
لعبت «غانا» مباراة العمر أمام «البرازيل» وكأنها تلعب فى (أكرا)، وفى لحظة تحول الجمهور المصرى
كله إلى عاشق للسحر الغانى وبدوا وكأنهم يردون الجميل لذكريات «غانا ٢٠٠٨»، التى حملت الخير والفخر لمنتخب مصر الأول.. وظل الجمهور الوفى لقارته ومنتخباتها الأفريقية يشجع بحماس منقطع النظير.. حتى تحقق حلم أفريقيا الكبير، وحصدت «غانا» اللقب لأول مرة فى تاريخ تلك البطولة..
ويبدو أن المستقبل قد يحمل مفاجأة أكثر سعادة فى بطولات كأس العالم للكبار. البطولة الرائعة التى أقيمت بين أحضان النيل والأهرامات انتهت بنهاية أكثر من رائعة وسعيدة لكل أفريقى يعشق تاريخ قارته العظيم، ووضعت «غانا» اللبنة الأولى فى الحلم الأكبر للقارة الأفريقية لترى منتخباً يحمل كأس العالم للكبار، وظلت «غانا» طوال البطولة تسير على نسق واحد وبصورة رائعة لما تمتلكه من محترفين «كبار» وليسوا «صغاراً».
مباريات دور الثمانية وقبل النهائى انتهت كلها بفوز فريق من المتنافسين، سواء بعد وقت إضافى أو فى الوقت الأصلى، بينما لم تتمكن الفرق الأربعة الأولى من تحقيق الفوز لا فى مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع أو مباراة التتويج إلا عن طريق ركلات الترجيح، وظل الجميع يحبس أنفاسه الأخيرة فى المباراة النهائية التى قدمت فيها «غانا» مباراة رائعة فى ظل لعبها للمباراة بعشرة لاعبين فقط أغلب الوقت..
وامتلكت «غانا» حارساً تحسد عليه (دانييل آجيى)، ساهم بقدر كبير جداً فى إنهاء البطولة لصالحها! انفض المونديال الصغير، وأثبت أن أى فريق فى العالم قادر على تحقيق أحلامه الكبيرة إذا ما وثق تماماً فى قدراته وعمل واجتهد، وهى رسالة من صغار السن إلى كل الكبار فى أى مكان بأنهم قادرون على إسعاد شعوبهم والفوز فى أى مباراة وأمام أى خصم، بشرط العمل الجاد والتركيز والثقة بالقدرات والإمكانيات!
ولم تشأ (مصر ٢٠٠٩) على أن تمر مرور الكرام، حتى لو خرج منتخبها مبكراً من دور البطولة الـ١٦، فحطمت أغلب الأرقام القياسية، ومنحت أفريقيا –قارتها الأم– فخراً كبيراً وأرقاماً رائعة ستظل مسجلة فى سماء تلك البطولة مهما مر من الزمن. وهكذا جاءت النهاية السعيدة للجميع، عدا البرازيل التى فشلت فى حصد لقب جديد يقربها أكثر من رقم «الأرجنتين» الذى يجعلها فوق القمة عبر التاريخ، ولم تفلح الرقصات البرازيلية الشهيرة فى أن تتغلب على السحر الأفريقى الغانى الذى بهر الجميع! وسنحاول استعراض كل الأرقام والإحصائيات فى البطولة، فى انتظار بطولة جديدة وبطل جديد!
■ ١٦٧ هدفاً جعلت بطولة مصر ٢٠٠٩ صاحبة الرقم القياسى فى عدد الأهداف المسجلة فى أى بطولة سابقة، وتغلبت على رقم «ماليزيا ١٩٩٧» بـ١٦٥ هدفاً.. والهدفان سجلا فى مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع!
■ ٣.٢ هدف / مباراة تقريبا هو معدل إحراز الأهداف فى مباريات البطولة كلها.. ويأتى فى المركز الثانى عبر كل البطولات!
■ كم هائل من البطاقات الملونة (٢٩٢ بطاقة صفراء و٢٨ بطاقة حمراء) جعلت البطولة إحدى البطولات الأكثر عنفاً فى التاريخ! بمعدل (٥.٦ إنذار/مباراة).. وهو رقم كبير جداً!
■ انتهت ١٠ مباريات فقط فى البطولة بالتعادل، ومنها ٣ فقط فى الأدوار النهائية.. و٤٢ فوزاً هو رقم كبير دل على حماس الشباب الكبير فى أغلب مباريات تلك البطولة وهو ما نتج عنه هذا الكم الكبير من الأهداف وأمتع كل من تابعها.. نسبة الفوز فى مباريات البطولة (٨٠.٧٪) وهى نسبة رائعة!
■ استمر تفوق الشوط الثانى، والدقائق الأخيرة تحديداً، بل الوقت الإضافى، فى نسبة الأهداف الكبيرة فى تلك البطولة، ووصل الفارق إلى الضعف فى الأدوار النهائية، وسجلت الأهداف عموماً فى الشوط الثانى بنسبة ٦٣% من إجمالى الأهداف!
■ ٢٠ هدفاً مسجلاً فى الدقائق الأخيرة من المباريات (آخر ربع ساعة، والوقت الإضافى) خلال مباريات الدور النهائى، بنسبة ٤٠% من إجمالى الأهداف المسجلة فى تلك الأدوار، لتستمر اللحظات الأخيرة عبر أغلب مباريات البطولة فى تقديم الأهداف القاتلة والنتائج المفاجئة، وهى سمة تلك البطولة!
■ امتدت مباريات الجولات النهائية إلى أوقات إضافية فى ٧ مباريات من إجمالى ١٦، بنسبة ٤٤%، وكانت نتيجة ٣/٢ هى الأكثر غلبة فى النهاية بعد فواصل من الإثارة والتقلبات.. ومباراة «إيطاليا والمجر» كانت الأكثر إثارة!
■ خسرت «البرازيل» النهائى للمرة الثالثة فى تاريخها فى تلك البطولة، الأولى كانت (البرتغال ١٩٩١) والثانية (قطر ١٩٩٥)، بينما نجحت «غانا» فى تحقيق اللقب فى المرة الثالثة بعد خسارتها لقبين سابقين (أستراليا ١٩٩٣ لصالح البرازيل، الأرجنتين ٢٠٠١ لصالح الأرجنتين)، لتنجح «غانا» فى الثأر من الكرة الجنوب أمريكية ومن البرازيل تحديداً!
■ ١٠ إنذارات و٤ حالات طرد شهدها لقاء «المجر وإيطاليا» فى دور الثمانية، لتكون أعنف مباريات البطولة وأكثرها حصداً للبطاقات!
■ دومينيك أديياه حقق الثنائية حين حصد لقب الهداف (٨ أهداف) وأفضل لاعب فى البطولة -لأول مرة كلاعب أفريقى- ليتساوى عبر التاريخ مع الثلاثى الأرجنتينى (سافيولا وميسى وأجويرو) لقبى أفضل لاعب وهداف البطولة ٣ مرات (٢٠٠١ و٢٠٠٥ و٢٠٠٧) على الترتيب، بينما حققها البرازيلى «جيوفانى» مرة واحدة فقط عام ١٩٨٣ فى بطولة المكسيك، وكان «سيدوكيتا» المالى فى بطولة نيجيريا ١٩٩٩ قد حصد لقب أفضل لاعب فقط!
■ ١٨٨٣ هدفاً سجلت فى بطولات كأس العالم تحت ٢٠ عاما بعد إضافة ١٦٧ هدفاً فى بطولة مصر ٢٠٠٩، واستمرت البرازيل فى صدارة الفرق تهديفيا بـ١٩٨ هدفاً.. واقتربت كثيراً من رصيد ٢٠٠ هدف كان من الممكن أن تحققها لو سجلت هدفين فقط فى المباراة النهائية!
■ منتخب غانا هو الأقوى هجومياً فى البطولة (١٦ هدفاً) بينما تساوت (البرازيل وإسبانيا والمجر فى رصيد ١٤ هدفاً)، بينما لم تسجل «تاهيتى» أى أهداف وسجلت «إنجلترا» هدفاً واحداً فقط!، وجاءت مصر فى المركز التاسع برصيد ٩ أهداف!
■ منتخب المجر هو الأعنف والأكثر حصداً للبطاقات الملونة (٢٣ إنذاراً وحالة طرد واحدة)، بينما حصدت «البرازيل» كأس اللعب النظيف (٢١ إنذاراً) للمرة الثانية عبر تاريخ البطولة، وكان كأس اللعب النظيف من نصيب البرازيل فى البطولة الأولى (تونس ١٩٧٧)!، وجاءت مصر فى المركز السادس عشر من حيث الحصول على بطاقات ملونة (فقط ١٢ إنذاراً)!
■ ١٧ ركلة جزاء، سجل منها ١٤ خلال كل المباريات!
■ غانا.. لم تهزم أبداً فى بطولة (مصر ٢٠٠٩)، مثلما كان الحال مع المنتخب المصرى الكبير فى (غانا ٢٠٠٨)، وهى مفارقة طريفة!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق