أخرج جثتها من القبر ونصبها على العرش وقال لشعبه أنها ملكة البرتغال فأصبحت أول ملكة تحكم شعبها بعد موتها .

* الملكة مارجريت :
ملكة النمسا زوجة فيليب الثالث ، رفضت أن تستلم هدية قدمها لها أصحاب الجوارب الحريرية ، ووبختهم بشدة على هديتهم .. وقد زال غضبهم وحدتهم بعد أن عرفوا أن ملكة أسبانيا تكره ساقيها النحيفتين .

* ولهلمينا ماريا :
أميرة أورانج دناسو أصبحت فيما بعد ملكة هولندا وحين تنازلت عن العرش عام 1948 قدرت ثروتها بــ 500.000.000 .

* كليوا باترا :
عندما إرتقت عرش مصر بعد وفاة والدها بطليموس الحادى العاشر تزوجت أخاها الأصغر بطليموس الثالث عشر بناء على وصية والدها .. ثم تزوجت رجلين من أشهر زعماء أوروبا .. الأول يوليوس قيصر عام 47 ق .م والثانى مارك أنطونيو 41 ق . م .

* موتشيه ثيان :
كانت خادمة فى القصر الإمبراطورى فى الصين ، وأصبحت بعد فترة إمبراطورة الصين بعد أن قتلت أختها وأخاها وأمها والإمبراطور .

* الإمبراطورة أوجينى :
زوجة نابليون الثالث : كانت لاتلبس حذاء مهما غلا ثمنه أكثر من مرة واحدة .

* إليزابيث ملكة النمسا :
كانت لا تنام إلا بعد أن تلف وسطها بمنديل مبلل بالماء لإعتقادها أن هذا المنديل يحفظ لخصرها الرشاقة والنحافة .

* أما قيصرة روسيا :
حكمت مرة على أحد الأمراء الذى تآمر عليها بأن يصبح كالدجاجة لذا أحضرت قفصاً ووضعته داخل مجموعة من البيض وأرغمته على دخول القفص والجلوس فوق البيض وأن يصيح كما يصيح الدجاج .

* كريستيان ايرهاردن
ملكة بولندا ظلت ملكة لمدة ثلاثين عاماً ، منذ عام 1697 - 1727 علماً أنها لم تطأ قدماها بولندا أبداً .

* ديزى كلارى
ابنة أحد تجار مارسيليا خُطبت لثلاثة جنود ، صار كل منهم فيما بعد ملكاً .. الجندى الأول نابليون بونابرت والثانى جوزف برنادوت ، لكنها تزوجت برنادوت الذى تولى عرش السويد .

* الملكة سميراميس :
وهى ملكة آشورية أصلها من دمشق .. أحبها القائد الآشورى جنزو وخطفها وأسرها عام 800 قبل الميلاد .. بالصدفة إلتقى بها الملك الأشورى نينوى وكان شاباً ذكياً وسيماً أحبها وتزوجها .. وشجعته على توسيع ملكه حتى بسط سلطانه على أراض شاسعة وشعوب عديدة .. ذات ليلة تسلل جنرو إلى الجناح الملكى وأحس به نينوى فقاما وتقاتلا فقتل نينوى جنزو - لكن الظلام كان دامس فلم تميز سميراميس من المنتصر وحسبت أن جنزو قتل زوجها ولما أقبل عليها قتلته لتكتشف أنها قتلت زوجها وحبيبها .

نظرية اخناتون وانتقاده لصلاح آمون


"تألق "سوستة رعٌ" لاعب الجيش الحربي وقاد فريقه للفوز على فريق "تل الرَبع" (الصاعد حديثا لدوري الاضواء) بهدفين نظيفين في إطار الاسبوع السادس من المسابقة الفرعونية القديمة لكرة القدم التي تقام على العديد من اراضي طيبة".

نبأ عاجل: المدير الفني لمنتخب كِميت (أحد أسماء مصر قديما) "حسن أبو سمبل" يستدعي "سوستة رعٌ" للانضمام للمنتخب في معسكره استعدادا لقبيلة "الماو" في تصفيات القبائل الافريقية المؤهلة لكأس العالم 4000 قبل الميلاد."

يقول اخناتون أحد نقاد كرة القدم الفرعونية القديمة "عندما تحرز هدفا فاعلم انك على أعتاب الانضمام للمنتخب، لا تهتم بأدائك كثيرا ولا حتى اللعب الجماعي ولكن كل ما عليك ان تحرز هدفا حتى تلفت أنظار المدير الفني إليك".

ويكمل اخناتون "كلما توجهت لمتابعة احدى مباريات الدوري الاجنبي، أرى المدير الفني لمنتخب هذه البلاد هناك، يتابع بنفسه لاعبي فرقهم الوطنية".

ويضيف " أكاد أجزم بإن "حسن أبو سمبل" لا يذهب لمتابعة أي من المباريات، لمشاهدة اللاعبين بنفسه، كما يفعل المدربون المحترفون".

أتساءل .. لماذا استدعى أبو سمبل "دودي امنحتب الأول" من بلجيكا .. هل لأنه لاعب يستحق شرف ارتداء القميص الوطني أم لانه مجرد لاعب محترف في الخارج وبالتالي فمن المنطقي ان يكون مستواه جيدا، ولماذا لم يختاره المدير الفني للانضمام للقائمة عندما كان لاعبا في صفوف فريق "صان الحجر" وكان حينها أكثر تألقا.

لماذا يصر أبو سمبل على ضم "شوقي تون" وهو لا يلعب في الاصل مع فريقه بصفة أساسية مع وجود العديد من اللاعبين الأكفاء في فرق الدوري الفرعوني في هذا المركز، هل أداء "شوقي تون" مع المنتخب مقنع؟

فبالعودة الى الماضي نجد ان المنضمين للمنتخب حديثا، هم "تحتمس حمدي" و"شريف امنمحات" والفلتة "صلاح امون"، كل هؤلاء لم ينضموا للمنتخب إلا بعد ان أحرزوا أهدافا، بالاضافة إلى "شيكا مرنبتاح" الذي كان قد أحرز هدفا مع فريق الملك خوفو في بداية المسابقة الفرعونية، وبالتالي دخل اسمه في قائمة المنتخب استعدادا لخوض مواجهة ودية.

هل كان المدير الفني أبو سمبل ينتظر ان يسجل "شريف امنمحات" هدفا مع فريقه لينضم لمعسكر الفريق لمواجهة "الماو" ، هل لمجرد ان سجل "صلاح امون" هدفين في مرمى "المتصدر" أصبح مهاجما مغوارا.

إذا كانت الأمور تسير بهذا الأسلوب فأتمنى ان يحرز أحمس مجدي هدفا هو الاخر لانه لاعب نحتاج إليه بدلا من موظفي المنتخب.

ملحوظة: أناشد أبو سمبل ألا يجعل المباراة القادمة حقل تجارب للاعبين الذين لم يختبروا دوليا قط، إنها مواجهة حاسمة وحساسة ولا تحتمل ان يتم فيها التجربة لأن كل اللاعبين ليس من المتوقع ان يكونوا مثل " دودي امنحتب الاول" الذي تمت تجربته في المباراة السابقة والذي - من حسن الحظ - قدم اداء جيدا.

الخميس، 24 سبتمبر 2009

Translation by : MOHAMED & ARLENE






MOHAMEDSPIDER.BLOGSPOT.COM
محمد عبد الجواد spider


MOHAMMED : MARCH 2 1987

ARLENE : APRIL 25 1990

PHILIPINES................... ENGLISH .... . . . . . . ARABIC

1 ALAM KO .....................I KNOW .................... انا عارف

2 TAMA BA AKO ............... IAM CORRECT ................اننى على صواب

3 SANDALI LANG............... JUST AMOMENT ............... لحظه من فضلك

4 TAMA ?........................CORRECT ?................... صحيح ؟

5 MAHAL KITA................. I LOVE U...................... انا بحبك

6 GUSTO KITA....................I LOVE U......................انا بحبك

7 ANTOK AKO......................IAM SLEEPY ...................انا نائم

8 WALONG ANUMAN.................. U R WELCOME .................. اهلا وسهلا

9 SALAMAT ......................... THANK U .......................شكرا

10 UWI NA AKO ....................IAM GOING HOME .............انا ذاهب الى البيت

11 HINDI................................NO ........................ لآ

12 SAN KA ? ...................... WHERE R U ?..................... انت فين ؟

13 OHAW AKO ..................... IAM THIRISTY..................... انا عطشان

14 MAHAL DIN KITA....................I LOVE U TOO.............. وانا كمان بحبك

15 HINDI MO AKO GUSTO ? ...........U DONNOT LIKE ME ?..........انت مش بتحبنى ؟

16 BAKIT ?..............................WHY ?.......................لماذا ؟

17 GUTOM AKO ....................... IAM HUNGRY................... انا جعان

18 GUSTO TLAGA KITA..............IAM IN LOVE WITH U ........انا عايش قصة حب معك

19 TAYO................................ BOTH....................... كليهما

20 OPU .................................SIT ........................ اجلس

21 HIGA ............................ LYING DOWN ............ متكىء او مضطجع

22 TAU .................................UP.....................اعلى او فوق

23 TUBIG PLZ........................WATER PLZ .................مياه لو سمحت

24 ALAM KO RIN ....................I KNOW TOO ............. انا كمان عارف


25 BKIT MO ALAM ? ............WHY DID U KNOW ? ............... عرفت ازاى ؟


26 ISA PA ......................GIVE ME ONCE....................اعطنى واحده


27 MAS MABUTI ................... MUCH BETTER ..................أفضل بكثير


28 ANO ? ...........................WHAT .................... ماذا ؟


29 PAKIKUHA BAG KO ?............ CAN U GET MY BAG ?........ ممكن تجيبلى الشنطه ؟


30 MALI KA.......................U R NOT CORRECT ................انت مش صح


31 HINDI KO ALAM ....................I DONNOT KNOW .................لا اعرف


32 SINO ? .............................WHO ?........................مين ؟


33 AKO LANG............................ ONLY ME..................... انا بس


34 IKAW LANG ...........................ONLY U ..................... انت بس


35 TOTOO ?.............................. REALLY ?.....................حقا ؟


36 TALAGA ?..............................PROMISE ?..................... وعد ؟


37 AYAW MONG MANIWALA SKIN ? ...........U DONNOT BELIEVE ME ?....... انت مش مصدقنى ؟


38 KAIN NA TAU ?.....................SHALL WE EAT ? ...............ممكن نأكل؟

39 HALI KA ................ COME HERE .......................... اقبل


40 PWEDE PA HALIK ? .............CAN I KISS ?...................ممكن قبله ؟

41 ANJAN KAPA ? ..................R U THERE ?................... انت موجود ؟


42 PWEDI BA MAGING TAU ?........CAN WE STILL TOGETHER ?..........ممكن نفضل مع بعض ؟


43 PANU ? .............................. HOW ?..........................ازاى ؟


44 TAMAD AKO..........................IAM TIRED.........................انا مرهق

45 HINDI KITA GUSTO ?...............I DONNOT LIKE U ?...............انا مش بحبك ؟!


46 BAKA ..................................MAY BE............................ربما


47 NAG IISA AKO ...................IAM ALONE ...................انا وحدى او بمفردى


48 INGAT PO KAU ................... TAKE CARE ALWAYS ........... خلى بالك


49 ANG DAMI .................. SO MANY ......................كتير جدا


50 HINIDI MO NKALIMUTAN? ..... U DONT EVEN FORGET ?...... انتا لسه منسيتش ؟


51 MASARAP ........ DELICIOUS ........... لذيد


52 HINIDI MA BA AKO IIWAN ? ...... U DONT LEAVE ME ALONE ...... لا تتركنى وحيدا


53 SINUNGALING ....... LIER ..... كاذب


54 HINDI KA GALIT ? ...... U DONT GET MAD ? ...... فى اى ازعاج لك ؟


55 GWAPO ....... NICE .......... وسيم او جميل


56 GWAPA ........ BEAUTIFUL ........ جميله


57 ILAN TAON KANA ? ...... HOW OLD R U ? ....... كم عمرك ؟


58 TAGA SOUN KA ? ....... WHERE U COME FROM ? ..... انت منين ؟


59 PWEDE MALAMAN ANU PANAGLAN MO ? ...... MAY I KNOW U NAME ? .... ممكن اعرف اسمك ؟


60 PWEDE ...... PLEASE ....... من فضلك


61 KPOI ........... FEEL TIRED ........ اشعر بالارهاق


62 PWEDE AKO MAGTANONG SAU ? ...... CAN I ASK U SOME THING ? ... ممكن اسألك سؤال ؟


63 ANU YUN ? ........ WHAT IS THAT ? ............. ما هذا ؟


64 BAKIT KA TUMAWA ? ...... WHY R U LAUGHING ? ........ انت بتضحك ليه ؟


65 BOANG ....... CRAZY ..... مجنون


66 NANDITO .......... IAM HERE .......... انا موجود


67 NANOOD AKO TV ........ IAM WATCHING TV ........ انا بتفرج ع التليفزيون


68 KAILAN ? ............. WHEN ? .......... متى ؟


69 ANO PO UN ? ......... WHAT IS THAT ? ...... ما هذا ؟


70 LAHAT NG GUSTO MO ...... AS U LIKE ..... زى ما تحب


71 TOROAN MO AKO AT ISLAT KO ...... U LEARN ME AND I WILL WRITE...... انتى هتعلمنى وانا هاكتب


72 ANUNG GINAWA MO ? .......WHAT R U DOING ? ........ ماذا تفعل ؟


73 BUSY KA ? ........... R U BUSY ? ......انت مشغول ؟


74 NANIWALA KA BA SA AKIN ? ....... DID U TRUST ME ? ....... هل انت واثق بى ؟


75 ILAN KAYO MAG KA PATID ? ..... HOW MANY BROTHERS U HAVE ? ...... كم عدد اخوتك ؟


76 ANO TRABAHO MO ? ........ WHAT IS YOUR WORK ? .......... ما عملك ؟


77 YUN LANG ......... THATS ALL ............ هذا كل شىء


78 GUSTO KO MALAMAN LAHAT LANGUAGE NYU ..... I WANNA LEARN MORE ABOUT YOUR LANGUAGE...اريد ان اتعلم المزيد عن لغتك ؟


79 MALAU KMAN SA AKIN ......... U R FAR FROM ME ....... انت بعيد عنى فى المسافه

80 HANGANG KAILAN AKO MGHINAG SAU ? .... HOW LONG IAM WAITING WITH U ? .... انا هافضل معاك كتير ؟


81 ANU I NISIP MO ? .......... WHAT DO U THINK ? ..... ماذا تعتقد ؟


82 MARUNONG KA BANG MALUTO ? ..... U KNOW HOW TO COOK ? ...... هل تعلم كيفية الطبخ ؟


83 MAG LUTO ....... COOK ............. الطبخ


84 KAI LANG AN UMALIS ......... I WANNA GO ........ انا عايز امشى


85 HINDI KO ALAM ANO GUSTO MO ? ....... I DONNOT KNOW WHAT U LIKE ? .... انا مش عارف انت بتحب ايه ؟


86 ANU GAWA MO NGAUN ? ...... WHAT R U DOING NOW ? ..... ماذا تفعل الآن ؟


87 NAGUN ........... NOW ..........الآن


88 BUKAS ........... TOMORROW ........ غدا


89 TAMA NA ....... ENOUGH ............ كفايه


90 BKIT KA UMIYAK ? ............. WHY R U CRY ? ........ لماذا تبكى ؟


91 UMIYAK ........ CRY .............. يبكى


92 MAGANDA MATA MO ...... YOUR EYES VERY BEAUTIFUL ...... عيناك جميلتان


93 MATA ............. EYES ............... عينان


94 GUSTO KO ILONG MO ...... I LIKE YOUR NOSE .......... احب انفك


95 ILANG .......... NOSE ............. انف


96 TIANGA .............. EARS ............. أذن


97 LABI .............. LIPS ............ شفتان


98 MUKHA ............. FACE .............. وجه


99 KAMAY ............ HANDS .............. أيدى



100 DALIU ............. FINGER .......... اصبع اليد



101 MAMA ........... MAMI ................. ماما



102 PAPA ........... DADI .................. بابا



103 LOLO .......... GRAND FATHER ........... جد



104 LOLA .............. GRAND MOTHER ............. جده



105 ANO ORAS JAN ? ......... WHAT TIME IS THERE ? ............ كم الوقت هناك ؟



106 ORAS .............. TIME ................ وقت



107 GISING ................. WAKE UP ............ يستيقظ


108 SANDALI LANG BUSY AKO ....... JUST AMOMENT IAM BUSY ........لحظه من فضلك انا مشغول


109 SAAN KANA ? ........... R U THERE ?......... انت موجود ؟


110 GALIT KA SA AKIN ? ........ R Y ANGRY WITH ME ? ...... انت زعلان منى ؟


112 PASENSYA PO LATE AKO ..... IAM SORRY IAM LATE .... آسف ع التأخير


113 ANDITO LANG AKO ...... IAM WITH U ...... معاك


114 NA MISS MBA AKO ? .... DID U MISS ME ? ..... هل افتقدتنى ؟


115 GUSTO KO BOSES MO ..... I LIKE YOUR VOICE .... احب صوتك


116 WAG IKW MAG ALA ALA ...... DONNOT WORRY ...... لا تقلق


117 KAIBIGAN ........... FRIEND ......... صديق


118 WALA ....................NOTHING.......................لا شىء او مفيش حاجه

الجمعة، 18 سبتمبر 2009

cristiano ronldo

Abou treika







dolphina country club hotel





هل تموت الايدولوجيه فى زمن العولمه ؟








يستخدم الإنسان بشكل متكرر أفكارًا ومفاهيم سياسية عند التعبير عن الرأي، أو إبداء وجهات
النظر، والمفردات المتداولة في الخطاب العام مليئة بمصطلحات ومفاهيم سياسية كالحرية والعدل والمساواة والحقوق.
بيد أنه وبرغم كون العديد من المفاهيم والمصطلحات السياسية شائعة ودارجة، فإنها لا تستخدم

بشكل دقيق أو مع إحاطة كلية وواضحة بمعانيها.

فما هي "العدالة" مثلاً ؟ وما معنى أن نقول: إن الناس سواسية؟ هل يعني ذلك أن يحصل الناس على حقوق متساوية، وفرص متساوية وتأثير سياسي متكافئ وأجور واحدة؟!

وبالمقابل فإن مفاهيم مثل: شيوعي وفاشي يساء استخدامها في وصف المخالف في الرأي، فما معنى أن نصف شخصًا بأنه "فاشي"؟ وما دلالة ذلك؟ وما هي المعتقدات والآراء التي يحملها الفاشيون، ولماذا يحملونها؟ وما الفارق الجوهري بين الشيوعيين والليبراليين والمحافظين والاشتراكيين؟

عند دراسة الأيدولوجية تثور أسئلة رئيسة منها:

أولاً: ما هو الدور الذي تلعبه الأفكار والنظريات في السياسية؟

ثانيًا: ما هي طبيعة الأنساق العقيدية التي تتطور في إطارها هذه الأفكار لتشكل أطروحات متكاملة، أي ما هي الأيدولوجيا السياسية؟

الأفكار ودورها

لا يوجد إجماع بين المفكرين السياسيين على درجة أهمية وتأثير الأفكار والأيدولوجيات، فالسياسة أحيانًا تبدو محض صراع سافر على السلطة لا شأن له بالفكر والفلسفة، وحينئذ تظهر الأفكار كمجرد شعارات دعائية وكلمات جوفاء هدفها الوحيد كَسْب أصوات انتخابية أو الحصول على دعم شعبي، وتصبح الأفكار والأيدولوجيات غطاء يستر خفايا الصراع الدائر في الحياة السياسية، وهذه النظرة للأفكار والأيدلوجية هي التي تبنَّتها المدرسة السلوكية في مجال علم النفس، والتي كان من أبرز روَّادها "جون واطسون" (1878 – 1958م) و"ب.ف. سكينر" (1904 – 1990م)، والتي نظرت للإنسان باعتباره آلة بيولوجية تستجيب لما حولها من مثيرات فحسب، وقضايا التفكير والقيم والمشاعر والنوايا كلها مسائل هامشية في تفسير الظواهر الاجتماعية أو السلوك الإنساني، وهي أيضًا الرؤية التي انطلقت منها المادية الجدلية كأحد الأشكال الحادة للماركسية، تلك المادية الجدلية التي سيطرت على مدارس العلوم الإنسانية والاجتماعية في الاتحاد السوفييتي السابق والمعسكر الشيوعي، لقد اعتبرت هذه الاتجاهات الأفكار والأيدولوجيات السياسية مجرد انعكاس للواقع والعلاقات الاقتصادية/ المادية/ وتعبير عن مصالح الطبقات التي تصوغها، الأفكار إذن في نظرهم ذات أساس مادي ومجرد تعبير طبقي، وليس لها معنى أو دلالة في ذاتها.

غير أن هناك آخرين يرون العكس تمامًا، فالاقتصادي البريطاني الشهير "جون كينز" يذهب إلى أن الذي يحكم العالم أفكار الفلاسفة السياسيين والمفكرين الاقتصاديين التي يستند إليها رجال السياسة والسلطة في ممارساتهم، حتى إن ادعوا أنهم "عمليون" لا شأن لهم بالأفكار المجردة، ففي مقابل اعتبار السلوكية والمادية الجدلية الأفكار مجرد مرآة للواقع، يؤكد رأي كينز أن الأفكار والأيدولوجيات هي مصدر الفعل الإنساني، والعالم تحكمه مجموعة أفكار نظرية وليس مجرد قوى الصراع المادي، وعلى ذلك فالرأسمالية الحديثة نبعت من الأفكار الاقتصادية الأولى لآدم سميث وديفيد ريكادرو، وآلة الشيوعية السوفييتية هي ثمرة لأفكار كارل ماركس ولينين، وتاريخ النازية في ألمانيا لا يمكن فهمه إلا في ضوء الأفكار التي نقرؤها في كتاب "كفاحي" لأدولف هتلر الذي كتبه قبل توليه السلطة.

والحق أن كلا الرأيين متحيز وغير ملائم بمفرده لفهم الحياة السياسية، فالأفكار السياسية ليست مجرد انعكاس سلبي لمصالح ضيقة أو طموحات فردية، بل تحمل قوة وقدرة على التأثير في الفعل السياسي، وبالتالي تغيير الواقع، وفي الوقت ذاته فإن الأفكار السياسية لا تنشأ في فراغ ولا تهبط من السماء كقطرات المطر، بل هي متأثرة بسياقها التاريخي والاجتماعي، وتنشأ وتتطور في إطاره، وتخدم طموحات وتوازنات سياسية قائمة.

وباختصار فإن النظريات السياسية لا تنفصل عن الممارسة السياسية، وأي دراسة متوازنة ورصينة للحياة السياسية لا بد أن ترعى التفاعل المستمر بين الأفكار والأيدولوجيات من ناحية، والقوى المادية والتاريخية من ناحية أخرى، وتؤثر الأفكار والأيدولوجيات في الحياة السياسية بطرق مختلفة، ففي المقام الأول تقدم الأيدولوجيا نسقًا نظريًّا يمكن من خلاله فهم العالم وتفسيره، فالإنسان لا يرى الواقع كما هو، بل يدركه وفق تصوراته وأفكاره الذاتية ومعتقداته، وسواء كان الفرد على وعي بذلك أم لا فإن كل إنسان يتخذ له مرجعية من قيم وأفكار سياسية تحدد سلوكه وتؤثر على أفعاله، فالأفكار والأيدولوجيات إذن تضع أهدافًا كبرى هي التي تؤثر في العقل والنشاط السياسي وتوجهه، وفي هذا الصدد يتعرض السياسيون لنوعين من المؤثرات المختلفة بل والمتناقضة أحيانًا: فلا شك أن السلطة هي هدف رجل السياسة وهو ما يفرض عليه أن ينحو منحى عمليًّا، وأن يتبنى السياسات والأفكار التي تمكنه من حصد الأصوات الانتخابية وإقامة التحالفات مع الجماعات المؤثرة كرجال الأعمال والعسكريين، لكن رجل السياسة في الوقت نفسه له معتقدات وقيم وقناعات بشأن الطريقة المثلى للإدارة السياسية عندما يصل للسلطة، ويختلف شكل التوازن بين الاعتبارات الأيدولوجية والاعتبارات العملية من سياسي لآخر، ومن مرحلة لأخرى في عمر السياسي الواحد، فهتلر - على سبيل المثال - كان ملتزمًا بشكل متطرف ومتعصب لأهداف أيدولوجية معينة كان أبرز سماتها العداء لليهود والتعصب للجنس الجرماني، وتأسيس دولة ألمانية تضم شرق أوروبا، والشيوعيون الماركسيون أمثال لينين أخلصوا لهدف بناء مجتمع شيوعي لا طبقي، لكن في الوقت نفسه لا يوجد سياسي يملك أن تحجب قناعاته الأيدولوجية عينه عن تطورات الواقع ومتطلباته، ولا بد من عقد تحالفات والوصول إلى صيغ حلول وسط إذا كان يريد أن يصل إلى السلطة، ويحتفظ بها، فهتلر لم يُعادِ اليهود بدرجة واحدة من البداية للنهاية، بل حكمت سياساته اعتبارات عديدة في كل لحظة تاريخية، ولينين الشيوعي أقر عام 1921م مجموعة سياسات اقتصادية سمحت ببعث قطاع خاص هامشي في روسيا.. وهكذا.

وعلى جانب آخر نجد أن السياسة في الولايات المتحدة الأمريكية - كما في غيرها من البلدان الأخرى - تشبه فيها الشخصية السياسية السلعة التجارية، فيتم "تسويق" رجل السياسة (أو امرأة السياسة) كشخص له شعارات براقة ومظهر جذاب وأهداف عملية تخدم الجماهير دون إعطاء الأفكار والأيدولوجيات أهمية تذكر، لكن نكرر ثانية أن السياسيين لا يمكن أن يكونوا مجرد آلات باحثة عن السلطة بطريقة عملية براجماتية، فأهمية الأفكار في السياسة الأمريكية لا تظهر بشكل جلي؛ لسبب بسيط هو تقارب حزب الأغلبية الديمقراطي والمحافظ في الرؤية والأهداف والقيم الليبرالية الأساسية، وبالتالي فالشعارات والتمايز يدور حول السياسات العامة والإجراءات لوجود هذا المشترك الجامع من "الأيدولوجية الأمريكية" التي تؤمن بحرية السوق وتعتنق مبادئ الدستور الأمريكي.

وتساعد الأفكار السياسية أيضًا في تشكيل طبيعة وسمت الأنظمة السياسية، تلك الأنظمة التي تتفاوت وتختلف من مكان لآخر، والتي ترتبط بقيم ومبادئ معينة، فتاريخيًّا ارتبط الحكم الملكي بمجموعة قيم ومفاهيم، أبرزها الحق الإلهي للملوك في الحكم، أما في معظم الدول الغربية المعاصرة فيتأسس نظام الحكم على المبادئ الليبرالية الديمقراطية، وتحترم هذه الدول بعض أفكار تقيد الحكومة بقيود دستورية، وتفصل بين السلطات، وتؤمن بفكرة التمثيل السياسي عبر انتخابات حرة نزيهة قائمة على المنافسة.

وبالمقابل فقد تأسست النظم الماركسية/ الشيوعية في السابق على أفكار ماركس ولينين، فسادَها حزب شيوعي أوحد يمثل الطبقة العاملة (البروليتاريا)، وحتى شكل الدولة القومية التي تمسك فيها الحكومة بزمام السلطة، وتحتكر استخدام القوة، والذي ساد في القرن العشرين كان نتاج أفكار سياسية أبرزها فكرة القومية وحق تقرير المصير.

وختامًا فإن الأفكار السياسية والأيدولوجيات تلعب دورًا مهمًّا في خلق التضامن الاجتماعي وتزود الجماعات المختلفة والمجتمع في مجمله بمجموعة معتقدات وقيم تؤدي لتماسكه، هذا رغم أن الأيدلوجيات ارتبطت في التصور العام بطبقات بعينها كارتباط الليبرالية بالطبقة الوسطى والمحافظة بالأرستقراطية الإقطاعية والاشتراكية بالطبقة العاملة، ورغم أن هذه الأيدولوجيات عكست تجارب وخبرات ومصالح فئات اجتماعية بعينها، فإنها أيضًا كانت صالحة لخلق روابط مشتركة بين الطبقات والفئات المختلفة في إطار مجتمع واحد، فعلى سبيل المثال تظل الليبرالية الديمقراطية مظلة أيدولوجيا واسعة تربط الأفراد والجماعات في الغرب، في حين تمثل مبادئ الإسلام وقيمه الرابطة الأساسية بين الأفراد والجماعات في العالم الإسلامي، وحين تسود ثقافة سياسية مشتركة في مجتمع؛ يؤدي ذلك لدعم النظام واستقرار هذا المجتمع.

وهذه الثقافة السياسية المشتركة ليست جامدة، بل هي تتطور وتنمو داخل أي جماعة، لكنها أيضًا قد يتم فرضها من السلطة الأعلى التي تسعى لغرض الطاعة، وتتحكم في الضبط الاجتماعي؛ ولذا فقد تختلف قيم ومفاهيم وأيدولوجيا النخب الحاكمة من عسكريين أو طبقة إقطاعية أو رأسمالية صناعية عن قيم ومفاهيم غالبية الشعب، وقد تستخدم النخبة الحاكمة أدوات الأيدولوجيا لقمع المعارضة، وتحجيم النقاش والجدل الفكري عبر عملية سيطرة أيدولوجية، ويبدو هذا جليًّا في التجارب التي سادت فيها أيدولوجية رسمية معلنة كما في الحكم النازي في ألمانيا أو الحكم الشيوعي في الاتحاد السوفييتي السابق، وفي هذين النموذجين كانت المعتقدات السياسية الرسمية هي التي تسود الحياة السياسية وكافة جوانب الحياة الاجتماعية من تعليم وفنون وإعلام، وكانت الآراء والقيم المعارضة يتم قمعها ومصادرتها. ويرى البعض أن هناك نوعًا من السيطرة الأيدولوجية المستترة يسود بشكل أو آخر في كل المجتمعات، وحتى في المجتمعات الغربية فإن الأيدولوجيا السائدة هي تلك التي تخدم مصالح الطبقة الاقتصادية المسيطرة.


ما هي الأيدولوجيا؟

كثيرًا ما يخلط البعض بين دراسة الأيدولوجية ودراسة الأيدولوجيات، فدراسة الأيدولوجية هي دراسة لنوع من أنواع الفكر السياسي تمييزًا له عن الفلسفة السياسية أو العلوم السياسية، وهو تحليل طبيعة ودور وأهمية هذا النوع أو التصنيف من الفكر السياسي، ويناقش ما هي الأفكار والأطروحات التي ينطبق عليها وصف "أيدولوجيا"، وهل اعتناق الأيدولوجيا يؤدي لعملية تحرر أم عبودية للفكرة؟ وهل يمكن تقويم الأيدولوجيات وفق منطق الخطأ والصواب؟.. وهكذا.

وبالنسبة للأيدولوجيات المختلفة: هل يمكن تصنيف الاتجاه المحافظ والأفكار القومية كأيدلوجيات تكافئ الليبرالية والاشتراكية؟

هذه هي الأسئلة التي تنشغل بها دراسة الأيدولوجيا كنسق من الأفكار والافتراضات والمبادئ يسعى لتقديم إجابات كلية، ويوظف معتنقه طاقته في تحقيقه في الواقع.

أما دراسة الأيدولوجيات - في المقابل - فهي دراسة مضمون الفكر السياسي والنظريات والأفكار التي قدمتها كل أيدولوجية والمقارنة بينها، فما هي الحرية في الفكر الليبرالي؟ ولماذا كانت المساواة هي الفكرة المحورية في الاشتراكية؟ وكيف يدافع الأناركيون عن فكرة مجتمع بلا دولة؟ ولماذا اعتبر الفاشيون الصراع والحروب ظواهر صحية؟

أي أن دراسة الأيدولوجيا هي دراسة في نشأة وتطور واعتناق وتطبيق وديناميكية الأفكار، في حين أن دراسة الأيدلوجيات هي تناول أفكار بعينها وتتبع تطورها ومقارنتها بغيرها.

ولا شك أن البحث في هذا المجال يجب أن يبدأ بدراسة الأيدولوجيا كنسق فكري فاعل والاتفاق على خصائص المنظومة الفكرية التي ينطبق عليها وصف أيدولوجية، حتى إذا ما تم الاتفاق على معايير التصنيف وقبلنا أن هذا النسق أو ذاك هو بالفعل أيدولوجيا، ننطلق إلى دراسة الأيدلوجيات المتباينة وتحليلها والمقارنة بينها.

وهناك سؤال أخير مهام أيضًا.. هو ما الذي نتعلمه أو نستفيده من كون الليبرالية أو النسوية أو الفاشية تصنف باعتبارها أيدولوجيات، وما دلالة هذا للبحث والفهم والتفسير.

سلبية أم إيجابية؟

أول مشكلة تواجه الباحث في طبيعة الأيدولوجيا وماهيتها هي تعدد التعريفات لهذا المصطلح بشكل كبير وأحيانًا متناقض، فهي تُعَدُّ أكثر المفاهيم مراوغة وإثارة للحيرة في مجال العلوم الاجتماعية برمته.

فالأيدولوجيا من المفاهيم السياسية القليلة التي أثارت هذا القدر من الجدل والخلاف، وهناك سببان لذلك، أولاً: لأن المفهوم يجمع جوانب نظرية وعملية ويطرح إشكالية العلاقة بين الفكر والعقيدة من ناحية والسلوك من ناحية أخرى، وكذلك العلاقة بين المعطيات المادية والإدارة السياسية.

وثانيًا: لأن تعريف الأيدولوجيا ذاته لم ينجُ من النزاع بين الأيدلوجيات ذاتها في تعريف المفهوم وملامحه وأبعاده وتشابكاته النظرية والعملية، فقد استخدم المفهوم من جانب الأيدولوجيات المختلفة كسلاح في مواجهة خصومها، ونقد أفكارهم إما باتهامها أنها أيدلوجيات مثالية لا صلة لها بالواقع، أو العكس: باتهامها أنها مجرد أفكار متناثرة لا تشكل أيدولوجيا متكاملة صالحة للتطبيق الشامل لتغيير الواقع أو إصلاحه بشكل كلي.

ولم يكتسب مفهوم الأيدولوجيا طبيعة موضوعية ومحايدة في تحليل الأفكار إلا في النصف الثاني من القرن العشرين، وحتى مع هذه المحاولة لضبطه وإكسابه طبيعة تحليلية رصينة، فقد استمر الخلاف حول الأهمية الاجتماعية والدور السياسي للأيدولوجيا. وتُعَدُّ أكثر التعريفات شيوعًا للأيدلوجية هي أنها..

- نسق عقيدي سياسي

- مجموعة من الأفكار السياسية ذات توجه عملي/ تطبيقي.

- أفكار الطبقة الحاكمة.

- رؤية فئة اجتماعية أو طبقة للعالم.

- أفكار سياسية تعبِّر عن مصالح اجتماعية وطبقية.

- أفكار دعائية توظف لتزييف الوعي بين المستغلين والمضطهدين.

- أفكار تضع الفرد في سياقه الاجتماعي وتدعم الشعور بالانتماء والهوية الجمعية.

- مجموعة من الأفكار يدعمها النظام السياسي بشكل رسمي ويستمد منها شرعيته.

- مذهب سياسي شامل يدعي احتكار الحقيقة.

- منظومة نظرية مجردة ومتماسكة من الأفكار السياسية.

وربما كان أصل المصطلح هو من الأمور القليلة المتفق عليها، فكلمة أيدولوجية بدأ استخدامها إبان الثورة الفرنسية على يد "أنطوان ديستوت دوتراسي" (1754 – 1836م)، واستخدمت لأول مرة بشكل علني عام 1796م، وقد عرف "دوتراسي" الأيدلوجية بأنها علم جديد للأفكار، أي تعريف مرتبط بمعناها الحرفي:

فالشق الأول للكلمة هو مقابل الأفكار idea والثاني مقابل العلم ology.

وقد كان دوتراسي متأثرًا بالولع السائد حينئذ بفكرة العقلانية التي كانت في أوجها مع صعود مذهب الحداثة، ورأى أنه من الممكن موضوعيًّا اكتشاف جذور الأفكار ونشأتها وأن "علم الأفكار" هذا سيتطور؛ ليأخذ مكانه جنبًا إلى جنب مع العلوم المنضبطة كالأحياء والطب وغيرها، بل ولأن كل طرق البحث تتأسس على الأفكار؛ فإن علم الأفكار الجديد هذا سوف يصبح تاج العلوم.

ورغم هذا التقدير للأفكار عند نشأة استخدام مصطلح الأيدولوجيا وعلو الآمال التي كانت معقودة عليه، فإن هذا الفهم والتصور للأيدولوجيا يختلف عن تعريفاتها وتصوراتها اللاحقة وما آلت إليه.

وقد حاول التمييز بين مفهوم جزئي ومفهوم شامل للأيدولوجية، فالأيدولوجيات الجزئية هي أفكار ومعتقدات أفراد بعينهم أو جماعات أو أحزاب، في حين أن الأيدولوجيات الشاملة هي مجمل الرؤية للحياة والعالم لطبقة اجتماعية أو لمجتمع أو لحقبة تاريخية معينة.

وبهذا المعنى فإن الماركسية والليبرالية بل والصحوة الإسلامية يمكن وضعها جميعًا بأنها أيدلوجيات شاملة.

وقد أدى هذا إلى عودة الاستخدام الضيق ذي الدلالة السلبية لمفهوم الأيدلوجية كما يبرز في كتابات "كارل بوبر" (1902 - 1994)، و"هانا أرندت" (1906 - 1975) و"جي . إل. تالمون" و"برنارد كريك" ومنظري (نهاية الأيدلوجية)، والذين رأوا أن الأفكار الشاملة بالضرورة شمولية، فالفاشية والشيوعية مثالان بارزان للأيدولوجية بمعناها القمعي المعادي للحرية، وطبقًا لهذه الكتابات فإن الأيدولوجية هي أنظمة فكرية مغلقة تزعم احتكار الحقيقة وترفض قبول الأفكار المخالفة والعقائد الأخرى، فالأيدولوجية حسب وصفهم هي أديان وضعية تملك طبيعة الشمول، وتستخدم كأدوات في الضبط الاجتماعي، وضمان الخضوع والتواؤم مع السائد، لكن وفقًا لهذا المعيار فإنه ليست كل العقائد السياسية يصلح وصفها بالأيدولوجية، فالليبرالية بتأسسها على الالتزام بالحرية والتسامح والتعدد هي أبرز مثال على وجود نظام مفتوح للأفكار في نظر مفكر مثل "كارل بوبر".

المحافظون أيضا رأوا الأيدولوجية كقرين الجمود والتحجر الفكري وأنها منفصلة عن الواقع المركب للحياة؛ لذا فقد رفض المحافظون أن تخضع السياسة للأيدلوجية، وأن يكون هدف العمل السياسي هو إعادة تشكيل العالم بناءً على أفكار مجردة أو نظريات مسبقة، وقد ظلت هذه هي رؤية المحافظين، حتى بدأ تأثير اليسار الجديد يغير بعضًا منها بعد أن ظلوا لفترة طويلة يتبنون الموقف التقليدي الذي يرفض الأيدولوجيا لصالح السعي العملي في الممارسة السياسية، ويرى في الخبرة والتاريخ – وليس النظرية والفلسفة – أفضل مرشد للسلوك الإنساني.

ومنذ الستينيات من القرن العشرين عاد استخدام مفهوم الأيدلوجية وفق احتياجات التحليل الاجتماعي والسياسي، وتم إعادة تشكيله ليعود للمفهوم طبيعته المحايدة الموضوعية بعد أن زالت الارتباطات السلبية بينه وبين توجهات الأنظمة أو سياسات بعينها.


العلاقة بين الأيدولوجية والحقيقة:

ما هي العلاقة بين الأيدولوجية والحقيقة، وبأي معنى يمكن النظر للأيدولوجية كنوع من القوة؟

يثير أي تعريف قصير مختصر للأيدولوجية من الأسئلة بأكثر مما يقدم من إجابات، لكنه يمثل على أية حال بداية جيدة للبحث في الموضوع.

فلنقبل مبدئيًّا أن الأيدولوجية تعريفها الواسع هي أنها مجموعة من الأفكار المتجانسة بدرجة أو أخرى والتي تمثل الأساسي لحركة سياسية منظمة، سواء أكان هدفها المحافظة على نظام القوى السائد، أو تعديله، أو الإطاحة به.

ولذا فإن كل الأيدولوجيات: (أ) تقدم تصورًا للنظام القائم وعادة ما يتم هذا في صورة رؤية للعالم. (ب) تقدم نموذجًا للمستقبل المنشود أو المجتمع الأفضل/ الصالح. (ج) تصور كيف يمكن أن يتم التغيير.

وهذا التعريف ليس جديدًا ولا مستحدثًا، وهو يتفق مع الاستخدام الاجتماعي العلمي للمفهوم، إلا أنه يلفت الانتباه في الوقت نفسه لبعض أبرز خصائص ظاهرة الأيدولوجية، ويؤكد بخاصة على أن تركيب مفهوم الأيدولوجية يرجع إلى كون المفهوم يتجاوز الحدود الفاصلة بين الفكر الوصفي والفكر المثالي القيمي، وبين النظرية السياسية والممارسة العملية، فالأيدولوجية باختصار تقوم بنوعين من التركيب أو التأليف: التأليف بين الفهم والالتزام، وبين الفكر والحركة.

وبالنسبة للمركب الأول فإن الأيدولوجية تتخطى الفاصل بين "ما هو كائن" و "ما ينبغي أن يكون"، فالأيدلوجية وصفية؛ لأنها تزود الأفراد والجماعات بخريطة فكرية توضح كيف تدور آلة المجتمع، وكذلك تزوِّدهم برؤية للحياة والعالم، وبذا تلعب الأيدولوجية دورًا مهمًّا في دمج الأفراد والجماعات - عبر هذا الفهم - في بيئة اجتماعية ما.

لكن هذا الفهم الوصفي مقترن بقوة بنسق من القيم العقيدية والرؤى العلاجية التي بها يتم تقويم الترتيبات الاجتماعية القائمة وطبيعة المستقبل، والصورة المنشودة للمجتمع في المستقبل.

الأيدولوجية لذا لديها آثار نفسية/عاطفية قوية، فهي وسيلة للتعبير عن الآمال والمخاوف، والميول والنفور، كما أنها تقوم ببلورة العقائد والرؤى، والتعبير عنها بوضوح.

ونظرًا لارتباط الطبيعة الوضعية بالطبيعة الاستشراقية للأيدولوجية فإن الحقائق في ظل الأيدلوجية تختلط بالقيم، ويترتب على هذا عدم وجود فواصل واضحة بين الأيدلوجية والعلم؛ لذا فإنه من المفيد التعامل مع الأيدولوجيات باعتبارها أنساقًا معرفية كما صاغ هذا الاصطلاح "توماس كوون" في كتابه الشهير "بنية الثورات العلمية" (1962م)، فالأيدولوجية يمكن النظر إليها باعتبارها منظومة مبادئ ومذاهب ونظريات تساعد على ضبط بنية عملية البحث العلمي.

وفي الواقع فإن الأيدولوجية تشكل إطارًا يمكن داخله لعملية البحث عن المعرفة السياسية أن تتم وهي تقدم لغة للخطاب السياسي.

والمثال البارز في هذا الصدد هو أن العلوم السياسية عند تدريسها في المجال الأكاديمي - وكذلك علم الاقتصاد - تستند إلى افتراضات المذهب الفردي والمذهب العقلاني، وهما يرتبطان بالتراث الليبرالي.

وتبرز أهمية الأيدولوجية أيضًا كإطار فكري أو لغة سياسية في كونها توضح بجلاء درجة العمق التي يتشكل عبرها الفهم الإنساني.

كذلك من المفيد إلى جانب مقارنة الأيدولوجيات تأمل كيف تتنوع الاختلافات داخل الأيدولوجية الواحدة، فالأفكار متغيرة وتنمو وتتطور، وليست أحجارًا صماء لبناء صلب، وأحيانًا يكون التجادل والنزاع بين تيارات الأيدولوجية الواحدة أكثر حدة ومرارة منها بين أنصار أيدولوجيات مختلفة، ويصبح مركز الخلاف هو ما هي الأيدلوجية "الحقيقية"؟

وأي فريق يمثلها؟ ما هي الاشتراكية "الحقيقية" وما هي الليبرالية "الحقيقية" أو الفوضوية "الحقيقية"؟ ومما يزيد الأمر اختلاطاً وبلبلة أن كل الفرقاء داخل ذات الأيدولوجية أو عبر الأيدولوجيات المختلفة يستخدمون نفس المفاهيم والخطاب ويدافعون، كل من وجهة نظره، عن الحرية والعدالة والديمقراطية والمساواة – وفقاً لتعريفهم هم. وهذا هو ما دفع بعض المفكرين لوصف الأيدولوجية بأنها من المفاهيم الأساسية المتنازع عليها؛ لأن حوله خلاف عميق ولا يمكن بالتالي تطوير تعريف دقيق له.

ورغم ذلك فلا شك أنه لا بد من وجود حد أدنى من الاتفاق والتجانس وحدًّا لمرونة والتنوع، ولا بد من أن توجد نقطة يصبح فيها ترك مبدأ جوهري أو اعتناق نظرية مرفوضة من الأيدولوجية تاريخيًّا بمثابة فقدان للملامح الأساسية للأيدولوجية أو ربما ذوبانها في أيدولوجية منافسة، وهو ما يحدث تاريخيًّا أحياناً.

فهل يمكن أن تظل الليبرالية هي الليبرالية إذا تخلت عن التزامها بالفردية؟ وهل تبقي الاشتراكية هي الاشتراكية إذا نزعت إلى العنف والحرب؟ أو تظل أيدولوجية الحركات الإسلامية "إسلاموية" – كما يسميها البعض قياساً على الأيدلوجيات الأخرى – إذا تنازلت عن تحكيم الشريعة مثلاً؟!

أحد سبل التعامل مع هذه المشكلة هو ما يقترحه مايكل فريدان من تحديد لتشكل الأيدولوجية وبنيتها ومكوناتها وذلك من خلال مفاهيمها الأساسية، ويشبه ذلك التعرف على غرف المنزل من خلال نوع الأثاث في كل غرفة، فكل أيدولوجية تتسم بما يعتبر لب أو جوهر يتكون من عدة مفاهيم أساسية، ثم مفاهيم هامة، وأخيراً مفاهيم هامشية لا يلزم وجودها في النظرية أو المذهب بالضرورة كي يصنف داخل هذه الأيدولوجية.

فانتقاص مكوِّن من مكوناتها قد لا يعني أنها لم تَعُد هي ذاتها، كما أن الزمن يحمل معه مستحدثات وإضافات.

وعلى سبيل المثال يمكن اعتبار الفردية والحرية والعقلانية هي جوهر المفاهيم الأساسية في الليبرالية؛ وغياب أحدها لا ينقص من مشروعية مذهب من المذاهب الليبرالية، لكن غياب مفهومين منهما هو إرهاصة بنشوء بنية أيدلوجية جديدة.

ولكن ماذا يفيدنا ما سبق في فهم العلاقة بين الأيدولوجية والحقيقة؟

فبالنسبة لماركس كانت الأيدولوجية – كما سلف الذكر – هي العدو اللدود للحقيقة، والباطل هو قرين الأيدولوجية؛ لأن الأخيرة هي من صنع الطبقة الحاكمة لتقر واقع الاستغلال والقهر.

ولكن – كما ذهب مانهايم – فإن قبول رأي ماركس بأن الطبقة العاملة (البروليتاريا) لا تحتاج لوهم الأيدولوجية هو في الحقيقة قبول بتصور بالغ المثالية للجماهير العاملة كأكثر فئات البشر التزامًا بالمساواة، ولكن ما قدمه مانهايم من تصور لحل هذه الإشكالية بوجود طبقة مستقلة من المثقفين لم يحل الإشكالية بدوره.

فوجهات نظر البشر تتأثر بشكل واعٍ أو غير واع بعوامل اجتماعية وثقافية، وفي حين يعطي التعليم الإنسان أدوات تمكنه من الدفاع عن هذه الرؤى بطلاقة وقدرة على الإقناع بها، ولكن هذا لا يعني أن وجهات نظر المثقف تكون أقل ذاتية أو أكثر موضوعية من غيرها من الأفكار.

وفي الواقع فإنه لا يوجد معيار موضوعي يمكن بناء عليه اختبار حقيقة الأيدولوجية، بل إن الزعم بأن الأيدولوجية تحتمل الخطأ أو الصواب المطلق، يتعارض مع جوهر الأيدولوجيات وهي أنها مزيج من القيم والأحلام والتطلعات، وأنها بحكم طبيعتها لا يمكن إخضاعها للتحليل العملي، فلا يمكن لأحد أن "يثبت" أن أية نظرية للعدالة هي أفضل من غيرها بالضبط، كما لا يمكن استخدام الوسيلة الجراحية على الإنسان للتأكد – بشكل نهائي وحاسم – من كونه أهل للحرية أو أنه يملك حقوقاً أساسية أو أنه بطبيعته أناني أو اجتماعي!

ففي نهاية الأمر يقل اعتناق الفرد للأيدولوجية أحياناً؛ لأنها ليست دقيقة ولا يمكن إخضاعها للتحليل المنطقي، ولكن على الجانب الآخر قد يزيد تمسك الفرد بها؛ لأنها تعين الأفراد والجماعات والمجتمعات على إعطاء المعنى وفهم العالم الذي يعيشون فيه.

ورغم ما سلف فإن الأيدولوجيات ولا شك تتضمن كشفاً عن حقيقة، ويمكن وصفها بأنها منظومات للحقيقة من خلال ما تزودنا به من لغة خطاب سياسي ومسلمات وافتراضات حول حقيقة المجتمع وما يجب أن يكون عليه، فالأيدولوجية تحدد كيف نفكر وكيف نتصرف، ولا ينفصل تصورها للحقيقة عن مسألة السلطة، ففي عالم يموج بالحقائق المتعارضة والقيم والنظريات المتباينة، فإن كل أيدولوجية تسعى لإعطاء الأولوية لقيم بعينها وتضفي الشرعية على نظريات ومعاني محددة.

ولأن الأيدولوجية تزوِّدنا بخريطة فكرية للواقع الاجتماعي فإنها تساعد في تأسيس علاقة بين الأفراد والجماعات من ناحية، وأبنية وعلاقات القوة والسلطة من ناحية أخرى، وبذلك تلعب دوراً محوريًّا في دعم أبنية السلطة القائمة وتحديد ما إذا كان يمكن اعتبارها عادلة، وطبيعية ومشروعة، أو العكس من ذلك بتسليط الضوء على المظالم وعدم المساواة ولفت الانتباه لضرورة صياغة رؤى لأبنية بديلة للسلطة.


موت الأيدولوجيا

هل ماتت الأيدولوجيا ؟ هل شهدت ذروتها مع الحرب الباردة، ثم مع انهيار المعسكر الشرقي انتصرت الليبرالية وانتهى التاريخ (كما ذهب فوكوياما) وانتهت الأيدولوجيا؟

كان هذا مذهب العديد من المفكرين، مثلما كان رأيهم في انكسار الدين مع الحداثة والتحديث، ولكن كما كانت الصحوة الدينية عبر العقائد المختلفة في كل أنحاء العالم دليلاً على أن الدين والتدين مرتبط بالإنسان ككائن حي اجتماعي/ ثقافي مركب وأنه لا يموت، كذلك تدلنا الشواهد على أن الأيدولوجيات لا تموت؛ لأنها أفكار حول العدالة والحرية وتطلع الإنسان لها عبر مذاهب سياسية شتى، وهذا التطلع لا يموت.