http://www.tvquran.com

TvQuran

athan times

Prayer Times For 6 Million Cities Worldwide
Country:

الاثنين، 19 أكتوبر 2009

اوباما : استراجيه بلا اوهام

المعارضة التي واجهها بوش عندما قرر زيادة القوات الأمريكية في العراق هي نفسها التي يواجهها أوباما حاليا‏,‏ وهو يفكر في إرسال المزيد من القوات إلي أفغانستان‏.‏ في الحالتين كان الديمقراطيون قوة الرفض الأساسية‏,‏ وهو ما يجعل مأزق اوباما أشد تعقيدا وخطورة‏.‏ بوش الجمهوري خاض معركة تقليدية مع خصومه السياسيين‏,‏ وكان يعلم منذ البداية انه سينتصر عليهم لان إرسال قوات إضافية لا يحتاج إلي موافقتهم‏,‏ كما أن سلاحهم الوحيد وهو عرقلة تمرير التمويل الإضافي للحرب كان عديم الجدوي لأنه يضعهم في مواجهة أمام الرأي العام الذي لن يغفر لهم تعريض حياة الجنود للخطر بحرمانهم من التمويل‏.‏ لذلك نجح بوش فيما أراد‏.‏ مشكلة أوباما الآن انه يواجه حزبه نفسه‏,‏ ويواجه كل معارضي الحرب الذين انتخبوه‏.‏ في الوقت نفسه ليس بوسع اوباما أن يرفض إرسال القوات الإضافية‏,‏ وهو مطلب رسمي تقدم به الجنرال ستانلي مكريستال قائد القوات الأمريكية في أفغانستان‏.‏

إذا قبل اوباما الزيادة سيحدث انشقاق حقيقي داخل حزبه‏.‏ وإذا رفضها قد تكون العواقب العسكرية أكبر من أن يتحملها هو والحزب معا‏.‏ وكل المؤشرات ترجح حدوث ذلك‏.‏ الأرقام الرسمية تقول إن العام الحالي شهد أسوأ خسائر بشرية في صفوف القوات الأمريكية والبريطانية منذ‏2001,‏ وزاد عدد قتلي تلك القوات‏55%‏ هذا العام‏,‏ مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي‏.‏ الهجمات بالشحنات الناسفة زادت أيضا بنسبة‏80%‏ أما الهجمات علي منشآت الحكومة الأفغانية فقد زادت بنسبة‏90%.‏ وإلي جانب هذا الإخفاق الأمني هناك فشل أمريكي ذريع في بناء مؤسسات الدولة‏,‏ وإحلال الديمقراطية‏,‏ وأعادت مهزلة الانتخابات الرئاسة الأخيرة التذكير بهذا الواقع الأليم‏.‏ يضاف إلي هذا الفشل في محاربة الفساد في حكومة كرزاي‏.‏

ماذا يمكن أن يفعل أوباما للخروج من هذا المأزق الشائك؟ النصيحة التي يقدمها له كثيرون هي ضرورة أن يحدد أولا طبيعة الأهداف الأمريكية‏.‏ أو بمعني آخر أن يعيد تحديد هذه الأهداف بصورة أكثر واقعية‏,‏ بعيدا عن أوهام وأحلام الجمهوريين‏.‏ أي إستراتيجية جديدة تماما والتي يستعد اوباما للكشف عنها خلال أيام‏.‏ ويري كثيرون أنها لن تكون في النهاية سوي إستراتيجية خروج‏,‏ علي غرار إستراتيجية الخروج من العراق‏.‏ وهذا هو الحل الوحيد الذي يمكن أن يخرج اوباما من ورطته الحالية‏,‏ ويمكنه من تمرير زيادة القوات بأقل خسائر ممكنة داخل حزبه‏.‏ كما أنه حل يوفر له مبررا لرفض الزيادة بالحجم الذي يريده مكريستال‏,‏ علي اعتبار أن المطروح في هذه الحالة هو إستراتيجية جديدة لم تكن موضع تنفيذ عندما تقدم القائد الأمريكي بتقديراته للعدد الذي يحتاجه من الجنود‏.‏

الخطوط العريضة لتلك الإستراتيجية بدأت تتسرب تدريجيا‏.‏ وهي في مجملها تشير إلي تراجع الإدارة عن مهام صعبة تحتاج إلي المزيد من الوقت والجهد‏,‏ مثل إعادة بناء الدولة والقضاء علي الفساد‏.‏ والبديل هنا هو دعم حكومة أفغانية تتولي تحقيق ذلك علي المدي البعيد‏.‏ ويعتبر مهندسو هذا التوجه أن محاولة القضاء علي آخر مقاتل في صفوف القاعدة أو طلبان هو عبث لا طائل منه‏,‏ والأوقع هو تسليح وتدريب الشرطة والجيش في أفغانستان للقيام بهذا‏.‏ أما السعي لتمكين الحكومة الأفغانية من بسط سيطرتها علي كل أنحاء البلاد‏,‏ فهو الوهم بعينه لأنه ببساطة إنجاز لم تحققه أي حكومة أفغانية في الـ‏200‏ سنة الماضية‏.‏ المطلوب بعد ذلك هو تحديد ما يجب تحقيقه فقط لخدمة الأمن القومي الأمريكي‏.‏

إذ إن الفساد أو حتي التمرد‏,‏ أو انهيار المؤسسات في أفغانستان لن يهدد الولايات المتحدة‏.‏ وعليها وفقا لهذا التصور الاكتفاء بإضعاف القاعدة وطالبان إلي الحد الذي يستحيل عليهما معه تنفيذ هجمات جديدة ضد الأراضي الأمريكية‏.‏ وهذا الهدف يمكن تحقيقه عبر ما يعرف حاليا باسم خطة بايدن‏,‏ وهو التصور الذي يتبناه نائب الرئيس‏,‏ ويقوم علي أساس الاكتفاء بزيادة محدودة للقوات‏,‏

تمهيدا لبدء الانسحاب خلال‏12‏ إلي‏18‏ شهرا‏,‏ والتركيز علي الغارات الجوية والعمليات النوعية‏,‏ وتكثيف العمل العسكري في باكستان‏,‏ لان القاعدة توجد في أراضيها‏,‏ وليس في أفغانستان‏,‏ مع تطوير شبكة استخبارتية قوية‏.‏ والباقي يترك للقوات الأفغانية الحليفة‏.‏ ولا يستبعد أنصار هذا الرأي محاولة استمالة طالبان نفسها باعتبارها لا تمثل تهديدا لأمريكا عكس القاعدة‏.‏ وكما كتب الصحفي الشهير فريد زكريا فان‏70%‏ من مقاتلي طالبان لا يعنيهم الجهاد العالمي‏,‏ وبالتالي يمكن أن تفعل معهم واشنطن ما فعلته مع العشائر السنية في العراق أي استمالتهم بالمال والضغط والحوار لقطع صلتهم بالعناصر الأكثر تطرفا‏,‏ والانخراط في العملية السياسية‏.‏ غير أن مشكلة بسيطة تعترض هذا السيناريو هي وجود كرزاي الذي فقد مصداقيته وشرعيته في الداخل‏,‏ إلا أن حل هذه المسألة لن يكون صعبا في وجود أكثر من‏68‏ ألف جندي أمريكي‏.‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق